هدد الزعيم الليبي معمر القذافي، يوم الجمعة الماضي، بنقل الحرب في ليبيا إلى أوروبا، في حين تعرضت المعارضة الليبية المسلحة لنيران كثيفة، عندما استأنفت حملتها ضد قوات القذافي. أتباع القذافي في مظاهرات سابقة بالساحة الخضراء بطرابلس وحشد القذافي عشرات الآلاف من أنصاره في الساحة الخضراء، بطرابلس، لأداء صلاة الجمعة، الأمر الذي يؤكد رفضه التنحي، بعد أربعة عقود في السلطة، وخمسة أشهر من القتال. وهدد القذافي بإرسال مئات الليبيين لشن هجمات في أوروبا، ردا على الحملة العسكرية، التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضده. وقال في كلمة تلفزيونية "مئات الليبيين سيستشهدون في أوروبا. لقد قلت لكم إن العين بالعين والسن بالسن، ولكن سنعطيهم الفرصة كي يعودوا إلى صوابهم". وقال مسعفون إن ستة، على الأقل، من المعارضة المسلحة، قتلوا، وأصيب 17 آخرون، على خط المواجهة، بالقرب من مصراتة على ساحل البحر المتوسط. وتعرض مقاتلو المعارضة لإطلاق نيران مدفعية كثيف، من قوات القذافي، وشوهد سقوط قذيفة مورتر، بالقرب من وحدة للمعارضة. وقال فريق رويترز الصحفي إن خمسة من أفراد هذه الوحدة أصيبوا، بينهم اثنان إصاباتهما خطيرة. وقطعت جزئيا أصابع أحد المعارضين، وتدلت من يده بعد الانفجار. وقال متعاطف مع المعارضة، في مصراتة، إن مقاتلي المعارضة يتحركون صوب مدينة زليتن المجاورة، وهي ضمن سلسلة من المدن، التي تسيطر عليها الحكومة، ما يعوق تقدمهم إلى طرابلس. وأضاف، في رسالة عبر البريد الالكتروني، أنه مع تقدم المعارضة، أطلقت القوات الموالية للقذافي، داخل المدينة، قذائف لتعوق تقدمهم. وقال "ينتظر الثوار دعم حلف شمال الأطلسي، أو نفاد ذخيرة قوات القذافي، للتحرك من أجل السيطرة على وسط المدينة". وبعد أسابيع من القتال، الذي اتسم الموقف فيه بالجمود، تقدم مقاتلو المعارضة غربا من مدينة مصراتة، ليصبحوا على مسافة نحو 13 كيلومترا من زليتن، حيث تتمركز أعداد كبيرة من القوات الموالية للقذافي. وكان ذلك بالتزامن مع حملة في الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس حيث سيطرت مجموعة من المعارضة يوم الاربعاء على قرية ليقتربوا من السيطرة على طريق سريع رئيسي يؤدي الى العاصمة. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار القذافي، وزعماء القبائل، في الساحة الخضراء في طرابلس، لأداء صلاة الجمعة، والاستماع إلى الخطبة، التي توقعت نهاية سريعة للتمرد. وقال الخطيب علي أبو سواح، لآلاف المصلين، إن ليبيا يمكنها تنفيذ إصلاح دون تدخل من الغرب، واتهم المعارضين بأنهم عملاء للغرب. وسأل كيف يمكن السماح بمثل هذا التدخل، على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان. وأشاد، أيضا، بالسعودية، التي كانت لها علاقات متقلبة مع القذافي، في الماضي، لعدم اعترافها بالمجلس الانتقالي. وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى نقل مئات المهاجرين الأفارقة، جوا، من جنوب ليبيا، الخاضع لسيطرة الحكومة إلى العاصمة التشادية، يوم الأربعاء الماضي. ورفض القذافي أي اقتراح يتضمن تخليه عن السلطة، ووصف حملة حلف شمال الأطلسي، بأنها عدوان استعماري يهدف إلى الاستيلاء على النفط الليبي. وقال وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، "أعتقد أن الوضع يتجه نحو نهاية حاسمة، لا نعرف متى سيتم ذلك، عندما يدرك العقيد القذافي أن رحيله أمر ضروري لمستقبل ليبيا وشعبها". وأضاف أثناء زيارة لأديس أبابا "أعتقد أن الضغط على النظام يزيد طوال الوقت. كثفنا الحملة العسكرية وستكثف أكثر من ذلك. وسيزيد الضغط الاقتصادي، أيضا، وكذلك الضغط الدبلوماسي". وفيما قد يكون أحدث الضغوط المالية على القذافي، قالت صحيفة تركية إن تركيا جمدت ما قيمته مليار دولار، من احتياطيات البنك المركزي الليبي، المودعة في بنوكها.