كشفت وثيقة تاريخية نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "الشروق"، الجزائرية، في عدد يوم السبت 24 شتنبر 2011، أسباب رفض المؤسسة العسكرية للعرض الليبي المتعلق بإقامة مشروع إتحاد جزائري-ليبي، حيث درست لجنة العمل المختصة التي أوكلت لها وزارة الدفاع مهمة دراسة العرض الليبي في شتنبر عام 1987، واستندت في رفضها على المشروع التمهيدي للدستور، الذي حاول القذافي تمريره بالضغط على الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، الذي كاد أن يرضخ لضغوط القذافي لولا التحذيرات الصريحة الصادرة عن المؤسسة العسكرية الجزائرية، خاصة أن العرض الليبي تحدث عن إنشاء قيادة عسكرية مشتركة بين القوتين العسكريتين. ومكنت ملاحظات المؤسسة العسكرية، من الإبعاد المسبق لكل المناقشات المتعلقة بالملاءمة السياسية لمشروع هذا الاتحاد، إذ أصدرت مجموعة من التحذيرات الصريحة من مغبة التورط في اتحاد مع القذافي، محذرة من الآثار السلبية التي قد يثيرها الاتحاد مع ليبيا عند الدول الغربية، التي تنظر إلى تصرفات القادة الليبين كعنصر مشوّش غير ثابت وباعث لعدم الاستقرار في المنطقة، كما نبهت أيضا إلى أن الجزائر تنبذ الأفكار التوسعية على نقيض القذافي الذي لم يتخل يوما على أفكاره التوسعية، فقبل العرض الذي قدمه للشاذلي سبق للقذافي، أن قدم عرضا مماثلا للرئيس الراحل هواري بومدين، إذ عرض عليه إقامة إمبراطورية في منطقة المغرب العربي على حساب الجارتين تونس والمغرب، وعرض صراحة على الجزائر اجتياح المغرب وتوليه هو اجتياح تونس، وهو العرض الذي لم يرق لمستوى الدراسة يومها"