تقول في خانة المعلومات المتعلقة بك، في صفحتك الفيسبوكية: إن آراءك السياسية مخزنية.. فقد نشرتَ بالتحديد: Opinions politiques: Makhzanien ماذا يعني هذا؟ هل يعني أن لك مخزنك؟ ولغيرك مخزنهم؟ هل يعني أنك وحدك تحتكرُ المخزنَة؟ وأن أبوابك السياسية مشروطة بتبنّي آرائك المخزنية؟ نحنُ لا نرى في هذا التعبير موقفا سياسيا، أو نهجا سياسيا، أو برنامجا سياسيا.. فماذا تقصد باعتبار أنك ذو آراء مخزنية؟ ماذا يعني Opinions politiques: Makhzanien؟ لعلها مزحة تراكتورية؟ فالمخزن ليس لك وحدك، ولا لحزبك وحده، ولا لمن معك وحولك وحدهم.. المخزن في خدمة البلد.. والبلد ليس للتراكتور وحده.. أليس كذلك؟ أتمنى أن تُزيل من صفحتك الفيسبوكية هذا التعبير الذي يبدو مجرد تزويق وتسويق، وبتعبير آخر، مجرد فلكلوريات تستهدف السذاجة والسُّذَّج.. وفي الواقع، أنت أكبرُ من هذه العقلية التراكتورية.. فإذا كان التراكتور يصنف نفسه مخزنيا، فأين تُصنَْفُ المطرقةُ وبقيةُ الرموز الحديدية والحيوانية والنباتية؟ لا.. يا أخي التراكتور.. المطلوب أن تكون صفحتُك الفيسبوكية مُترفّعة، إذا كانت التراكتور تخاطبُ الراشدين والطاعنين في الفهم، لا مراهقين تستهويهم اللُّعبُ والدُّمَى، علمًا بأن هذه الصبيانيات ما زالت تمارسُها الأحزاب عندنا، من مُتمَيْمنِها إلى مُتأَيْسرِها ومُتأَسْلِمِها وغيرهم ممّن يعتبرون السياسة مجردَ لُعبة، والديمقراطية مجردَ تجربة.. يا أخانا التراكتور.. خُذْ في الاعتبار الوعيَ العام.. فالأكيدُ أن عندنا وعيًا متزايدًا.. وهذا الوعي لا يقبل إلا برنامجا سياسيا واضحا، اللهم إذا كان برنامجُك هو نفس البرنامج المخزني.. وإذا كان للتراكتور برنامجٌ سياسي، وكان هذا البرنامجُ هو نفس البرنامج المخزني، فإذن ليست للبلد حاجةٌ إلى التراكتور، لأن التراكتور لا يُضيفُ شيئًا إلى المشهد السياسي، اللهم إذا كان التراكتور يعتقد أنه بتكراره ما يقول المخزن سوف يساعدُ هذا المخزن.. وهذا يعني أن المخزن متوقفٌ في عمله على التراكتور! إنها سذاجة ما بعدها سذاجة.. فالمخزن مهمتُه ليست هي مهمة الأحزاب.. ولنفرض أن التراكتور يريد مساعدة المخزن.. إذا كان التراكتور يساعدُ المخزن في السرّ، فهذا مفهوم.. ولكن عندما يُنشرُ ذلك على العموم، فيُقال للناس في صحفتك الفيسبوكية إنك تتبنّى الرأي المخزني، فهذا أمرٌ يدعو لتساؤلات.. يا سيادة التراكتور.. كلُّ هذا لا يهمُّنا، لأن العلاقة بين الأحزاب والمخزن معروفة، ولن تستطيع التراكتور أن تكون وحدها الصبية المدلّلة لمدة طويلة، لأن هناك طابورا من طالبات الودّ والقُرب، وكثيرا من طالبي الدعم المالي الذي طبعًا لا يذهبُ إلى تأطير المناضلين، بل إلى جيوب حوّلت النضال السياسي إلى ورشات وبورصات وهلُمَّ جرّا... الحديثُ طويل يا أخانا التراكتور.. نتمنّي أن تكون واضحًا، بعيدًا عن أيّ تبجُّح بأي وصال مع المخزن.. وإذا ابتُليتُم، فاسْتترُوا..