محمدية بريس - أشارت إحصائيات رسمية إلى أن معدلات استهلاك الخمور في المغرب تشهد ارتفاعا من سنة إلى أخرى. كما قالت إن الحوادث المرتبطة بمعاقرة الخمر أودت بحياة حوالي ثمانية اشخاص في اليوم. وذكرت إحصائيات مستوردي الخمور بالمغرب أن استهلاك زجاجات خمر "الشامبانيا" يصل إلى 200 ألف وحدة، وأن ثمن الزجاجة الواحدة يتراوح بين 500 و1500 درهم، وهو سعر في متناول الفئات الميسورة. أما الفقراء فيجدون ضالتهم في الجعة أو "البيرة" إذ يصل عدد نقاط البيع إلى 60 ألفا، بمعدل 4 نقاط لكل 1000 نسمة بالوسط الحضري، وللمقارنة فإن المعدل بفرنسا هو نقطة واحدة لكل 10 آلاف نسمة، حسب دراسة للمهندس نور الدين بلفلاح اطلعت الجزيرة نت على نسخة منها. ويمنع القانون المغربي الإعلان عن الخمور في التلفزيون والإذاعة ووسائل الاتصال الجماهيرية، غير أن الأسواق الممتازة حيث ينتشر بيع الخمور، تسعى لاجتذاب زبناء جدد بتخفيض العروض، والإعلان في بعض الجرائد والمجلات أو توزيع الإعلانات على نطاق واسع على المنازل والمحلات التجارية والسيارات وغيرها. ارتفاع الاستهلاك
ويصل إنتاج الخمور بالمغرب إلى 35 مليون لتر سنويا دون احتساب الخمور المهربة أو المصنوعة بطريقة تقليدية. وتتركز مخازن العنب المخصص للخمر (أزيد من 22) بدرجة أساسية في منطقة مكناس، أما التعليب فتوجد وحداته بالدار البيضاء، وتشكل هذه الأخيرة ومدينة الرباط 55% من الطلب على الخمر. وعلى صعيد الاستهلاك اعتبرت دراسة بلفلاح أن نهاية الأسبوع وفترات الأعياد ونهاية السنة تشكل ذروة استهلاك الخمور، إذ تحقق الشركات العاملة في هذا الميدان من 35 إلى 40% من رقم معاملاتها السنوية، مؤكدة أن ارتفاع حادا لحوادث السير يسجل يومي السبت والأحد وخلال الأعياد وهو ما يعني الارتباط بين الخمر وحوادث السير. وينخفض الاستهلاك بحوالي 20% خلال شهري شعبان ورمضان، غير انه قبيل ايام في بعض المناسبات و الاعياد الدينية الاخرى وخاصة عيد الاضحى المبارك وهذا ما لاحظته محمدية بريس بمدينة المحمدية حيث رصدت طوابير كبيرة تنتظر دورها للحصول على قرورات خمر في جل الاسواق الممتازة بالمدينة والمرخص لها ببيعه . وحسب ''سيكوديب'' وهو مكتب أجنبي للدراسات فإن 30% من مستهلكي الخمر يتناولونها أسبوعيا، و35% سنويا، و35% في المناسبات. وحسب المكتب نفسه فإن 100% من مستهلكي النبيذ يتناولونه أثناء الاحتفالات والمهرجانات، وبصفة أخص في أعياد نهاية السنة. ويمثل الأجانب سواء كانوا مقيمين أو سياحا 20% فقط من المستهلكين. أما الجعة فإن مبيعاتها تصل أقصاها في شهري يونيو إلى غاية منتصف غشت حيت اصبح يتصادغ مع الشهر الفضيل رمضان .