- بداية ماذا تقولين عن الشاعرة مليكة كباب هوية وحضورا ورحلة عطاء؟ مليكة كباب من مواليد 1959بمدينة الجديدة .حصلت على شهادة الباكالوريا في العلوم الاقتصادية سنة1979 برغم ميولي القوي للآداب تابعت دراستي العليا في العلوم الاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. اشتغلت بالقطاع الخاص.ابتدات مسيرتي العملية من مدينة القنيطرة بتفان وإخلاص ومن هناك واكبت رحلات عمري في التنقل بحسب وظيفتي كمحاسبة مالية.طغت الأرقام عن بحور الأحلام وابتعدت كثيرا عن نفسي مدة زمنية دامت 25 سنة جلها كانت بالبيضاء بين مسؤوليتي البيت والعمل حيث كان الشعر ينموبداخلي شيئا فشيئا. - ماذا يعني لك أن تكوني شاعرة، ومتى قلت في نفسك أنا شاعرة؟ أن أكون شاعرة يعني أن أكون قبل كل شيء إنسانة تحس بالآخر.تفرح لفرحه وتبكي لبكائه كلمة شاعرة أحسست بها وأنا في الخامسة عشرة من عمري. ونطقت بها وأنا أم لثلاثة أطفال..وأكدتها بصرختي الأولى بديواني الأول...من أنا؟ - حدثينا عن الروافد التي ساهمت في تكوين عالمك الشعري؟ هي مجموعة من التحولات بين ماهو ذاتي وما هو اجتماعي وما هو كوني أيضا. من أين تأتي صور أشعارك، من الواقع المعاش بكل ما فيه، أم من الحزن والمعاناة؟ هي مزيج بين الاثنين نسيج يجمع دمعة الفرح ودمعة الحزن داخل واقع غامض يتفاعل بالتناقضات. -حين تعود مليكة إلى أعماق نفسها.كيف تراها حقيقة ؟ حين أعود إلى نفسي لا أجد مليكة كما أريدها أن تكون. من هنا أعلنت ثورتي للبحث عن ذاتي. هل معنى هذا أن الأسئلة التي تسم دواوينك تترجم حيرتك الداخلية أم حيرة الوجود والسؤال من أجل الاستمرار؟ هو دائما سؤال من أجل الاستمرار، يكشف نظرة الإنسان لتحدي مرحلة المعاناة..التحدي الذي لا يكتمل الا بعشق الحياة. كيف تجدين واقع الثقافة خاصة في ظل مشاركتك الأخيرة في معرض الكتاب والنشر في دورته 17 عشر؟ الواقع الثقافي ببلادنا مزري نحن أمة اقرأ...ولكننا لا نقرأ..وأعتقد أنه يجب إعادة النظر في كل المكونات الثقافية انطلاقا من الفرد لتشمل كل المجتمع..من البيت إلى المدرسة بكل مراحلها..يجب أن يعود الكتاب إلى الريادة. ولعل فتور هذه الدورة 17 لمعرض الكتاب دليل على ما وصلت اليه الثقافة ببلادنا..ليس هناك تشجيع للمبدع ولو معنوي من الهيئات المشرفة..أرى أن الكاتب أو الشاعر إنسان غير مرغوب فيه...يتعب في طبع كتبه بوسائله الخاصة يتحمل قروضا من أجل ذلك..ولا يتلقى ولو كلمة شكر. هل من هوايات لا نعرفها عن الشاعرة مليكة ؟ أحب الوسيقى و الثمتيل وقد اشتغلت مع فرقة النهضة المسرحية بالجديدة. ما هي طقوس ميلاد قصيدتك؟ لا طقوس معينة لدي وقد تولد القصيدة في أي لحظة..من زفرة ..من دمعة..من نظرة.توحي لي أنها معاناة حقيقية لا يعبر عنها الا القلم. - يقول ديكارت: أنا قلق .. أنا موجود . هل القلق شرط لوجود الشاعرة مليكة هي الأخرى؟ أنا أقول حين أحلم بعيدا أسافر..الحلم منزه عن القلق والغضب.. فيه يوجد كوني. - ما مدى استفادة النص الشعري الجديد من لغة العلم المسيطرة على الثقافة هل هي لغة قابلة للأخذ منها أم أن جمودها يمنعنا من الإقتراب أم هي مفجر لرؤى جديدة؟ هي لغة يجب التعامل معها بحذر بقدر ما تعطي للنص الشعري تمييزا خاصا وحديثا بقدرما تسيء إليه وتسقطه في جمود بعيدا عن شعريته وجماليته. أما من سؤال منيت النفس أن يطرح عليك يوما و انتظرت أن تجيبي عليه بشغف؟ السؤال وضعته عنوانا لديواني الرابع لمن أكتب..لمن أقرأ..لمن أغني..لمن..... هل أعطاك النقد حقك ؟ المبدع دائما ينهل من النقد..وكلما أبدع كلما استفزه النقاد للمزيد من الابداع والعطاء. ما هو جديدك ؟ بعد صدور الديوان الأول من أنا..سؤال من أجل إثبات الذات يطرح مشكلة الضياع والتشرد. الديوان الثاني إلى متى..من أجل التغيير والتطور يطرح مشاكل عديدة في مجال الأسرة. الديوان الثالث ..هل سيعود ..هل سيعود زمن القيم التي افتقدناها.. بما فيها الغيرة على الوطن.. وسيصدر لي في الأيام المقبلة ديوان رابع تحت عنوان...لمن..