سيدتي ، لم أكن لأتصور أنه سيأتيني يوم أعيش فيه تجربة مريرة كهذه التجربة التي جعلتني أحيى كوابيس في اليقظة، فمعاناتي سيدتي تكمن في أن زوجي على علاقة بامرأة أخرى.تتساءلين سيدتي عن الطريقة التي اكتشفت بها هذه الخيانة، فأخبرك أن الأمر كان بالصدفة حيث وبينما كنت أرتب أغراض زوجي، وجدت صورة تجمعه بفتاة وهما في غاية الانسجام. صدقيني سيدتي، لقد صعقت للأمر لدرجة لم تقو قدماي على حملي، ومنذ تلك اللحظة وأنا أحيى في ألم وصراع. وما زاد من ألمي سيدتي، أنني لم أواجه زوجي بما رأيته كما أنني أتصرف معه بطريقة جد عادية حتى لا يحدث شرخ في علاقتنا فتتشتت أسرتي، وأخسر كل مستقبلي وما كنت أعلّق عليه من آمال.علاقتنا لم تكن لتتغير يوما، كما أن مشاعر زوجي تجاهي مازالت متأججة كسابق عهدنا، إلا أن مجرد التفكير في أنه يواعد فتاة أخرى يجعلني في قمة الغضب والغيرة. بماذا تنصحيني سيدتي حتى أخرج من هذه الدوامة؟ هل أصارحه بما أعلم لأضع معه النقاط على الحروف، أم أبقى أعاني في صمت حتى لا أخسر بيتي؟أنيري دربي بنصائحك سيدتي، فأنا بأمسّ الحاجة إلى من يأخذ بيدي. الزوجة الحائرة - الرد: حقيقة أنك أختاه في موقف لا تحسدين عليه، فليس هناك ما هو أمرّ لأي امرأة في الدنيا من خيانة زوجها لها، لأن إحساسها بالألم لا يضاهيه أي إحساس.أنت في أمسّ الحاجة إلى الشجاعة حتى تخرجي من هذه الأزمة بسلام، ثم عليك أن لا تهربي مما أنت فيهن لأن الهروب لن يفيدك في شيء، بقدر ما سيزيد من تفاقم الأمور.تكلمي مع زوجك وحدثيه في أن ثمة أفكار تراودك بأن قلبه مشغول بأخرى وهذا من دون أن تخبريه بالصورة التي رأيتها بين أغراضه، حيث إن مجرد علمه بعبثك في هذه الأخيرة سيجعلك تدخلين في مساءلات لا أول لها ولا آخر، كما أن هذا التصرف من طرفك وإن دل فإنما هو يدل على تعقبك لخطاه وشكك فيه.من جهة أخرى، أخبريه بأنك تسامحينه إن هو أخطأ في حقك، كما أنك مستعدة للبدء معه من جديد، وهذا حتى ترتاح نفسيته وليعود إلى جادة الصواب، ولتدركي أنه لا يوجد ما هو أعظم بالنسبة للرّجل من امرأة متسامحة حنونة تمنحه فرصة طيّ صفحة الماضي وتتجاوز زلاته بكثير من الصبر والقناعة. لا يختلف اثنان أن الخيانة الزوجية قد تعصف بالعلاقة التي تجمع الزوجين، لكن المطلوب وحتى لا يصل الزوج إلى أبغض الحلال عند الله التريث والتفكير العميق في مصير الأبناء ومستقبل الأسرة التي قد يذهب بعد سنوات من تشييده وبنائه هباء منثورا.