أكّد مصطفى الرميد وزير العدل والحريات العامة على أن الدولة جاهزة للتصدي لجميع أنواع العنف والشغب بالملاعب، مشددا على أن الحكومة ستتعامل بالصرامة الضرورية والمطلوبة حيال أي تجاوزات أو انحرافات وانزلاقات غير مستحب تكرارها، لكن في حال وقوعها فإنها لن تتسامح مع مرتكبيها بحيث سيكون الحسم هو سيد الميدان. الرميد الذي كان يتحدث إلى الصحافيين خلال ندوة صحافية نظمت مساء أول أمس الأربعاء بالمركب الرياضي لفريق الرجاء البيضاوي بالوازيس بالدارالبيضاء، بحضور رئيس الفريق الأخضر عبد السلام حنات، وسعد الله ياسين ممثل الفريق الأحمر الذي عوض رئيس الفريق عبد الإله أكرم الذي تخلف عن الحضور، كما حضرها مصطفى دحنان رئيس اللجنة التنظيمية للديربي البيضاوي، والبروفسور رضوان ربيع اختصاصي في طب المسالك البولية، وهي الندوة التي شكلت فرصة للترويج لانطلاق حملة التبرع بالأعضاء البشرية، وللتأكيد على ضرورة محاربة الشغب، تحت شعار «لنساهم جميعا في إنقاذ الأرواح بتبرعنا بالأعضاء البشرية ومعا ضد الشغب». رئيس فريق الرجاء البيضاوي افتتح مداخلته بالحديث عن الصيت العالمي للديربي البيضاوي التقليدي الذي يجمع بين فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، والذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا متقدما على ديربيات أروبية وأخرى من أمريكا اللاتينية وآسيوية، معتبرا أن في ذلك مفخرة للمغرب وللكرة الوطنية، وهي المرتبة التي تم تبوأها بفضل المستوى الرياضي/الكروي، وأشكال الفرجة التي يعرفها الملعب في رقعة الميدان وفي المدرجات، وبالنظر للروح الرياضية التي تطبع الأجواء بشكل عام. لافتا الانتباه إلى تبعات أحداث العنف والتخريب التي صارت تطبع بعض المقابلات في الآونة الأخيرة وهو ما أصبح يشوه سمعة الرياضيين والرياضة المغربية، مذكرا بتداعيات ذلك والتي وصلت حد التهديد بتهجير الديربي، فضلا عن فقدانه لسمعته، بالنظر إلى المشاكل الأمنية والوصول إلى حد إزهاق الأرواح، مؤكدا على أنه إذا ما استمر هذا الوضع، فإن ذلك سيحطم الرياضة المغربية، مشددا على أنه مهما كانت نتائج الديربي الذي ستجرى أطواره يوم الأحد المقبل فإن الروح الرياضية هي التي يجب أن تسود إلى جانب التعقل والأخلاق، داعيا إلى ضرورة نبذ الحروب بين المشجعين لأنه ليست هناك حرب بين الوداد والرجاء وإنما هناك رياضة ومصالح مشتركة، وحب هذا الفريق أو ذاك هو متعدد ومتغير حتى داخل الأسرة الواحدة وبالتالي وجب الحفاظ على هذه القوة. وزير العدل والحريات العامة اعتبر أن ممارسات مخلة، خطيرة، ومنحرفة تسيء إلى كرة القدم وجماهير بعض الفرق الوطنية، وصورة الكرة الوطنية ككل، متمنيا أن يعيش الجميع عرسا رياضيا يوم الأحد، داعيا إلى إعمال دور الآباء وتحملهم لمسؤولياتهم التربوية من خلال التوعية والتوجيه والتربية، لان الاعتداء على المرافق الرياضية وغيرها هو جريمة غير مقبولة وغير معقولة. الرميد خصص كذلك حيزا هاما من مداخلته للحديث عن حملة التبرع بالأعضاء والتي ستكون حاضرة بقوة خلال ديربي البيضاء من خلال اللافتات والمباراة الافتتاحية التي سيشارك فيها الأطباء والصحافيون والفنانون، شاكرا فريقي الوداد والرجاء على دعمهما لهذه الخطوة الإنسانية. من جهته ممثل فريق الوداد البيضاوي اعتبر أن الجميع منخرط ومساند لهذه الغاية النبيلة، مؤكدا على أن لكل من الوداد والرجاء نظرة واحدة وهدفا موحدا، وهما معا يد واحدة من أجل التعاون لصالح الرياضة المغربية. بينما تطرق مصطفى دحنان إلى الخطوات التي تم قطعها لإنجاح الديربي البيضاوي، من خلال الاجتماعات الفردية والمشتركة مع الإلترات وجمعيات المحبين وممثلي الأمن، مؤكدا على أنه تم ترتيب وضع مراقبين بمداخل المركب وخارجه من أجل مراقبة عملية بيع التذاكر غير العادية والمزورة، مشددا على أنه كل من ضبط يقوم بهذا العمل فستتم متابعته قضائيا، مشيرا إلى أن أبواب المركب ستفتتح أبوابها انطلاقا من العاشرة صباحا لتفادي الازدحام لولوج مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس، موضحا بأنه تم ترتيب برامج وأنشطة لتحميس الجمهور وتنشيطه خلال مباراة رفع الستار، وفقرات الاستراحة خلال المقابلتين التي سينشطها أبطال شبان ما بين 12 و 17 سنة سيقدمون عروضا في رياضة الكراطي مرتدين للقميص الوطني ورافعين الأعلام الوطنية، لافتا الانتباه إلى أن الدعم الحكومي بدوره سيكون حاضرا في الديربي بالنظر إلى الحضور المكثف لعدد من وزراء الحكومة وهو أمر غير مسبوق مع احتمال حضور رئيس الحكومة، فضلا عن كون الفريقين والتراتهما يشاركون في التحضير لهذه المباراة التي سيكون المنتصر فيها هو الجمهور والكرة المغربية، مؤكدا على انه كل الديربيات المقبلة ستنظم بشكل مشترك وستقسم مداخيلها على الفريقين معا، حتى يكون الجميع معنيا بالديربي وليس جهة ما دون غيرها وذلك تفاديا للشغب.