ليس من السهل الحديث عن الملك محمد السادس،ومن الصعب بمكان أن يجد المرء العبارات المناسبة التي تليق بالسدة العالية بالله. إن جلالته يتمتع بشعبية لا مثيل لها ويحظى بتقدير عال من قبل شعبه من طنجة إلى الكويرة، أليس هو صاحب الحل والعقد في المملكة؟ حينما اعتلى الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين قال لشقيقه الأمير رشيد:"إذا ما تغيّرت نبّهني لذلك". وبعد مدّة أعاد جلالته الكرّة وسأل شقيقه إذا كان قد تغيّر، فأجابه الأمير قائلا: "نعم، بعض الشيء، لكن لا أعتقد أن هذا التغيير كان سلبياً". وقد سبق لأحد الزملاء الصحفيين المرموقين أن قال:"إن من يحبّ ملكه يجب أن يقول له الحقيقة". فأهل الصحراء على امتداد الأقاليم الجنوبية، بلكنتهم الصحراوية الخاصة، المفعمة بالصدق غير المتصنع يجمعون على أن حبّهم لجلالة الملك محمد السادس ظل يزداد وستقوى منذ أن شعروا بعناية جلالته الخاصة بهذه الربوع من المملكة. إنهم يفتخرون بهذه العناية الملكية، لأنها تولد لديهم طاقات متجددة للاستمرار في الدفاع عن الوحدة الترابية. وقد لاحظنا، بشكل يثير الانتباه، إسهامهم في الحديث عن تقديرهم وحبهم للسدة العالية بالله. كيف لا وهم يشعرون، كامل الشعور، أن عاهلهم المفدى يحمل على أكتافه عبئا في زمن مطبوع بالمنعرجات والمنعطفات وبالانتظارات الكبيرة للشباب. كمثل كافة المغاربة، يرى أهل الصحراء – على امتداد الأقاليم الجنوبية، جلالة الملك محمد السادس، كرجل دولة وطني، أب لكافة المغاربة وأمير المؤمنين الملك في عين الدستور أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضمان دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الدين والساهر على احترام الدستور، الضامن لاستقلال وحوزة المملكة. لكن ماهي الصورة الأخرى لجلالة الملك في العيون أهل الصحراء على امتداد الأقاليم الجنوبية؟ لإعداد ملف الأسبوع توجهنا إلى جملة من أهالي الأقاليم الجنوبية، من مختلف الفئات، وطرحنا عليهم- بكل شفافية- بكل تلقائية- السؤال التالي: كيف يرى أهل الصحراء جلالة الملك محمد السادس؟
محمد السادس الملك الإنسان
حينما ينطلق الحديث عن الملك محمد السادس الإنسان تتمثل أمامنا صورة العاهل القريب من كل مواطنيه، الذين أشركهم حتى في زواجه واقتسم فرحة العمر مع شعبه من طنجة إلى الكويرة كما تتمثل أمامنا صورة العاهل الذي أطلقت عليه الصحافة الفرنسية "ملك الفقراء"، وهذا ليس اعتباطاً، وإنما تابعته عن قرب وجلالته تنزل على الناس ويستمع لشكواهم بأذنه ولا يعتمد فقط على التقارير لأنه ملك الشعب القريب منه وليس ملك القصور كما صرّح جلالته بذلك بنفسه. ويكفي أن نعرف أن جلالة الملك، هو الملك الوحيد ربما بين ملوك المغرب والقادة العرب، قطع في سنوات حكمه الأولى أكثر من 95 ألف كيلومتر طاف فيها ربوع المملكة ليقف على الأحوال والمشاريع ويتابعها بنفسه. لقد رأى أهل الصحراء، على امتداد الأقاليم الجنوبية، منذ الوهلة الأولى أن اعتلاء جلالته عرش البلاد كان بمثابة إعادة انتعاش الأمل وإعلاناً عن تحولات كبيرة، وهذا ما كان فعلا. ومنذئذ ظل أهل الصحراء يرون في جلالته نموذج الانفتاح وروح المبادرة، وهذا ما تأكد أكثر من مرّة في زياراته الميمونة للأقاليم الجنوبية، إذ تمحورت رؤية على انخراط المغرب في مناخ تعمّه الديمقراطية والحداثة دون التفريط في الأصالة، وذلك من خلال إعادة الاعتبار لدور الأسرة وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وثقافة المواطنة وسياسة القرب والمشاركة وتحديث الإدارة والقضاء وتعقيد التضامن الاجتماعي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. إن جلالة الملك محمد السادس في عيون أهل الصحراء، ملك دأب على تعزيز قيم التضامن والتآزر والتكافل الاجتماعي، مما مكّن المغرب، من طنجة إلى الكويرة، من مسايرة العصر، مغرب الحداثة والأصالة والتوق للديمقراطية. كيف لا وجلالته محمد بن الحسن العلوي، الملك الثالث والعشرون في السلالة الملكية منذ منتصف القرن 17 ميلادي. إن أهل الصحراء يرون في الملك محمد السادس موحدهم وضامن أمنهم واستقرارهم وقائدهم نحو غذ أفضل، يغترف من معين أجداده الذين جعلوا من الصحراء فضاء تاريخ مجيد يفتخر به المغاربة قاطبة، وأرض شرف ومقاومة، أرض الإسلام والشرفاء. ملك لا يبخل بجهد لتحسين ظروفهم وأوضاع عيشهم ويسهر على التحاقهم بالركب الحضاري وتعقيد آليات تنميتهم المحلية والجهوية. ففي مختلف تحركاته يظهر بجلاء أن لدي جلالته رؤية بعيدة، وأمل جلالته الكبير هو أن تتقدم الأقاليم الجنوبية ضمن تقدم المغرب ليكون نموذجاً يحتدى به في الديمقراطية والتقدم الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. فبحكم أريحة جلالته وتعاطفه بدون حدوث نُعت ب "أمير الفقراء" وهو ولي للعهد وكذلك وهو عاهل للبلاد. لكن جلالته ظل يفضل بالأحرى أن يقول: "إنني ملك جميع المغاربة: الفقراء منهم والأغنياء". إن جلالته، بفعل اهتمامه عن قرب بشؤون بلده، متنقلا بين إقليم وآخر، أضحت كل المناطق والمدن والمداشر تترجى ليل نهار زيارة ملكية ميمونة لإطلاق المشاريع الإنمائية. وفي هذا المضمار، قال الكثيرون إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لا يحبّ الظهور عموماً ويتجنب المنتديات الدولية، لأن جلالته يتمتع بشخصية تفضل العمل المباشر بدلا من المؤتمرات والقمم واللقاءات الدولية. إن جلالته – في عيون أهل الأقاليم الجنوبية- يعطي الأولوية لرعاية البيت الداخلي – المغرب من طنجة إلى الكويرة – قبل أي شيء آخر. هكذا يقول لسان أهل الصحراء على الدوام: نحبّ ملكنا ومتعلقون بالعرش الذي يجلس عليه فرع من شجرة أنجبت الملك الراحل الحسن الثاني والملك الراحل محمد الخامس وباقي ملوك الدولة العلوية الشريفة. حبّ وتقدير صادقان
الصحراويون ككل المغاربة جميعهم يحبّون ملكهم، وملكهم يحبّهم ويرعى مصالحهم ويتقّدم بهم نحو التنمية والازدهار. إن جلالة الملك محمد السادس قد وضع قضية الصحراء على الطريق الصحيح المفضية إلى يضمن وجه الجميع ويحرص على مستقبل المنطقة. فلا جدال في أن جلالته ينتمي إلى الجيل الجديد من قادة العالم، لكن جلالة الملك محمد السادس ظل متمسكاً بكل التواثب التي ضمنت استمرارية المملكة المغربية على امتداد قرون، وذلك موازاة مع اعتماد منهج مختلف عن السابق ورؤية مغايرة في تدبير شؤون الحكم على الصعيد الداخلي، عبر ترسيخ أسلوب خاص في التفاعل والتعاطي مع مختلف القضايا. التقينا مجموعة من أبناء الأقاليم الجنوبية وطرحنا عليهم السؤال التالي: كيف يرى أهل الصحراء جلالة الملك محمد السادس؟ وقد أجمعوا على أنه سؤال لا يمكن الجواب عليه بسهولة أو الإلمام بكل جوانبه، لكن شعوريا يمكن ذلك وبتلقائية دون حاجة لتفكير. الملك محمد السادس حقق الرهانات وحكامة في الكثير من المجالات... تراه هنا وتراه هناك.. سياسة رشيدة لتحقيق الطموحات.. تعتز به كل فئات.. متيّم بحبّ شعبه ويريده أن يحيا في أحسن الظروف والأحوال.. لا يتوانى جلالته على المبادرات لإطلاق الطاقات.. ليس كل هذا عزيز على ملك ابن ملوك.. في عهده تحقق نهضة، بل نهضات في مختلف الميادين والمجالات الكثير ممن تحدثنا معهم فضلوا عدم ذكر أسماء وصفائهم، بل هناك منهم أصرّوا على ذلك. وعندما سألنا عن السبب، فكان الرد أكثر من مقنع، إذ لخصه أحدهم قائلا:"لماذا تريد أن يُعرف اسمنا مادام كل ساكنة الأقاليم الجنوبية ترى جلالته كما نراه، وهي حقيقة قائمة بذاتها ولذاتها سواء قالها فلان أو علاّن". إن أهل الصحراء يثمنون سياسة صاحب الجلالة من تطور وتقدم وازدهار، وهذا راجع إلى حنكة واستبصار وتبصر صاحب الجلالة. كما أكد العديد من العائدين أن جلالة الملك محمد السادس يُذكر بكل خير بين فئات واسعة من ساكنة مخيمات تندوف، ولولا القمع والمحاصرة وعدّ الأنفاس والمراقبة اللصيقة، لتمّ التعبير عن ذلك في واضحة النهار بقلب مخيمات الحمادة. فجلالة الملك محمد السادس ليس ملكاً في المملكة المغربية فحسب، وإنّما هو ملك في تندوف كذلك، أراد من أراد وكره من كره. عموماً يرى أبناء الأقاليم الجنوبية الذين استجوبناهم أن جلالة الملك محمد السادس وسطي الفكر والمنهج، حضاري الرؤية، والتوق للأفضل، يسعى جلالته بكل الوسائل إلى ترسيخ الإصلاح والتغيير نحو العدل والحق والمساواة في ظل الحرية والتقدم، وكل هذا تحت مظلة الأمن والاستقرار الدائمين بالمملكة المغربية، سلاحه في ذلك الاعتماد على ثوابت الأمة لإعداد مغرب الغذ يحتضن مغاربة متنورين واعين منفتحين على العالم يخدمون أمتهم ووطنهم بحبّ وإخلاص شاعرين بمواطنتهم ومساهمين على الدوام في إنجاح وتطوير مشروع الحكامة والرشيدة في مختلف المحاولات، وذلك ترسيخاً لدولة الحق والقانون ومجتمع المُواطنة والمُساهمة.
الملك المستبصر
إن جلالة الملك محمد السادس في عيون مثقفي الأقاليم الجنوبية ونخبها، الملك المستبصر الذي ظل يرمز إلى رياح التغيير من أجل غذ أفضل، تلك الرياح التي هبّت على المملكة منذ أن اعتلى جلالته عرش أسلافه الميامين. يرى رجال العمال بالمناطق الجنوبية أن جلالته أطلق ورشاً رئيسياً يشمل المملكة برمتها، إنه ورش التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمغرب قصد إعطاء دينامية جديدة للاقتصاد الوطني وآليات إنتاج الثروات المضافة عبر إطلاق مشاريع كبرى في جميع القطاعات. لقد ساهم جلالته بقوّة في ترسيخ دور المؤسسة الملكية واحتفاظها على وظيفة تجمع بين الحكم والتحكيم، وهذا ما تأكد منذ اعتلاء جلالته العرش. وقد اعتمد جلالته نهج التدخل والانسحاب عند اللزوم. وبذلك تحققت خطوات رائدة وغير مسبوقة بدءاً من سنة 1999 إلى الآن. لقد قاد جلالة الملك مشاريع تنموية ضخمة بالأقاليم الجنوبية جعلتها في مصاف جهات المتقدمة للمملكة، سيما "مشاريع القرب" التي استهدفت الفئات الأكثر هشاشة، وذلك في إطار "تنمية القرب". إن جلالة الملك محمد السادس عمل على تحديث مجتمع الأقاليم الجنوبية في أفق جعل أبنائها مواطنين مدركين لحقوقهم وواعين ومنسجمين مع خصوصيات هويتهم كمغاربة ومنفتحين على ثقافات أخرى. لقد تمكّن جلالته من تغيير وجه الأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات، وذلك في إطار قيادة شعبه الوفي نحو نموذج مجتمعي حديث يتماشى مع قيم القرن الواحد والعشرين لكن دون نسيان أصالة المجتمع المغربي بتعدديته.
