قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تسريع وثيرة طرد المتطرفين المقيمين في فرنسا ومنع آخرين من القدوم الى هذا البلد الأوروبي في أعقاب العمليات الإرهابية التي نفذها محمد مراح. وكتبت جريدة 'لوموند' أن بعض إجراءات الرئيس مثل معاقبة زيارة مواقع الحركات الجهادية في شبكة الإنترنت إجراء غير واقعي بل عاطفي. في الوقت ذاته، يؤكد استطلاع للرأي لجريدة لوموند اليوم أن هذه الاعتداءات ليس لها تأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة. ومازالت تعيش فرنسا على إيقاع العمليات الإرهابية التي يفترض أنه نفذها الفرنسي محمد مراح وخلفت مقتل ثلاثة جنود فرنسيين وأربعة فرنسيين مدنيين من أصل يهودي. وهكذا، فبعد قرار منع الداعية السني يوسف القرضاوي زيارة فرنسا للمشاركة في نشاط من تنظيم اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا، أعلن ساركوزي أمس الثلاثاء عن إجراء جديدة يتمثل في تسريع وثيرة طرد الأئمة ورجال الدين المتطرفين من فرنسا ومنع آخرين للقدوم إليها. ويطبق ساركوزي سياسة حكومة لندن في أعقاب تفجيرات مترو العاصمة البريطانية في تموز (يوليو) من سنة 2007 عندما قامت بترحيل الكثيرين واعتقال آخرين وأبزرهم أبو قتادة. وقال ساركوزي خلال استقباله وحدات الأمن التي قامت بالقضاء على محمد مراح أن المتطرفين يستغلون الإجراءات الإدارية لضرب القيم الفرنسية، ولهذا فسيتم تسريع التعديلات لطرد المتطرفين من فرنسا ومنع قدوم آخرين لأن 'من هو ضد قيم فرنسا لا يمكنها القدوم إليها أو العيش فيها'. وتابع تدخلت شخصيا لمنع قدوم أولئك الذين يروجون للتطرف، فمن الأحسن أن يبقوا حيث هم'، وذلك في إشارة الى قراره بمنع القرضاوي من زيارة فرنسا. ويأتي هذا القرار بعد آخر مماثل أعلنه ساركوزي الأسبوع الماضي والمتمثل في معاقبة زوار المواقع الجهادية في شبكة الإنترنت. وأبرزت جريدة 'لوموند:' الفرنسية في افتتاحيتها مؤخرا أن القرارات التي يتخذها ساركوزي تبقى تحت الضغط النفسي والعاطفي، وهي سياسة ينهجها منذ أن كان وزيرا للداخلية سنة 2003. وترى الجريدة صعوبة تطبيق القرار المتعلق بشبكة الإنترنت لأنه لا يمكن منع الأشخاص من زيارة المواقع وقراءة المقالات، واعتبرت أن ساركوزي عليه التفكير، ففرنسا تتوفر على ترسانة م القوانين لمحاربة الإرهاب ولا حاجة لزيارة قوانين أخرى خاصة إذا كانت غامضة ومبهمة. ومن جهة أخرى، تنشر جريدة 'لوموند' في عددها الصادر اليوم الأربعاء استطلاعا للرأي حول الانتخابات الرئاسية الت ستشهدها فرنسا خلال مايو المقبل، وأكدت تقدم مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولند بنصف نقطة على ساركوزي. ويبرز الاستطلاع أن هذه العمليات الإرهابية لم تؤثر على نية التصويت رغم أن الكثير من الفرنسيين يرحبون بطريقة معالجة الرئيس لهذه الاعتداءات