على طول الطريق السيار ما بين الرباطومراكش، سيارات تحمل الأعلام المغربية، وتطلق العنان لمنبهات السيارات في احتفالية بدأت قبل الأوان، الذي تعلنه صافرة الحكم لبداية المقابلة المرتقبة من كل المغاربة ما بين المغرب والجزائر في إياب المنازلة بين الجارين المغاربيين على المستطيل الأخضر، وفي إحدى الاستراحات كل شيء تلوّن بالأحمر والأخضر من الكبار كما الصغار، بل هنالك من انخرط في التشجيع قبل وصول ملعب مراكش. داخل الملعب بدأ التشجيع باكراً جداً ب3 ساعات قبل بداية المقابلة، الحماس كان يرتفع تدريجياً من أجل متابعة مقابلة للمغرب في منازلة الجزائر، ولكن الكل يمنّي النفس بالفوز ليبدع الجمهور الحاضر شعاراً من سياق الحراك العربي "الشعب يريد 3 ل 0"، وليتردد صداه بين كل جنبات ملعب مراكش ذي سعة تصل إلى 45 ألف متفرج. في مراكش صنع لاعبو المنتخب المغربي فرجة لذيذة المذاق لكل المغاربة برباعية نظيفة بحسب تعبير معلقي القنوات الرياضية، وتمكنوا من دكّ عرين الجزائر في 4 مناسبات ما جعل الاحتفالية تنطلق لتمتد إلى خارج الملعب إلى كل المدن المغربية وحتى ساعات الصباح الأولى، في انتصار كبير للمغرب يعيد على الأذهان أمجاد أسود الأطلس التي طال انتظارها من قبل المغاربة العشاق للساحرة المستديرة. الأحاسيس الوطنية وجدت لها مكانها برفع "التيفو" الذي شد الأنظار خلال عزف النشيد الوطني المغربي، والذي حمل شعار المملكة المغربية "الله الوطن الملك"، لينطلق كرنفال من التشجيع من مغاربة قدموا من مدن البلاد المتعددة ومن خارج المغرب، فإلى جانب في منصة الصحافة وقف مغربي مهاجر مقيم في رومانيا، وقبيل المباراة بساعة واحدة تناهت إلى أذهاني لغات أوروبية مختلفة. الكرة تحدثت بالمغربي يوم السبت في ملعب مراكش الجديد، وابتسم الحظ لأسلوب سلس في اللعب بتمريرات قاتلة في عمق الدفاع الجزائري الذي استسلم مبكراً لمدافع الأسود المغربية التي رفعت العداد إلى 4 وكان بالإمكان أن يصل الانتصار إلى سداسية لولا قليل حظ لم يبتسم في العشر دقائق الأخيرة من المقابلة، ليغادر الجمهور مهرولاً من الملعب في ضواحي مراكش صوب قلب مدينة البهجة. ليلة السبت الأحد الماضي تاريخية بكل المقاييس في المغرب، جمهور غادر المقاهي والمنازل إلى الشارع للتلويح بالأعلام المغربية، ولاعبين مغاربة أثقلوا شباك خصم رياضي عنيد، وجمهور جزائري غادر مراكش وهو مقتنع بقوة أسود الأطلس، وميلاد نجم كروي قصير القامة وسري المناورة، واسمه أسامة السعيدي، ولقبته الصحافة الرياضية المغربية ب"ميسي المغربي"، فالمدرب البلجيكي للمنتخب المغربي إيريك غيريتس شرع في وضع بصماته على الأداء الكروي المغربي الذي عانى من صيام طويل زمنياً عن التهديف وعن الانتصارات حتى انتشر الكفر به في الشارع الرياضي المغربي.