"القرب" حجر زاوية السياسة الملكية
ظل جلالة الملك محمد السادس قريباً من المواطنين بفعل تحرك جلالته الدائم عبر أرجاء المملكة، إذ لا يميز جلالته بين مدن كبرى ومدن صغرى، أو بين قرى قريبة أو قرى نائية. كانت أولى الخطوات التأسيسية في العهد الجديد، إعادة النظر في العلاقة بين السلطة والمواطن وما يرتبط بها من رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية والحريات الفردية والجماعية. ودعا جلالته رجال السلطة من ولادة وعمال، إلى خروج من المكاتب والاحتكاك المباشر بالمواطن، أي الاقتراب أكثر من المواطنين والتفاعل معهم بصفة إيجابية وسليمة، وبأن تصبح الإدارة في خدمة المواطن وليس العكس. عندما سُئل جلالته يوم "هل يخيفكم الحكم؟". أجاب جلالة الملك محمد السادس ببلاغة وعبارات قوية: "لا أقول إنه يخيفني، لكن عبء المسؤوليات ثقيل، والمهم هو المحافظة على ثقة الآخرين، لأن من لم يحظ بمثل هذا الثقة، فليس لديه ما يخسره، وعندما يحظى بها، فالصعوبة التي يواجهها هي المحافظة عليها، إن الأولوية بالنسبة لي هي الحفاظ على ثقة شعبي، وإنني لأعبّر عن شكري للمغاربة على تفهمهم، لا سيما وأنني أعرف أن تطلعاتهم كبيرة. إن الملك هو الخديم الأول للشعب، وبالتالي فإنني رهن إشارة كل المغاربة، قد قيل عني إنني ملك الفقراء، فليكن، ولكنني أوّلا وقبل كل شيء ملك الجميع، ملك الشباب، وملك الشيوخ، وملك الأغنياء أيضاً، لا أقول لشعبي إنني لن أرتكب أخطاء، لكني أعد ببذل كل ما في وسعي من جهدي. يعرف جلالته جيداً ما يريد ويعلم جلالته أكثر أين يريد توجيه المغرب. ورؤية جلالته هاته لم تأت اعتباطاً أو سقطت من السماء وإنما اكتسبها ملك المغاربة في ركح الميدان وعبر جولاته في مختلف مناطق المملكة، سيما مناطق المغرب العميق. إن جلالته لم يكف عن زيارة واستطلاع أوضاع مختلف ربوع المملكة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، عبر مدنها وقراها ومداشرها، يعانق الناس، يستمع إلى نبضات المواطنين، وقد سبق لجلالته أن قال: "أنا أريد أن أطلع على الأمور ميدانياً بنفسي، وأن أقف على واقع بلادي". لقد مكّنت سياسة القرب المعتمدة من طرف جلالته من عمل الكثير للمغرب والمغاربة، دون أن يشعر جلالته ولو للحظة بالرضا عما أنجز لأن جلالته ولو للحظة بالرضا عما أنجز لأن جلالته يقول: "لا يمكن للشخص أن يكون راضياً بالذي عمله من أجل بلاده، خاصة أنه عمل يومي ومستمر، فالطموح هو أن نقدم أكثر، لهذا ليست قانعاً بالذي قدمته للمغرب وللمغاربة، لأنني أتطلع إلى أكثر من ذلك من أجل تقدم ورفاهية المغرب". كل سياسات جلالته مبنية على القرب وتعبئة كل الطاقات لمواجهة الإكراهات وتحفيز المجتمع على المزيد من تحرير إمكاناته وطاقاته، لأن الرأسمال البشري هو الحاسم في التنمية المبنية على احترام كلمة الإنسان، وتعزيز ثقة المواطنين في المستقبل الموطدة لمقومات المغرب الحديث والمعززة لتماسك المغاربة من طنجة إلى الكويرة المتشبعيّن بثوابت الأمة الملكية الدستورية والوحدة الترابية والإسلام المعتدل والالتزام بالديمقراطية. إن كل لقاء أهل الصحراء مع الملك تغذى أمالاً كبرى وتعزز ثقتهم في أنفسهم وفي حاضرهم ومستقبلهم. فكل المغاربة يتمنون لقاء جلالة الملك. ومن الصعب بمكان وصف الشعور الذي يحسه الإنسان وهو بين يدي السدة العالية بالله، لكن الشعور الذي أجمع عليه من سبق لهم أن حظوا بهذا اللقاء، هو "أنك تشعر تلقائياً كأنك تعرفه منذ زمن بعيد". كلما يرى المرء صورة رسمية لجلالة الملك يشعر من حيث لا يدري أنها تحاط بهالة من الوقار والفخامة. ففي كل زيارة كان الجميع يتنافس من أجل الاقتراب من الملك وتقبيل يده، وحتى المسؤولون والقائمون على الأمور والأعيان والشيوخ والمنتخبون، أصحاب الحظوة في الإقتراب من جلالته، بمناسبة أي زيارة ميمونة للأقاليم الجنوبية تتنافسون من أجل الدنو من جلالته والتحدث إلى جلالته، ويجتهدون اجتهاداً بكل الوسائل والحيل لاستطالة القرب من جلالته ومدة الحديث إليه. وظل كل واحد منهم تتفاخر بتلك اللحظات ولو كانت مدتها ثوان معدودة.
