عقب إطلاق الحكم صفارة نهاية مقابلة الكوكب المراكشي والمغرب الفاسي برسم الدورة الأخيرة للموسم الحالي للبطولة الوطنية في كرة القدم، أعلن رسميا عن سقوط الفريق الأول للمدينة الحمراء إلى القسم الثاني بعدما احتل المرتبة قبل الأخيرة. وهو سقوط لم يستسغه الجمهور المراكشي " الذي حجوا بكثافة إلى ملعب الحارثي الثلاثاء 24 ماي لمساندة فريقه في أحلك لحظات تاريخه الكروي. وبالرغم من المستوى جد المتوسط الذي ظهر به الفريق الأحمر، استمر الجمهور وخاصة "الدراري الحماق CRAZY BOYS في التشجيع ممنيا النفس بفوز مستحيل سيما بعد انتشار إشاعة تقول إن الوداد الفاسي الفريق الأقرب إلى الكوكب والمهدد بالنزول منهزم أمام حسنية أكادير ب2-0 مع بداية الشوط الأول. وهي الإشاعة التي صدقها الجمهور المراكشي وانتشرت بين المحبين حتى أن أحد معلقي إحدى الإذاعات تبناها وأعلنها مباشرة على الأثير، لكن سرعان ما تبين أنها مجرد إشاعة أريد بها تحميس لاعبين ، وظهر أن هؤلاء يفتقدون أصلا إلى الحماس والشهية في لعب جيد. أحد مسؤولي الكوكب تحمل ايضا مسؤولية فتح أبواب الملعب أمام الجماهير بعد انتشار هذه الإشاعة لضمان مزيد من الجهد للاعب رقم 12. بين الشوطين التقت مشجعة شابة مهووسة بالكوكب أحد مسؤولين الفريق الفاسي وقالت له "نبوس ليك الرجلين عفاك" لكنه أجابها "الفاسيون يحبون مراكش ولا يريدون له السقوط، لكن انظري إلى هذا الفريق انه دون المستوى". ومع نهاية مباراة وداد فاس أولا (لم يعلن الحكم عن وقت إضافي) بالتعادل عرف الجميع أن الكوكب نازل لا محالة وبدأت شعارات القسم الثاني "أ هوارة (فريق في القسم الثاني) هاحنا جايين" تملأ جنبات الحارثي كما هتف الجمهور "الشعب يرد إسقاط الجامعة" ،و"الشفارة خرجتو على الكوكب". وفي الوقت الذي نزل الصحفيون من منصتهم استعدادا لأخذ تصريحات نهاية المباراة، فوجئ الجميع بهدف قاتل للمغرب الفاسي في الدقيقة 93 دق أخر المسامير في نعش الفريق الأحمر. مع نهاية المباراة لم يتمالك عميد الكوكب صلاح الدين السعيدي نفسه فأجهش بالبكاء في حين كان اللاعبون الآخرون يتسابقون لمغادرة أرضية الميدان أولا ، فيما بدا الأمر عاديا عند اللاعبين الأجانب الذين شوهدوا وكأن أمر السقوط لا يعنيهم وأن الهزيمة مجرد هزيمة تقع في مباراة لكرة القدم. لم يكن السعيدي وحده من بكى، فقد تبعه لاعب من الصغار (جامعو الكرات) رفض أن يصور في حالة حزن عميق، كما شوهد أحد المحبين "شاد الأرض" ويبدو عليه تأثر بليغ وعيناه مغرورقتان بالدموع. بحث الصحفيون عمن يعطيهم تصريحا فلم يجدوا غير مدرب المغرب الفاسي الذي تأسف لظهور الكوكب بمستوى هزيل جدا، مشيرا أن الضغط كان كبيرا على اللاعبين في مباراة مصيرية، لكنه أضاف أن النتيجة هي تحصيل حاصل لمباريات سابقة. انتهت المقابلة على ارض الملعب، لكن في المدرجات بدأت مقابلة أخرى من نوع خاص، حين بدأ الجمهور في تكسير لوحة النتائج الزجاجية، ثم رمي رجال الأمن وقوات التدخل السريع الموجودين داخل الملعب بالحجارة، أصيب إثرها صحفي، ثم رجل أمن،وكسرت مصورة مصور صحفي، وهنا بدأ رد الفعل حيث لجأ رجال الأمن إلى إعادة الحجارة من حيث أتت ويرشقون المتفرجين. وبعد صدور أوامر أخرى، بدأ تفريق المشاغبين بهراوات فرق مكافحة الشغب، حتى أن بعض المتفرجين "الحاصلين في المدرجات" بدؤوا يتسلقون الجدران للهرب بجلودهم، فيما اصطف عدد أخر واحد وراء الآخر حانين رؤوسهم علامة على عدم سعيهم للمشاركة في الرشق بالحجارة وطالبين السلامة للخروج خارج الملعب. كانت حصيلة المواجهات أيضا "خروج الدم" من وجه احد المتفرجين الذي نقل إلى المستشفى، فيما تحدث البعض عن اعتقالات لم نتأكد منها من مصادر رسمية. وانتقل الشغب إلى خارج الميدان حيث لجأ المشاغبون إلى تكسير واجهات المحلات وعدد كبير من السيارات وإشارات المرور، وشوهد بقايا الزجاج المتكسر على طول شارع محمد الخامس في اتجاه جامع الفنا. ولم يعرف لحد كتابة هذه السطور هل هدأت المدينة أم لا، لكن المؤكد أن بال محبي فريق الكوكب المراكشي لم يهدأ وعاد بهم الحال إلى ذكريات 2004 حيث كان المغرب الفاسي أيضا سببا في نزول الفريق الأحمر إلى القسم الثاني بعد مباراة مصيرية تعادل فيها الفريقان وانتهى كلاهما في أسفل الترتيب، كما تبادل المحبون الحديث عن السماسرة الذين اجبروا الكوكب على صرف الملايين في لاعبين لم يقدموا أي شيء لفريق "مراكش الحضارة".