واجه مقاتلو المعارضة المسلحة في غرب ليبيا قصفا متواصلا بالمدفعية والصواريخ من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، أول أمس السبت الماضي. الثوار ينتظرون الدعم الأطلسي أو نفاد ذخيرة القذافي وجاءت الهجمات بعد استعراضات التأييد، التي نظمها القذافي في المدن الرئيسية في المنطقة الخاضعة لسيطرته، وتهديده بضرب أعدائه في الداخل والخارج. وقالت المعارضة في مصراتة إن عدد القتلى في البلدة الساحلية ارتفع إلى سبعة من ستة، مع إصابة 17 آخرين على الأقل بعد هجمات عنيفة لمدفعية القذافي الجمعة الماضي. وقال شهود عيان في المنطقة إن المعارضة تعزز جبهتها على بعد 36 كيلومترا إلى الغرب من مصراتة في اتجاه العاصمة الليبية طرابلس، لكنها تعرضت لنيران كثيفة من المدفعية وصواريخ غراد، التي تطلق من منظومات جرى تركيبها على عربات. وتقدمت المعارضة المسلحة على جبهتين ضد قوات ألقذافي في الأيام الأخيرة، لكن القوات الحكومية تحاول ردها. وبعد أسابيع من القتال، الذي اتسم الموقف فيه بالجمود، تقدم مقاتلو المعارضة غربا من مدينة مصراتة ليصبحوا على مسافة نحو 13 كيلومترا من زليتن، حيث تتمركز أعداد كبيرة من القوات الموالية للقذافي، واستولت على قرية القواليش في الجنوب الغربي. وهدد القذافي، في خطاب يتسم بالتحدي، الجمعة الماضي، بنقل الحرب في ليبيا إلى أوروبا، ردا على الحملة، التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضده وبسحق أعدائه. وقال إن "الخونة" المصطفين ضده في ليبيا وأماكن أخرى سيسقطون تحت أقدام الشعب الليبي. وفي طرابلس، وبلدة سبها، الواقعة على مسافة 800 كيلومتر جنوبا، تجمع عشرات الألوف، بينهم ممثلون لقبائل المنطقة لأداء صلاة الجمعة، فيما بدا أنها محاولة لإظهار أن القذافي ما يزال يتمتع بتأييد واسع في المناطق التي ما يزال يسيطر عليها، رغم مكاسب المعارضة في الأسابيع الأخيرة. وبينما تقدم المعارضون المسلحون على جبهتين، تعرضوا في مصراتة لقصف مدفعي عنيف من قوات القذافي. وقال متعاطف مع المعارضة في مصراتة، إن مقاتلي المعارضة يتحركون صوب مدينة زليتن المجاورة، وهي ضمن سلسلة من المدن التي تسيطر عليها الحكومة، تعوق تقدمهم إلى طرابلس. وأضاف، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أنه مع تقدم المعارضة، أطلقت القوات الموالية للقذافي داخل المدينة قذائف لتعوق تقدمهم. وقال "ينتظر الثوار دعم حلف شمال الأطلسي، أو نفاد ذخيرة قوات القذافي للتحرك من أجل السيطرة على وسط المدينة". وقال حلف شمال الأطلسي إن طائراته قصفت موقعا لإطلاق الصواريخ في تاورغاء، جنوبي مصراتة. وأضاف بيان للحلف أن موقع إطلاق الصواريخ كان مخبأ وسط مبان زراعية ويستخدم لمهاجمة مدنيين. وقال معارض إن طائرات حلف شمال الأطلسي قصفت قوات القذافي عدة مرات، الجمعة الماضي، على الجبهة الرئيسية الأخرى في الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس، وسقطت القنابل على مسافة ثلاثة كيلومترات شرقي قرية القواليش. ومن شأن الاستيلاء على قواليش أن يقرب المتمردون من السيطرة على طريق سريع رئيسي يؤدي إلى العاصمة.