سجل المعهد الوطني الجيوفزيائي لمراقبة الزلازل 11 ألف زلزال وهزة أرضية خلال المائة سنة الأخيرة، وحُدد موقع معظم هذه الهزات والزلازل في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، وفي عرض المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. ويعود تاريخ آخر زلزال ضرب المغرب إلى الثانية ظهرا من يوم الأحد قبل الماضي، وحدد موقعه في عرض الشواطئ المغربية الجزائرية في البحر الأبيض المتوسط، لكن هذا الزلزال لم يكن محسوسا من قبل سكان الضفة الجنوبية للمتوسط، إذ لم تتجاوز قوته خمس درجات على سلم رشتر. وتعد مناطق الحسيمة، وشفشاون، وطنجة، وجبال الأطلس الكبير والمتوسط، من أنشط المناطق زلزاليا في شمال غرب إفريقيا، في حين، تعتبر الأقاليم الجنوبية من المناطق الثابتة، إذ نادرا ما تسجل بها هزات أرضية محسوسة. وفسر ناصر جبور، المسؤول عن مصلحة المراقبة الزلزالية والإنذار بالمعهد الوطني الجيوفزيائي، النشاط الزلزالي في المناطق الشمالية، بوجود المغرب في نقطة مفصلية، تقع ضمن سلسلة النشاط الزلزالي العالمي، إذ هناك تداخلات وتصادمات ناجمة عن تقارب الصفيحتين الإفريقية والأورو آسيوية. وقال جبور، في تصريح لصحيفة "الصحراء المغربية"، إن "النشاط الزلزالي في المغرب يعتبر متوسطا، لأن المغرب لا يشهد هزات وزلازل كل سنة، مثل التي تقع في بلدان الشرق الأقصى، بل هناك زلازل صغيرة فقط، لا يشعر بها السكان، غالبا.
ولا يوجد المغرب، حسب جبور، في مأمن من موجة "تسونامي"، مثل الذي ضرب سواحل سومطرة، في إندونيسيا، قبل سنوات، إذ سجل المعهد الجيوفزيائي وقوع موجات تسونامي صغيرة، مثل تسونامي سنة 1969، الذي نتج عن زلزال في عرض المحيط الأطلسي، ولم تكن له نتائج وخيمة على المناطق الساحلية. وسبق أن عرف المغرب موجة تسونامي سنة 1755، عند زلازال لشبونة، في البرتغال، اعتبرت الأقوى والأعنف، إذ دمرت أغلب المدن الساحلية المغربية، ووصل مدها إلى بعض المدن الداخلية، مثل فاس ومكناس ومراكش. وتؤكد المعطيات التاريخية أن علو الموج وصل، خلال هذه الكارثة، إلى 17 مترا، وكان هذا التسونامي نتيجة زلزال مدمر ضرب عرض المحيط الأطلسي قرب البرتغال، لهذا يقول ناصر جبور إن "خطر تسونامي موجود، ويجب أخذه بعين الاعتبار". ويتوفر المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني المغربي، على 31 محطة لرصد الهزات الأرضية والزلازل، تنتشر في جل مناطق المملكة، ويوجد أكبر عدد من هذه المحطات في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، بحكم نشاطها الزلزالي. وبنيت أول محطة لرصد حركات باطن الأرض بالمغرب سنة 1990 في مدينة طنجة، في حين، بنيت آخر محطة لمراقبة الزلازل بمدينة أكادير سنة 2001.