أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس الخميس اتخاذ إجراءات جنائية لمكافحة محاولات "نشر العقائد" المتطرفة سواء على الإنترنت أو في رحلات أو حتى في السجون، وذلك على خلفية جريمة تولوز التي نفذها مواطن فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح وقتل مجموعة من الأشخاص، وقال ساركوزي في كلمة في قصر الإليزيه بثها التلفزيون والإذاعة، "من الآن فصاعدا أي شخص يطلع على مواقع على الإنترنت يمجد الإرهاب أو يدعو إلى الكراهية والعنف سيعاقب جزائيا"، وأضاف، أن "أي شخص يسافر إلى الخارج ليتابع نشاطات نشر عقائد تؤدي إلى الإرهاب سيعاقب جزائيا". واعتبرت مصادر متطابقة، إجراءات الرئيس الفرنسي جد متقدمة فيما يتعلق بمحاربة الأفكار المتطرفة، خصوصا، أنه طالب بعدم الربط بين الإسلام كخطاب يدعو إلى التسامح والإرهاب كخطاب يدعو إلى التطرف، وقال، "يجب عدم الخلط إطلاقا، فقبل استهداف أطفال يهود، أطلق الرجل النار على مسلمين". وكان أول إجراء عملي اتخذته السلطات الفرنسية، هو إغلاق "صفحة إعجاب" على شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي "تشيد" بمنفذ جريمة تولوز محمد مراح الذي قتلته الشرطة بعدما قتل سبعة اشخاص، وأنشئت الصفحة بعيد مقتل مراح، وطلبت الوزارة من فيسبوك أوروبا إغلاقها. وقد دخل إلى هذه الصفحة وهي بعنوان "تحية لمحمد مراح (تولوز)" والتي تحمل صورة للشاب مستخرجة من شريط فيديو نشر على الإنترنت وهو يقود سيارته، أكثر من 500 شخص قبل وقفها. وتتضمن الصفحة العديد من التعليقات المناهضة للشرطة والمؤيدة للإسلام المتشدد. وأوضحت المصادر ذاتها، أن قرار السلطات الفرنسية إغلاق صفحة الفايسبوك، هو بمثابة رسالة إلى حكومة عبد الإله بنكيران، التي لم تتخذ أي إجراء حتى الآن لمحاربة الفكر المتطرف الذي يقود بعض شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم أخيرا في إشارة إلى عمر الحدوشي الذي يملك موقعا على الإنترنيت يدعو فيه إلى الجهاد. موضحة، أن استقبال وزير العدل والحريات لشيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم بعفو ملكي كان بمثابة رسالة موجهة إلى هؤلاء، بأنه يدعمهم ويساندهم حتى في ظل استمرار بعضهم في نشر أفكارهم المتطرفة، من قبيل موقع الحدوشي الذي لازال يعمل بنشاط ويضع بندقية كلاشينكوف كشعار له، وأوضحت المصادر ذاتها، أن محاربة التطرف لا يجب أن تظل مجرد قرار سياسي يتم اتخاذه في لحظة معينة، ولكنه يجب أن يكون، أولا، وقبل كل شيء مراجعة شاملة لأفكار عدد من المتطرفين الذي يقبلون الاندماج مع المجتمع، مشددة، على أن الرميد غالط الرأي العام حين أوهم الجميع أن شيوخ السلفية الجهادية، عادوا، إلى رشدهم ونبذوا خطاباتهم المتطرفة، وهي الخطابات التي لازالت رائجة في أوساط كثير من الشباب، وكذلك داخل عدد من السجون المغربية، وفيهم من يدعو إلى الجهاد ضد دولة الكفر. وأشارت المصادر، إلى أن محمد مراح الشاب الذي قتل سبعة أشخاص بمدينة تولوز كان قبل سنة ونصف مهووسا بركوب الدراجات النارية والسيارات، ويعيش حياة عادية، قبل أن ينقلب رأسا على عقب، ويسافر إلى أفغانستان، ودعت المصادر ذاتها، إلى حماية الشباب من مثل هذه الأفكار المتطرفة والعدوانية، والتي تسبقها خطابات تكفر الأمة، وتتهمها بأبشع الصفات، مثلما حدث حين اتهم بعض القياديين في العدالة والتنمية المشاركات في المهرجانات الفنية بالعاهرات، وأضافت، أن مثل هذه الخطابات ستكون له ردة فعل عكسية على الشباب. وطالبت المصادر من بنكيران، باتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف المد المتطرف لعدد من الأطراف التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات لنشر خطاب متطرف يكفر الشعب، موضحة، أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة المجتمع، وليس العكس.