أجمع كل المنتخبين والمسؤولين الذين حضروا بداية الأسبوع الجاري اجتماع الدورة العادية للمجلس الإقليمي بابن سليمان على تدهور قطاع الصحة، وطالب بعضهم برفع ملتمس من أجل تعيين مندوب جديد، ووضع حد للعمل بالنيابة الذي أدخل القطاع في دوامة الصراعات بين الأطر الإدارية والطبية. وتحدث بعضهم عن أطباء وممرضين بالمستشفى الإقليمي يتلقون رشاوي وعن آخرين يدعون بأن بعض الأجهزة الطبية معطلة لتبرير غياباتهم، رغم أن كل عتاد المستشفى جديد. كما تحدث آخرون عن معاناة النساء الحوامل خارج فترات العمل الرسمي، مشيرين إلى أن بعضهن يرغمن على التنقل إلى مدن مجاورة من أجل إجراء فحص بالأشعة أو تحاليل هي متوفرة داخل المستشفى، وعن الاثمنة الخيالية التي يتلقوها سائقي سيارات الإسعاف التي تنقل بعضهن أو بعض المرضى إلى مدن الجوار. كما تحدثوا عن ولادات يسيرة تم رفض إجراءها، وتم نقل الحوامل إلى مستشفى ابن رشد أو ابن سينا أو مصحات خاصة لإجراءها، وهو ما كلف الضحية معاناة إضافية وكلف أسرتها مصاريف مادية ومعنوية رغم أن معظم الذين يلجون المستشفى فقراء لا حول لهم. وخلص اجتماع الدورة إلى ضرورة تشكيل لجنة من أعضاء المجلس، وإجراء بحث ميداني لاعتماده من أجل تحديد أسباب تدهور القطاع الصحي بالإقليم، واتخاذ الإجراءات اللازمة. من جهته أكد عبد المجيد العلالي عامل عمالة ابن سليمان في كلمته له أن أزمة الصحة بالإقليم تتلخص في مواردها البشرية، مشيرا إلى قلتها من جهة، وإلى كثرة غيابات الأطر الطبية من جهة ثانية. وأشار خليل الدهي البرلماني الاستقلالي ورئيس المجلس البلدي إلى أن 17 طبيبا دائمي التغيب، وأن قلة الأطر الطبية لن يكون لها تأثير كبير، في حال ما إذا طبقت إدارة المستشفى برنامجا، يمكن بعض الأطباء من المداومة وهم خارج المستشفى، حيث يتم المناداة عليهم كل ما تعلق الأمر بحالات مستعجلة. ويذكر أن المستشفى الإقليمي يعرف منذ عدة أشهر صراعات داخلية بين بعض الأطر الطبية وإدارة المستشفى. كما سبق أن نظمت مجموعة من الأطر الطبية بالمستشفى الإقليمي بابن سليمان وقفة احتجاجية أمام المستشفى الجديد للتنديد بما اعتبروه في بيانين لهما سوء تسيير واستهداف بعض الأطر الطبية التابعة للنقابتين الداعيتين للوقفة، وهما المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد المغربي للشغل والمكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام لابن سليمان. وفندت إدارة المستشفى ما جاء في البيانين، وأكد المسؤول بالقطاع أن حرس الإدارة الشديد على احترام أوقات العمل واستفسار الأطر الطبية التي تتغيب باستمرار عن العمل، وراء هيجان تلك الأطر، وخصوصا مجموعة من الأطباء الأخصائيين الذين ناذرا ما يحضرون