آثرت الحفاظ على العلاقات الأسرية استطاعت سميرة أن تخفي سر زوجها وابنة أختها، مخافة أن تتأزم العلاقات الأسرية وتضطرب، فلم تخبر أي أحد، تقول سميرة، "لا أحب الفضيحة، فعلاقتي بأختي جيدة، ولا أريد أن أخسرها بعد تشتت أسرتي، ولمت نفسي لأنني لم أمتثل لشرع الله في وضع حدود لتعامل زوجي مع ابنة أختي، وتركت لها الحرية أن ترتدي ما شاءت من الملابس الكاشفة داخل البيت". كان بإمكانها أن تفضح الخائنين وتشهر بهما في كل مكان، غير أنها رجحت الكتمان وكظم الغيظ حفاظا على العلاقات الأسرية وفضلت الطلاق، ولم تفعل ما فعلته زوجة يابانية تبلغ 32 سنة، حيث طعنت زوجها بسكين بعدما أشبعته ضربا باستخدام مقلاة صلبة، لاعترافه بخيانتها مع امرأة أخرى، قائلة له "قلت أنك تستحق الموت إذا خنتني، لذا لابد أن تموت كما وعدت" فضربته حتى سقط ميتا، وحكمت المحكمة عليها بأربع سنوات ونصف سجنا، وكم من جرائم قتل وضرب من جراء الخيانة الزوجية، وسميرة نموذج من النساء اللواتي يعانين الخيانة الزوجية ،في غياب الاعتبار للقيم الإسلامية درءا كل المخاطر التي من شأنها تحطيم كيان الأسرة. نشاط تطوعي دؤوب لم تكن نظرات الناس تهمها، ولم تستجب لفضولهم، وكلما سئلت عن أسباب الطلاق تجيب لأن "هذا قضاء وقدر"، احتفظت بالسبب لنفسها، ولم تترك الذكريات تكدر حياتها. رسمت لنفسها طريقا يخفف آلامها، إنه طريق التنشيط التربوي بجمعية ثقافية، تلاعب الأطفال وتنشد لهم أناشيد وتنمي فيهم مهارات كثيرة، يرافقها كل أحد ابناها، واستطاعت أن تتأقلم مع الوضع الجديد، في منزل أهلها الذين يعاملونها أحسن معاملة. سميرة لم تظل حبيسة الماضي، بل انطلقت إلى أنشطة وكلها حيوية وعطاء، تاركة مشاعر الكآبة والأسى. ولا ترى سميرة ضيرا من إعادة تجربة الزواج ثانية، غير أن الاختيار هذه المرة سيكون أكثر دقة، شرط أن يقبل الزوج بابنيها، تقول سميرة : "لا أريد أن أستسلم لذكريات ماضية، تشبثت بربي وأعلنت حربا على الشيطان، اجتهدت في أنشطة تعود على الأطفال بالنفع لعلي أنال الأجر والثواب، وسوف أعيد تجربة الزواج ثانية إن وجدت شخصا مناسبا من حيث الخلق والدين، وليس الطلاق نهاية العالم، بل هي تجربة مرت وكفى، غير أني وددت لو كان كل الناس يتركون المطلقة لحالها، ولا يحرجونها بكثرة الأسئلة التي تعيد لها ذكريات تريدها أن تظل حبيسة الماضي". خديجة عليموسى