تستعد المخرجة المغربية فريدة بورقية لإنجاز فيلم سينمائي عن زينب النفزاوية، وهي شخصية من شهيرات النساء في المغرب، قال عنها ابن خلدون إنها "كانت من إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة"، وقال عنها صاحب الاستقصا "كانت عنوان سعد يوسف ابن تاشفين، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب". وصرحت فريدة بورقية، ل " العربية.نت"، بأن فكرة الفيلم مستمدة من مشروع مسلسل كانت قد قدمته للقناة الأولى بالمغرب منذ سنين، ولم يكتب له الخروج إلى حيز التنفيذ تحت مبرر الصعوبات المالية التي تذرع بها قسم الإنتاج بنفس القناة، مضيفة أن هذا العامل هو الذي جعلها، بعد مرحلة من التردد في اختزال المسلسل المكون من ثلاثين حلقة في 90 دقيقة، تقدمه إلى لجنة الدعم بالمركز السينمائي المغربي، ليتم انتقاءه من طرف لجنة القراءة على رأس الأفلام المدعمة في الدورة السابقة. وأشارت إلى أن الشركة المنتجة للفيلم، لا زالت تبحث عن موارد مالية أخرى، تستجيب لفيلم تاريخي بهذا الحجم، والذي يستعرض تبعا لها محطات أساسية من تاريخ هذه الشخصية التي وصفتها بالقوية، لما لعبته من دور حسبها في بناء وحكم مراكش، وأن يوسف ابن تاشفين كان يستعين برأيها لحصافتها وحسن تدبيرها، وأنه كان يستشيرها في أموره، ويتبع ما تشير به إليه. وكشفت أنها في طور البحث عن الشخصيات الرئيسية المرشحة للعب الأدوار الرئيسية في الفيلم، لأنها اعتاد على تقديم أعمال تنتمي شخصياتها إلى العوالم الشعبية التي ألفتها بحكم انتمائها إلى أكبر الأحياء الشعبية بالمغرب مثل "دواير الزمان" أي عوادي الزمن، و"الحي" الخلفي"، وأن الأعمال التاريخية التي أنجزتها للتلفزيون كمسلسل "سيدي عبد الرحمن" وهو من كبار المتصوفة الذي ظلت حكمه تتداولها الأجيال، أو "القائد بن عمر"، وغيرها من المسلسلات التاريخية، قد أعطتها نفسا جديدا في مجال البحث التاريخي. وأوضحت بأنها لم تكن تعرف شيئا عن هذه الشخصية، التي تحمل إحدى المدارس الموجودة بحيها اسم زينب النفزاوية، تساءلت من تكون هذه السيدة، وسألت أطفال المدرسة بدورهم لم يكونوا يعرفونها. وتابعت: "انطلقت في البحث، فأدهشتني ملامحها المميزة بالحسن والجمال، وعظمة شخصيتها، لأنكب على كتابة السيناريو". وقالت فريدة بورقية إنها وضعت لائحة أولية لبعض الممثلين الذين يمكن أن يقع عليهم الاختيار، كالفنانة منى فتو، ومحمد خيي وبن عيسى الجيراري، وإدريس الروخ، ومحمد المباركي وغيرها من الأسماء. أما أماكن التصوير، فتذكر أنها اختارت فضاءاتها الأساسية بمنطقة أغمات التاريخية، التي كانت منطلق حكم ابن تاشفين وفيها عاشت زينب بنت اسحاق النفزاوي، ذات الأصول الأمازيغية، أهم مراحلها التاريخية. كما تعكف المخرجة المغربية حاليا على دراسة وتصميم الملابس والديكورات بصحبة فريق عمل مختص.