حائر: أنا شاب جامعي بقي على تخرجي سنة واحدة، فضلا عن سنة التدريب، قبل ثلاث سنوات، وقع نظري على زميلة لي في الجامعة، هي ملاك اجتمعت فيها كل صفاة الجمال والرقة والعفة والذكاء، احببتها من كل قلبي، ولم استطع الصبر على كتمان ذلك، ففاتحتها بالأمر فوجدت قلبها أرضا خصبة سرعان ما نبت فيه الحب كما نبت في قلبي، ولم نعد نستطيع الصبر على الفراق لساعات فكيف بالأيام، لكن علاقتنا بقيت في إطارها الشرعي والاخلاقي ولم نفعل ما لا يحل لنا قبل الزواج، وكل أملنا أن نتزوج بعد إكمال الدراسة وتوفير متطلبات ذلك، ولكن قبل شهرين تقريبا، حدث ما حدث من دون وعي منا، ففي لحظة من الشهوة العارمة وفي خلوة بيننا، وقع بيننا ما وقع، وقتها لم ندرك عاقبة فعلتنا، وخدعنا انفسنا بأنه لن يكون هناك حمل، لكن خاب ظننا عندما بدأت الآثار تظهر عليها، ومنذ ان تأكد الأمر، دخلنا في دوامة من القلق والخوف والحيرة، لا ادري ماذا افعل، أشعر بصدمة كبيرة ارجو ان تتفضلوا بمساعدتي للخلاص من هذه المشكلة التي تدمر حياتي. عزيزي الحائر: شكرا لك على اختيارك محمدية بريس ونأمل أن نكون عند حسن ظنك، متمنين لك التوفيق في تجاوز هذه المشكلة بحكمة وشجاعة. بداية نشير إلى خطورة الأفكار التي قد تراودك بشأن التخلص من الفتاة، وتركها تتحمل وحدها تبعات ما حدث، فتتنكر لها وكأنك لم تعرفها طيلة سنوات، ولست أنت صاحب النطفة التي في احشائها.. قد تتجرد من إنسانيتك وتبتعد عنها، لكن ذلك هروب من المشكلة وليس حلا لها، فسرعان ما ستجد نفسك في مواجهة الحقيقة بشكل أكثر تعقيدا وصعوبة، وأنك بالهروب ستحكم على نفسك بالإعدام قبل ان تحكم عليها، وستبقى صورتها تلاحقك ولن تتركك تهنأ بحياتك ولا للحظة واحدة. من هنا وقبل ان تكبر المشكلة وتتعقد الامور ويعرف القاصي والداني بحمل الفتاة، ننصحك بالإسراع في خطبتها، والزواج منها في أقرب وقت ممكن، حتى لو لم تكن مستعدا لذلك ماديا، وهذا بالطبع قرار صعب ومصيري، وهو يتطلب إيمانا قويا وإرادة كبيرة وإصرار لاحدود له لإقناع أهلك وأهلها بضرورة الزواج فورا ومن دون مقدمات. إن هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يحفظ هذا السر، ويضع علاقتكما في إطارها الطبيعي، ويضمن لكما حياة زوجية ناجحة وسعيدة انشاء الله، وبالتأكيد فإن حبيبتك لن تكون أقل منك حرصا على نجاح هذه العلاقة، وستكون وفية لك إلى أبعد الحدود، وستعينك على تجاوز الصعوبات التي قد تواجهكما في البداية، ومهما كانت الظروف صعبة، فإنها لن تنسى طوال حياتها أنك لم تخن الحب الذي جمع بين قلبيكما، وأنك كنت وفيا لها في أصعب فترة مرت بها في حياتها. ولا تنسى التوكل على الله ليعينك على تجاوز هذه المشكلة، وكن على ثقة أن الأمور ستسير بشكل أسهل بكثير مما تتصوره الآن، ولكن المهم أن لا تدع الأفكار السلبية تحجب عقلك الذي به ستدير الأمور بحكمة وشجاعة.