يتفاوض نظام الزعيم الليبي معمر القذافي على صفقة سرية مع اليونان لاستخدام 12 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 20 مليار دولار، من أمواله المجمدة في الخارج للإغاثة الإنسانية لصالح كلا الجانبين في الحرب الأهلية، في اطار خطوة قال مسؤولون في طرابلس إنها تهدف لتمهيد الطريق أمام فتح مفاوضات سلام. وقالت صحيفة اندبندانت في عددها الصادر الجمعة إن المحادثات جرت في العاصمة الليبية طرابلس بين فريق قاده دبلوماسي سابق مقرّب من رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو وأعضاء في النظام الليبي من بينهم رئيس الوزراء البغدادي المحمودي. واضافت أن الاجتماعات بين الجانبين اسفرت عن مذكرة تفاهم ظلت بلا توقيع لأسباب اكدت مصادر دبلوماسية بأنها تعلق بتحذيرات الحكومة الفرنسية لنظريتها اليونانية من أن أي اتفاق من هذا القبيل سيبدو وكأنه يمنح معمر القذافي الشرعية كحاكم ليبيا ويقوّض بالتالي مساعي التحاف الغربي الرامية إلى عزله. واشارت الصحيفة إلى أن مصادر داخل النظام الليبي اكدت أن اتفاقاً بشأن استخدام الأصول المجمدة لأغراض المساعدات يمكن أن يؤدي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، وعملية يتخلى بموجبها القذاقي عن السلطة، وإلى صياغة حكومة انتقالية تضم اعضاء من المعارضة في بنغازي. وقالت إن المشاركين في المفاوضات ذكروا أيضاً أن بعض المسؤولين من الولاياتالمتحدة كانوا على علم بالمحادثات حول استخدام الأموال الليبية المجمدة لاغراض المساعدات الانسانية، لكنهم امتنعوا عن الادلاء بتعليقات عامة بسبب الحساسية الفرنسية. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون اعلنت الخميس أنها على بينة من مبادرات عديدة ومستمرة من قبل أشخاص مقربين من القذافي للتفاوض على رحيله، لكنه لم تعط المزيد من التفاصيل. ونسبت الصحيفة إلى مذكرة التفاهم بين طرابلس وأثينا القول "إن ليبيا واليونان قررتا وضع عملية انسانية على وجه السرعة للوفاء بالحاجة الملحة لخدمة جميع المواطنين في ليبيا وكذلك الأشخاص من جنسيات أخرى الذين يعيشون في ليبيا، وعلى قدم المساواة بموجب المعايير الإنسانية الدولية". واشارت إلى أن مسؤولاً ليبياً بارزاً يتواجد خارج البلاد حالياً زعم أن هناك "عداوة شخصية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضد العقيد القذافي، تعرقل التوصل إلى اتفاق سلام والجهود الانسانية". ونسبت الصحيفة إلى المسؤول الليبي قوله "نعتقد وبشكل راسخ أن المحادثات مع اليونان يمكن أن تبدأ عملية حوار، لأن المال ليبي ويُحتجز من قبل بنوك أجنبية ويهدف العرض إلى استخدامه لمصلحة كل الليبيين على جانبي الانقسام الرهيب في بلادنا". واضاف "أن مستقبل العقيد القذافي وما إذا كان سيغادر ليبيا أو يبقى فيها في مكان ما في الصحراء هو أمر يمكن اقراره في وقت لاحق، لإن اصرار المجلس الوطني الانتقالي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تنحي القذافي كشرط مسبق للمحادثات يؤخّر هذه العملية".