بعد ديواني "من أنا" و"إلى متى"، صدر حديثا عن مطبعة الأحمدية بالدارالبيضاء، الديوان الثالث للشاعرة المغربية مليكة كباب، بعنوان "هل سيعود ؟". يتشكل الديوان الجديد من 168 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم بين دفتيه تقديما للدكتور عباس حادي، يقول فيه "هنيئا للشاعرة مليكة كباب عن هذا العطاء الغزير، إنها لا محالة ستحقق المزيد في مسيرتها الإبداعية مادام إلهامها مستوحى من مشاعر نبيلة وصادقة، وفلسفتها في الحياة مبنية على العلاقات الإنسانية الضاربة في الأصالة والإخاء والتواصل والإيثار، وحب الإصلاح في هذا الوطن"، وإهداء تقول فيه الشاعرة: "لسكان المغرب الأصيل وديوان شعري أوده حيا لكل عصر وجيل فيه غرام، وغيره ليس له مثيل وفيه كلام يشتعل حكمه كالقنديل". و36 قصيدة، جاءت كلها مرتبة ومتناسقة، إذ كشفت الشاعرة من خلال القصائد الأولى من الديوان عن هويتها وشخصيتها انطلاقا من هديتها لقرائها، وشعارها، كما وصفت إحساسها، وواقعها، لتتحدث بعد ذلك "الآهة"، و"الحقيقة"، و"المبدأ" وقدر الكتابة في "يا قلمي"، مشيرة بعد ذلك إلى مصدر إلهامها في "لمن الهمني". حملت أولى القصائد "هدية" من الشاعرة ملؤها الحب والوفاء لوطنها المغرب وأهله، جاء فيها: هديتي علم يحمل نجمة خضراء وبسمة تذوب في ثغر كل حسناء وزهرة بعطرها تتغنى النساء وشعار يخلد الحب في معنى الأخوة والوفاء بينما حملت القصيدة الثانية من المجموعة الشعرية الجديدة "شعار"، اختارت له الشاعرة لون البحر والسماء، اللون الأزرق، لون الهدوء والتوازن، فهو يرمز للماضي والاتزان والأمان والانسجام مع العالم والمحيط، الانتماء، والعمق العاطفي، والتضامن. ويعبر عن الحاجة إلى الهدوء العاطفي ويرمز إلى الراحة. تقول كباب في شعارها: أحببت كل الألوان لكن... أفضل الأزرق به أبيد الأحزان في سمائه تحلو الألحان وبشذاه أحب وأعشق أتساءل بسكون البحر وأتساءل في موج الدهر في القصيدة الثالثة من الديوان، التي حملت عنوان"إحساس"، عبرت الشاعرة عن إحساسها بالوحدة قائلة: "وكأني... وحدي في دنيا الأهوال"، لتنتقل إلى وصف واقعها في القصيدة الرابعة "واقع"، جاء فيها، "فقيرة / لا أملك شيئا غير قلبي/ أسيرة"، لتصل في قصيدة "آهة" إلى اكتشاف أن السعادة مجرد وهم اسمه السراب. في باقي قصائد الديوان تتحدث الشاعرة مليكة كباب، المزدادة سنة 1959 بالجديدة ، والحاصلة على شهادة الباكلوريا في الاقتصاد، عن "الحقيقة"، و"المبدأ" و"القلم" والإلهام مرورا بقصيدة "هل سيعود؟" التي حمل الديوان اسمها، وعبر الغلاف، الذي صممه ابن الشاعرة سعد السوالي، عنها، من خلال "صورة آلة عود تركها عازفها تكاد تغوص في الرمل... وآثار أقدام العازف، وزورق صغير به شخص، قد يكون هو العازف نفسه.. وطائر فتح جناحيه في بداية رحلة... في لحظة زمنية لها أبعاد أخرى، إنها وقت الغروب.. وشمس تودع نهارها ... ونهار في لحظة اختفاء.. إيذانا بقدوم الليل...إنها لحظة حنين لاتجاه معين..". حسب قدور السوالي، لتنتهي رحلة الشاعرة بالعديد من القصائد الغزلية اختتمتها ب"سهرة على ضوء الشموع".