جاء الدستور الجديد ، دستور ينتظر منه الناس الخيرالكثير..ورغم ما جاء به في حلته الجديدة وما رافقه من صخب وهرج ومرج والقول بأنه سيقطع مع العهد البائد لنلتحق بحضارة القرن الواحد والعشرين في رمشة عين، فالأيام تمضي ولا يرى الناس من مستجداته الا الكلام الفضفاض الغزيرولابوادر التغيير حقيقة تلوح في الأفق .. الناس الذين ركبوا قطارالإحتجاجات مع حركة 20 فبرايرليطالبوا بإسقاط الفساد لم يروا ولو فاسدا واحدا قد سقط، والذي سقط الى حد الساعة، هو بعض المنازل المهترئة في بعض المدن القديمةالعتيقة على رؤوس أصحابها وسقوط آمال الشعب أيضا في التغيير .. فالناس لم يسمعوا عن القبض ولوعن لص واحد محترم أكل اليابس والأخصر، ولم يسمعواعن قانون كشف الذمة المالية للمسؤولين ،ولم يسمعوا عن مسؤول تائب بادر بالكشف عن حساباته البنكية وحسابات اقربائه داخل البلاد وخارجهاويبررللناس مصادرهالتطهير ذمته ويكون هذا الكشف على أساس جهازرقابي فعال ونزيه ومستقل يرضي عامة الشعب، وأغلب المسؤولين كما يعلم جل الناس لايملكون حسابا وحيدا ، ومن المؤكد ان لديهم حسابات عديدة في بنوك عديدة ..وإذا كانت هناك قوانين كثيرة أثبتت نجاعتها في كشف الذمة المالية للمسؤولين وأثبتت نجاعتها أيضافي محاربة الفساد ونهب المال العام في دول ديموقراطية كثيرة، فوحدهم الفاسدون عندنا الذين سيماهم في جيوبهم هم الذين يرفضون هذا المنطق، ربما خوفا من ساعة الحقيقة وحتى الفضيحة أيضاعلى رؤوس الأشهاديوم تبيض وجوه و تسود وجوه حين يريد كل واحد أن يجيب على سؤال الإمتحان العسير، من أين لك هذا ياسيدي المسؤول المحترم؟، إن كانت من مصادر حلال فبالصحة والعافية والله يبارك فيها..وإن كانت من المال العام فالشعب يريد الحساب ويريد التغيير .. المؤسف من هذا، أن الفاسدين الذين شعروا بمحاصرتهم والذين استشعروا خطر الغرق مثل فئران السفينة مع الإحتجاجات والضغط الجماهري هنا وهناك، عوض إعلان توبتهم ويبادروا الى التغييربأنفسهم وكفى المومنين شر الإحتجاجات قالوا، ألا إنهم هم المصلحون وباتوايشهرون عظلاتهم المفتولة على وجوه العامة، وكشروا عن أنيابهم، وراحوايكممون الأفواه، ويحيكون الدسائس، ويؤجرون "الشمكارة"لأشهار سيوفهم على وجوه المحتجين ، بل ومنهم من يجهز نفسه في تحد مستفزللإنتخابات المقبلة وكله أمل في النجاح لأنه يعتقد بأن الشعب لايزال مستغرقا في غطيط نومه العميق في دار غفلون ..الأمر الذي سيجعل من الدستور وبعده حتى الإنتخابات التي كثر حولها الكلام والقيل والقال حتى قبل إجرائهابمثابة ضحك على الذقون لأن الناس يعرفون مسبقا بأن لاشيءسيتغير و يغير واقع الفساد والفاسدين والقمع ولو جئنا حتى بأرقى دساتير العالم مادام أن في البلاد يد تكد وتبني وألف تخرب وتنهب في الخفاء .ولا حول ولا قوة الا بالله. محمد حدوي