مراقبة تحركات الجمهور لم تعد مقتصرة على الملاعب عبر استعمال الكاميرات أو رجال الأمن بالزي المدني. من أجل التوفر على معطيات دقيقة والتمكن من التدخل الاستباقي في مواجهة الشغب عمدت الإدارة العامة للأمن الوطني إلى اتباع أسلوب المراقبة الإلكترونية للجماهير الكروية. كيف ذلك؟ مصادر مطلعة كشفت ل«الأحداث المغربية» أن الإدارة العامة عمدت إلى تشكيل خلايا إعلامية مركزية وجهوية تتلخص مهمتها في مراقبة كل ما يكتبه الجمهور على المنتديات الرياضية والمواقع الإلكترونية. مراقبة تستهدف متابعة التهديدات المتبادلة بين مشجعي الفرق المغربي والحروب الإلكترونية فيما بينها وبالتالي تفادي تحولها إلى حروب ومواجهات على أرض الواقع.الخلايا الأمنية ستعمل على التنسيق فيما بينها وتزويد السلطات الأمنية في المدن المعنية بالمعلومات المتعلقة بالجمهور قبل المباريات الكروية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة. لكن ما سبب تشكيل الخلايا الإعلامية؟ الجواب لخصته مصادرنا في استفادة الأمن من دروس مبارة الكلاسيكو بين الوداد البيضاوي والجيش الملكي، التي شهدت أحداث عنف غير مسبوقة خلفت إصابة أزيد من 50 شخاص واعتقال 180 أحيل 45 منهم على النيابة العامة التي قررت متابعة 40 منهم في حالة سراح. المباراة المذكورة سبقتها تهديدات متبادة بين جماهير اللوداد والرجاء البيضاوي لم يتم أخذها بعين الاعتبار لإعداد العدة لمواجهة أعمال الشغب التي وقعت، والتي وجد الأمن صعوبة كبيرة في مواجهتها. دروس مباراة الكلاسيكو استوعبها الأمن بشكل جيد وهذا ما كان سببا في تشديد الإجراءات الأمنية بمركب محمد الخامس في مباراة الديربي رقم 112. المباراة التي جرت يوم الأحد المنصرم خصص لها 5400 رجل أمن مع أن عدد الجمهور الذي تابعها لم يتعد 11 ألف متفرج وهو ما يعني أنه تم تخصيص رجل أمني لكل مشجعين تقريبا. منع دخول القاصرين غير المرفغوقين بأولياء أمورهم مكن بدوره الأمن من ضبط الموقع والسيطرة على الوضع وبالتالي ضمان مرور الديربي في أجواء هادئة. سعيد ناوم