قال الصحافي الموريتاني عبد الله محمدي، المتخصص في قضايا الإرهاب بمنطقة الساحل، إن الجزائر تسعى لإطالة أمد النزاع في الصحراء من أجل " معاكسة المغرب "، مشيرا إلى العلاقات القائمة بين "البوليساريو" و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وشدد الصحافي الموريتاني، على ضرورة مساهمة الجزائر في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في الصحراء من أجل تسهيل إنشاء تعاون إقليمي واسع لمواجهة تنامي أنشطة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بمنطقة الساحل. وعبر عن أسفه لكون " السلطات الجزائرية لا تبدو مستعدة للقيام بذلك، لأن لديها مصلحة في استمرار النزاع"، مشيرا إلى ضرورة إرساء مبادرة إقليمية منسقة لمواجهة عمليات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بمنطقة الساحل. وأشار الصحافي الموريتاني، الذي ألقى محاضرة هذا الأسبوع حول التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل في كلية الاتصال التابعة لجامعة "رامون لول" ببرشلونة (شمال شرق إسبانيا)، إلى أنه خلافا لموريتانيا، التي انخرطت في هذه الجهود، فإن الجزائر " لا تبدو أنها قررت ذلك، لأنه يتعين عليها أولا قص أجنحة (البوليساريو) الذي يقيم بعض عناصره علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقال محمدي ، في مقابلة نشرتها اليومية الكاطلانية "لا فانغوارديا"السبت " إن الجهاديين يتحركون بحرية أكبر في جميع أنحاء المنطقة، إضافة إلى استقرار المرتزقة الذين تم تجنيدهم من قبل نظام القذافي في الصحراء"، مشيرا إلى ممارسة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لعمليات تهريب السجائر والمخدرات والأسلحة من أجل تمويل أنشطته. وسجل أن منطقة الساحل، التي لاتخضع لأية رقابة، أصبحت مسرحا لجميع أنواع التهريب، مذكرا بالمواجهات التي وقعت مؤخرا على الحدود الجزائرية المالية مابين مرتزقة "البوليساريو" ومجموعة من المهربين الماليين والنيجيريين بسبب النزاع حول طن من المخدرات، حيث أسفرت هذه المواجهات على سقوط أٍربعة قتلى.