يحرص منتجو الخمور عموما بالمغرب، والجعة على وجه الخصوص على الاستجابة لأذواق المتعاطين لها، إذ يحرصون على توفيرها بثمن غير باهض وبتنويع أصنافها، مع التركيز على النساء كشريحة مستهدفة بامتياز، ويفسرون ذلك بكونهن معرضات أكثر في الأونة الأخيرة لتزايد الضغوط والإحساس بالكآبة والأرق، مما يدفع بعضهن إلى تناول الخمر. وفي تحليلهم لعوائد الاستهلاك، يرى منتجو الخمور، حسب دراسة أعدها المهندس نور الدين بلفلاح، أن تغير الأذواق في اتجاه الإقبال أكثر على الوجبات المعدة بسرعة خارج المنازل، وفي الهواء الطلق وانتشار الصحون المقعرة يؤثر بدرجة أو بأخرى على نوعية استهلاك الخمر وكميته. وتركز شركات الخمر، حسب الدراسة ، على إنتاج وتسويق الجعة، نظرا لثمنها المنخفض، ولارتباط نمو هذا القطاع ككل بنمو مبيعات الجعة، وهو ما يفسر العدد الكبير لنقط البيع التي تزودها مجموعة براسري المغرب، وهي التي تستحوذ على أغلب سوق الجعة بالمغرب، إذ تتوفر على أكثر من 60 ألف نقطة بيع، أي بمعدل 4 نقط بيع لكل 1000 مواطن في الوسط الحضري، في حين أن المعدل بفرنسا هو نقط واحد لكل 10 آلاف نسمة، ويفسر العدد الكبير لنقط بيع الجعة بكثرة محلات للتغذية العامة في الأحياء التي تبيع الجعة. وبالإضافة إلى الاستهداف الفئوية للنساء كزبناء محتملين، تدخل ضمن استراتيجية شركات الخمور بالمغرب مواجهة كل المساعي التي تعتمل داخل المجتمع المغربي، والرامية إلى التقليل من تناول أم الخبائث، خصوصا من لدن الحركات الإسلامية، وهو ما يفسر تخوف بعض الجهات من صعود الإسلاميين للحكومة ومنعهم ترويج الخمور. وتحاول شركات الخمور، حسب الدراسة، من جانب آخر، إشاعة نحو من التطبيع مع استهلاك أم الخبائث، بالتركيز على الخمور المخففة التركيز (الجعة)، والتوزيع غير العلني لها، ويصل إنتاج الخمور بالمغرب إلى 35 مليون لتر سنويا دون احتساب الخمور المهربة أو المصنوعة بطريقة تقليدية (الماحيا)، وينتج الهكتار الواحد 30 هيكتولتر من الخمر، وتعتبر كل من شركات لي سوليي وسينكوم وطالفين وديلورم ووليم بيترس وكاستل أبرز منتجي الخمور بالمغرب، وتتركز مخازن العنب المخصص للخمر (أزيد من 22) بدرجة أساسية في منطقة مكناس، أما التعليب فتوجد وحداته بالدار البيضاء، وتشكل هذه الأخيرة ومدينة الرباط 55 % من الطلب على الخمر. وعلى صعيد الاستهلاك، اعتبرت الدراسة أن نهاية الأسبوع وفترات الأعياد ونهاية السنة تشكل ذروة استهلاك الخمور، إذ تحقق الشركات العاملة في هذا الميدان من 35 إلى 40 % من رقم معاملاتها السنوية، ولهذا يلاحظ ارتفاع حوادث السير بشكل كبير يومي السبت والأحد وخلال الأعياد، إذ تعتبر الخمر ضمن الأسباب الرئيسة وراء حرب الطرب. وينخفض الاستهلاك بما يقارب 20 % خلال شهري شعبان ورمضان، وحسب سيكوديب وهو مكتب أجنبي للدراسات فإن 30 % من مستهلكي الخمر يتناولونها أسبوعيا، و35 % سنويا، و35 % بطريقة مناسباتية. وحسب المكتب نفسه فإن 100 % من مستهلكي النبيذ يتناولون أثناء الاحتفالات والحفلات والمهرجانات، سيما في أعياد نهاية السنة. ويشكل الأجانب، سواء كانوا مقيمين أو سياح، فقط 20 % من الطلب عليه. أما الجعة فإن مبيعاتها تصل أقصاها في شهري يونيو إلى غاية غشت، وحسب دراسة للمكتب السابق فإن الدافع الأساسي لتناولها هو البحث عن النشوة (84 %)، تليه الإحساس بالعطش (16 %). وتعد الأسواق الممتازة من أبرز قنوات التوزيع المباشر للخمر، وهي تتنافس على اجتذاب زبناء جدد عن طريق تقديم عروض مخفضة ومتنوعة على مستوى الأثمان والأحجام، والترويج لذلك عن طريق الإشهار في بعض الجرائد والمجلات أو توزيع الإعلانات على نطاق واسع على المنازل والمحلات التجارية والسيارات وغيرها، لتعويض غياب الإشهار عن طريق التلفزيون والإذاعة ووسائل الاتصال الجماهيرية الذي تمنعه الدولة.