خصّ مدرب المنتخب المغربي إيريك ڤيرتس جريدة “لوماتان“ المغربية، بحوار مطول تحدث فيه بشكل مفصل عن المباراة المقبلة لأسود الأطلس أمام منتخبنا الوطني يوم 4 جوان في مدينة مراكش. كما تطرق إلى التحضيرات التي ينوي القيام بها، وعاد أيضا إلى الحديث عن مباراة الذهاب التي كان ملعب 19 ماي بعنابة مسرحا لها. كنت تريد إجراء داربي المغرب مع الجزائر في مدينة الدارالبيضاء ولكن الجامعة المغربية قررت إقامتها في مراكش، هل هذا القرار يعني تقليل الضغط على المنافس؟ في بعض الأحيان علينا تقبل الأمور كما هي، وقد اتخذ هذا القرار من جانب الحكومة لإعطاء إشارة قوية ليس فقط للشعب المغربي بل لمنح صورة طيبة للمجتمع الدولي، والشيء الأسهل بالنسبة لي هو تقبل هذا القرار لأنني أفهم جيدا أنّ مراكش هي رئة السياحة المغربية وهي مدينة مهمة بالنسبة للبلد، بينما أنا كنت آمل في إجرائها بالدارالبيضاء وأنا أقبل الأمور كما هي. هل خصصت برنامج معيّن لتربص المنتخب المغربي لمواجهة الجزائر؟ أردنا الذهاب إلى إسبانيا من أجل التحضير ومن ثم العودة إلى الدارالبيضاء قبل يومين من المباراة، لكننا سوف نلعب في مراكش وليس هناك سبب للذهاب إلى مكان آخر، نحن إذن سنحضر في مراكش وبرمجة اللقاء هناك غيّر كل شيء لأنّ نوعية الحياة والتحضيرات جيدة في مدينة مغربية، يوجد فندق على بعد دقيقة من الملعب وميدان جيد. الآن لا يوجد اختلاف في مكان التحضير لأننا نملك كل الضمانات لاستعداد جيد في أرضنا. كم لاعبا ستستدعي لمباراة الجزائر؟ في الوقت الحالي هناك 29 أو 30 لاعبا وأملك الحرية لإضافة لاعب أو لاعبين، وسوف نحتفظ ب22 لاعبا بالإضافة إلى حراس المرمى ليصبح العدد 25 لاعبا لمواجهة الجزائر. وهل ستحتفظ بنفس التعداد أم هناك ضخ دماء جديدة في التشكيلة؟ في الأساس سنحتفظ بنفس المجموعة وسيكون هناك لاعب أو لاعبان جددان ليس أكثر، ونحن نحاول متابعة اللاعبين الذين وضعنا بهم الثقة في أقرب وقت ممكن وجمع أكبر عدد من المعلومات عن اللاعبين الذين ينشطون بأوروبا. نفهم من كلامك أنك وضعت في ذهنك بعض اللاعبين لتدعيم صفوف المنتخب، أليس كذلك؟ لدي اتصال في ألمانيا مع لاعب شاب يملك إمكانات كبيرة وسأذهب لمتابعته. وما اسمه؟ لا أستطيع قول اسمه، قطعت مسافة طويلة لمقابلته والتأكد إن كانت لديه الرغبة في اللعب للمغرب، يبدو أنه مهتم، وعلى الأرجح سأختاره في التشكيلة التي تواجه السنغال يوم 10 أوت المقبل لتعويده على الأجواء من أجل اختيار المغرب، تعلمون أن لديه القدرة على الاختيار بين المغرب وألمانيا ويمكننا الفوز أو الخسارة كما حصل مع ناصر الشادلي ومهدي كارسيلا. عدت للتو من جولة في أوروبا أين عاينت العديد من اللاعبين المغاربة، هل شعرت بخيبة أمل لما رأيت منير الحمداوي على مقاعد البدلاء؟ للأسف ليس هو الوحيد الذي لا يلعب، هناك عدة لاعبين في وضعيته نفسها، قلت إن كان لاعب لا يشارك بضعة أسابيع فهذه ليست مشكلة ولكن هناك لاعبين لا يلعبون على الإطلاق أو سوى نادرا وبعدها تبدأ المشاكل، لدينا مروان الشماخ الذي لا يلعب في آرسنال وحتى القائد حسين خرجة يشارك نادرا مع الأنتير، وهذا يسبب لنا بعض القلق. هل تعتقد أن وجود بعض لاعبي المنتخب المغربي على غرار هرماش، حاجي، بصير والعربي ضمن أندية تلعب على تفادي السقوط في مختلف الدوريات، يؤثر في معنوياتهم ومردودهم فوق الميدان مع المنتخب، ؟ لا ، فهذا العامل أعتبره أفضلية بالنسبة للاعبين الذين ذكرتهم، فهم لديهم الفرصة للعب كل أسبوع مباريات حاسمة وقوية مع أنديتهم، وبذلك فإنهم يكونون جاهزون لمباراة الجزائر التي تشبه مختلف المقابلات التي يلعبونها مع فرقهم، لأن الاندفاع البدني يلعب دورا كبيرا. ولذلك فأنا أرى هذا العامل سيفيد اللاعبين ولن يؤثر في معنوياتهم ومردودهم مع المنتخب. قلت بعد مباراة عنابة أنك لم تتوقع مثل ذلك المناخ، ماذا كنت تتوقع قبل السفر إلى الجزائر؟ لم أتحدث أبدا عن المناخ، بل تحدثت عما حدث على الميدان والتي وجدته غير عاد، هناك أمور حصلت ويصعب هضمها، لقد حضرنا للأمور السيئة لكننا لم نكن نتوقع ذلك ولا أتحدث هنا عن الناس لأنهم كانوا كانوا طيبين جدا معنا وفاجئوني بطيبتهم وحفاوة استقبالهم لنا في الجزائر. هل الهزيمة أمام الجزائر ممكنة؟ كرة القدم تبقى رياضة، وفي المباراة تستطيع التعادل، الفوز أو الخسارة، الآن نعرف جميعا أنّ الأوراق بين أيدينا، نعرف أيضا أن علينا الفوز لإسعاد الشعب المغربي وللإحتفاظ بفرصنا في التأهل إلى كأس إفريقيا 2012، الفوز حاجة ماسة بالنسبة لنا، ولكن قبل المباراة الفريقان متعادلان ومن سجل أكثر عدد من الأهداف هو الفائز باللقاء، فكرة القدم ليست علوما دقيقة وتوقع الجميع فوزا كبيرا لبرشلونة على ريال مدريد في لقاء الإياب ولكن اللقاء انتهى بالتعادل في الأخير، فحتى لو كنت المُرشح لا يمكنك القول إنك ستفوز بنسبة 100بالمئة. لقاء عنابة لعب على الجانب البدني والحرارة من الجانب الجزائري، كيف سيلعب في مراكش؟ أنا لا أتفق مع تحليلكم لأنّ لاعبي قاتلوا ولكن لم تتح لهم الفرصة للقتال أكثر بسبب التصفير كل مرة ضدهم، آمل أن تكون مباراة 4 جوان عادلة ونزيهة ليكون لكلا الفريقين الوسائل نفسها للكفاح من أجل الفوز.. لا أبحث عن الأعذار للاعبي ولكن مع التحكيم السليم سنرى مباراة جيدة مع الكثير من القتال بين اللاعبين ولكن خصوصا كرة القدم بجودة عالية. هل مباراة الجزائر ستكون حاسمة للتأهل إلى كأس إفريقيا 2012؟ لا هذه المواجهة ليست حاسمة، فحتى في حال فوزنا على الجزائر لن نتأهل بعد، ولكن الأكيد أنّ الفوز في هذه المباراة سيضعنا في أحسن حال للتأهل، هذا لا يعني التأهل، وللحسم يجب علينا جمع 7 نقاط في المباريات القادمة للتأكد من تأهلنا. هل عبد الحميد الكوثري سيعوّض رشيد السليماني على الجهة اليسرى من الدفاع أم أنك ستجدد الثقة في هذا الأخير؟ في الوقت الراهن الكوثري لم ينضم للمنتخب المغربي بعد، ولقد استفسرت يوم الثلاثاء إن كان هناك جديد فيما يتعلق بقضية هذا اللاعب، وأجابوني بأن الفيفا لم تحسم بعد في هذا الأمر. كما أننا حللنا جيدا مباراة الجزائر السابقة، وخرجنا بالنقاط الإيجابية والسلبية من كل الجوانب وسنحضر أحسن تعداد لمواجهة العودة. الهجوم ما زال الحلقة الأضعف في المنتخب الوطني (هدف في 3 مباريات) هل ستُجددون الثقة في مروان الشماخ كقلب هجوم مع العلم أنه بعيد عن المنافسة أم أنّ هناك تغييرات؟ للأسف، لا يوجد لاعبون آخرون ليحلوا محله باستثناء يوسف العربي المتواجد في لياقة جيدة ويُسجل الأهداف، العربي يملك حظوظا كبيرة للبدأ أساسيا وحده أو إلى جانب الشماخ أو الحمداوي، سوف أتابع بعناية البطولات التي ينشط فيها مهاجمونا وآمل أن يشاركوا، أما الآن فالعربي يملك الحظ الأوفر لكنني لم أتخذ قراري بعد. هل ستجدد الثقة في الجناحين الأيمن والأيسر اللذين لعبا لقاء الذهاب أم تفكر في التغيير؟ ليس لدينا مشكل في محور الدفاع، لكن على الأطراف نحن نفكر في التغيير، لأننا لا نملك ثمانية لاعبين بإمكانهم اللعب في مختلف المناصب، وسنرى إن كان باستطاعة بدر القادوري الذي يلعب في ديناموكييف الأوكراني وعاد من إصابة، المشاركة في مباراة الجزائر. وعلى العموم فإنه عاد إلى المنافسة وسنرى ماذا سيحدث في الأسابيع المقبلة. ألا تعتقد بأنه حان الأوان لمنح حرية أكبر في اللعب لعادل تاعرابت مثلما هو عليه الحال مع فريقه كوينز بارك رانجرز؟ لقد شاهدت لقاءه ما قبل الأخير أمام “كارديف“، ولم يلعب على الجناح بل في وسط الميدان الهجومي، أي مثل اللاعب حامل رقم 10 وهو الأمر الذي منحه حرية أكثر، وحرر ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة لاعبين من رفاقه فوق الميدان، وعليه فإن خيار مدربه في ناديه كان تكتيكيا محضا. وعلى الرغم من الحرية التي كان يتمتع بها تاعرابت، إلا أن ذلك لم يجعله يفعل ما يشاء فوق الميدان، لأن مدربه قيّده ببعض التعليمات. ومن جهتي ما يهمني أكثر هو أن يركز على السرعة، وعند تضييع الكرة يسعى جاهدا لاستعادتها وعدم إتاحة أي فرصة للفريق المنافس. نفهم من كلامك أنه باستطاعتك الاعتماد عليه كصانع ألعاب في مباراة الجزائر، أليس كذلك؟ لا يوجد تاعرابت فقط الذي بإمكانه شغل هذا المنصب، حيث أن هناك ما لا يقل عن أربعة لاعبين قادرين على اللعب في منصب صانع الألعاب، فمثلا أسامة السعيدي يشغل من تارة إلى أخرى هذا المنصب مع فريقه، ونفس الشيء بالنسبة لمبارك بوصوفة الذي يلعب جيدا لما نعتمد عليه كصانع ألعاب حقيقي، وأيضا لدينا بلهندة. ولذلك ما يمكنني قوله في هذا الصدد، هو إنه سيكون أمامنا متسع من الوقت لاختيار لاعبي الوسط مع الاعتماد على قلبي هجوم وكل شيء سيتحدد في وقته. على ماذا ستلعب مباراة الجزائر القادمة؟ أعتقد على الذكاء التكتيكي، فالفريق القادر على فرض سرعته سيحدث مشاكل للمنافس ولديه البطاقة لصناعة اللعب الجميل. بعد مباراة عنابة، كانت لديك القدرة للاحتفاظ بالتشكيلة ولعب مباراة ودية مع العلم أنك لا تملك أي موعد آخر من “الفيفا” قبل مواجهة الإياب أمام الجزائر، لكنك اخترت اللعب بمنتخب المحليين؟ حدث هذا لسببين، في حال فوزنا كان ممكنا، لكن مع خسارتنا اللاعبون فقدوا الروح وكانت لديهم مواعيد مهمة مع أنديتهم، والسبب الثاني أنني حضرت عدة مباريات في البطولة المغربية وٍأردت رؤية القيمة الحقيقة للاعبين الذين أشرفت عليهم، وذلك من أجل منحهم الفرصة لإثبات قدرتهم على اللعب في المنتخب الأول. كلمة أخيرة.. آمل أن يفرح جمهورنا عقب مباراة الجزائر، وتظهر عليه ابتسامة كبيرة لأنه يستحق ذلك وأتمنى أن أجعل الجمهور سعيدا من خلال الفوز على الجزائر و أدرك جيدا ماذا يعني للشارع المغربي تحقيق الفوز في مباراة مماثلة خاصة أنها ستعيدنا إلى السكة الصحيحة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية و الغابون. ----------------------------------- “ڤيريتس” قد يقدم تربص الأسود ذكرت تقارير صحفية مغربية بأن “ڤيريتس” قد يعمد إلى تقديم التربص التحضيري الذي يسبق مواجهة الرابع جوان ببعضة أيام، وذلك بعد التأكد من أن أغلب المحترفين المغاربة سينهون التزاماتهم مع فرقهم الأوروبية في الأسبوع الثاني من شهر ماي بعد إسدال الستار على البطولات التي ينشطون فيها، وهو ما جعل المدرب يفكر في تقديم معسكر الأسود قصد ربح أيام إضافية ومن ثم التحضير بشكل جيد لمواجهة الجزائر التي يعلق عليها المغاربة كل آمالهم في المرور إلى نهائيات غينيا الاستوائية والغابون.