الأريحية والتفهم
منذ كان وليا للعهد، فتح جلالة الملك أبواب إقامته بمدينة سلا لاستقبال فلول المواطنين، سيما الشباب منهم، وأجرى جلالته معهم لقاءات اتسمت بالحميمية، واستمع لهم هذه الأبواب مفتوحة على مصراعيها حتى بعد أن أصبح ملكاً. كيف لا وهو الإنساني إلى أبعد الحدود وحسه الاجتماعي المرهف يسع كل المغاربة، وهذا أمر ليس بغريب عن جلالته الذي دأب على القيام بجولات ماراطونية لتفقد أوضاع الشعب وإعطاء الانطلاقة للمشاريع في كل ربوع المملكة، ولادخر جهداً لتحسين أوضاع أوسع الفئات. هذا هو الملك الذي يجعله المغاربة قاطبة، من طنجة إلى الكويرة. وهناك تقدير وإجلال بنون النسوة، إذ تقول نساء الصحراء والأقاليم الجنوبية إن جلالة الملك محمد السادس، فهم عصره وقدّر كثيراً المرأة الصحراوية ومجهوداتها الرامية إلى المشاركة في التنمية. كيف لا، وتقدير جلالته للمرأة الصحراوية نابع من حبّه للوطن، وقليلون هم الرجال الذين يغترفون تقديرهم للمرأة – نصف المجتمع – من حبّهم لوطنهم. حميدة: جمعت 7000 صورة لجلالة الملك محمد السادس حميدة فيضول، نجلة المقاوم الراحل فيضول الدرهم، فتامة تكسّر أصبعها وهي تتعقب جلالة الملك في إحدى زياراته الرسمية، ولم تحس بالأمر إلا حين مرّ الموكب الملكي. منذ أكثر من سنة عشر سنة دأبت حميدة على الجميع صور الملك محمد السادس منذ كان ولياً للعهد. ظلت معجبة بجلالة الملك منذ الصغر. منذ كان عمرها عشر سنوات بدأت بقص صور جلالته مكن الصحف للاحتفاظ بها، كما اقتنت كل الصور التي تباع، وفي حوزتها الآن أكثر من 7000 صورة كان كلما ارتفع عدد الصور التي كانت تجمعها تشعر بسعادة أكثر، وتطمح إلى الوصول إلى عشرة ألف صورة لإقامة معرض. وتحلم حالياً بلقاء الملك لتحظى بصورة معه لتكون جوهرة ثروتها من الصور الملكية. إن حميدة فيضول شغوفة بتتبع خطابات جلالة الملك وتحركاته ونشاطاته، كانت تطمح لمتابعة دراستها في السياسة والقانون إلا أن ظروفها الصحية حالت دون ذلك، لكنها عوضت ذلك، لكنها عوضت ذلك بالإهتمام بالسياسة عبر الأنشطة الملكية وكذلك الاعتكاف على كتابة سيرة والدها الذي يعتبر أحد المقاومين البارزين للاحتلال الاسباني بالصحراء المغربية، وقد سبق له أن حظي بوسام العرش منحه إياه الراحل الملك الحسن الثاني.