تتواصل معارك عنيفة في أنحاء عدة من العاصمة الليبية طرابلس وبخاصة في محيط باب العزيزية مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي بين القوات الموالية له ومقاتلو المعارضة المسلحة الذين اجتاحوا المدينة في ساعات مبكرة من صباح الاثنين. وكان المئات من مقاتلي المعارضة وحشود من الليبيين ليلتهم في الساحة الخضراء احتفالا بما اعتبروه سقوطا للنظام، بينما لا يزال الغموض يكتنف مصير العقيد معمر القذافي. وأمضت حشود من الليبين ليلتها في الساحة الخضراء، التي قالوا إنهم سيعيدوا إليها اسمها السابق وهو "ساحة الشهداء. ومزق المحتفلون صور القذافي والعلم الليبي الأخضر ولوحوا بالعلم القديم ذي الألوان الحمراء والسوداء والخضراء. وبثت قوات فضائية مشاهد لمقاتلي المعارضة في الساحة الخضراء وهم يلوحون بعلامات النصر في الساحة التي ظلت لعقود رمزا لحكم القذافي. ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس إنه هناك جبهات عدة للقتال في المدينة على الرغم من إعلان المعارضة سيطرتها على 80 في المائة من المدينة. مصير القذافي احتفالات وترحيب بقوات المعارضة في تاجوراء بضواحي طرابلس في هذه الاثناء اكتنف الغموض مصير القذافي ولم ترد أنباء قاطعة بشأن مكان تواجده. وكانت تقارير إخبارية غير مؤكدة أشارت في وقت سابق إلى أن القذافي وصل إلى الجزائر. ودعا القذافي القبائل الليبية، في ثاني كلمة له خلال 24 ساعة، إلى القدوم إلى طرابلس والدفاع عنها. من جانبها نفت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة الشؤون الخارجية في جنوب افريقيا ان تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لاخراج القذافي منها. وقالت الوزيرة إن "حكومة جنوب افريقيا تنفي الشائعات التي قالت إنها أرسلت طائرات إلى ليبيا لنقل العقيد القذافي وأسرته إلى موقع مجهول". نجلا القذافي في هذه الاثناء أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو اعتقال سيف الإسلام نجل القذافي. وقال اوكامبو "لقد تلقيت معلومات سرية تقول أنه (سيف الإسلام) قد اعتقل"، مضيفا "نأمل أن يصل إلى لاهاي قريبا لمحاكمته". واعرب عن استعداد المحكمة لمساعدة الليبيين والحكومة الانتقالية "لكي لا تمر جريمة من دون عقاب". وتتهم المحكمة سيف الإسلام بالضلوع في اغتيالات وأعمال تعذيب. يذكر أن المحكمة أصدرت في 27 يونيوالماضي مذكرات اعتقال بحق القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي قال في وقت سابق إن سيف الإسلام قد اعتقل. باب العزيزية وأكد عبد الجليل أن سيف الإسلام محتجز في مكان آمن إلى حين تقديمه إلى المحاكمة. وذكرت المعارضة في وقت سابق أن محمد النجل الأكبر للقذافي قد استسلم لقوات المعارضة وتم وضعه في منزله رهن الاعتقال. في هذه الاثناء واصل التلفزيون الحكومي الليبي بثه بإرسال متقطع وبرامج مسجلة. وبث التلفزيون الحكومي حوالي الساعة 00:50 صباح الاثنين بتوقيت غرينيتش مشاهد من باب العزيزية تظهر حوالي 80 شخصا يرقصون ويحملون صورا للقذافي. لكن لم يتسن التأكد من توقيت هذه المشاهد. بريطانيا وامريكا وفي اول رد فعل دولي على تطورات الأحداث في طرابلس، قالت الحكومة البريطانية في بيان مساء الأحد "من الواضح من المشاهد التي نشهدها في طرابلس أن نهاية القذافي وشيكة". من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إنه ينتظر من المعارضة أن تحترم حقوق الشعب الليبي، وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستستمر في العمل مع حلفائها لحماية الشعب الليبي ودعم الانتقال الى الديمقراطية. كما قال الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوغ راسموسن "من الواضح أن نظام القذافي ينهار". وقال متحدث باسم الناتو إن " القوات الدولية ستواصل مهمتها لحماية المدنيين" مضيفا أن الطائرات البريطانية دمرت مواقع هامة لقوات الذقافي خلال اليومين الماضيين على مشارف العاصمة طرابلس. من جانبه قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن قوات المعارضة يمكن أن توقف عملياتها العسكرية إذا اعلن القذافي أنه سيغادر السلطة. وأضاف أن قوات المعارضة ستضمن للقذافي وابنائه "ممرا آمنا" إلى خارج البلاد. على جانب آخر، أفادت الأنباء بأن إيطاليا منحت عبدالسلام جلود أحد معاوني القذافي سابقا الذي انشق عنه وانضم إلى صفوف المعارضة حق اللجوء. وقال جلود الذي فر الأسبوع الماضي من طرابلس إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومنها إلى إيطاليا إنه لا يعتقد أن العقيد القذافي سيستسلم أو ينتحر.