أبديت إستعدادا وحماسا وغيرتس كان له رأي آخر شعرت بغبن كبير حين علمت بقرار الإقصاء لم أندم على إختياري لأن قناعتي راسخة وليست نزوة الحكم كان من كوكب آخر وقراراته عصبتني عشت تجربة بطقوس لم أتخيلها تساءل الكثير عن سبب غياب المهدي كارسيلا عن مباراة الأسود ضد منتخب الجزائر بعنابة، وتفاجأ كيف أن الناخب الوطني وضعه خارج اللائحة الرسمية للأسود في الوقت الذي راهن عليه الجمهور المغربي في هذه المواجهة، بل إعتبرناه ورقة رابحة للفريق الوطني لإمكانياته ومؤهلاته التقنية. في هذا الحوار يتحدث المهدي كارسيلا "للمنتخب" بشكل إنفرادي، يكشف عن سبب غيابه أو تغيبه عن موقعة الجزائر، شعوره من هذا الغياب، وهو الذي إختار طواعية اللعب للفريق الوطني برغم الضغط البلجيكي له.. المهدي كارسيلا يفتح قلبه "للمنتخب" ويبوح بأسراره ويقطع الشك باليقين، مقدما الأسباب وشارحا الدواعي التي جعلته يتخلف عن الديربي.. تابعوا التفاصيل.. - المنتخب: تساءل الكثيرون عن سبب غيابك في مباراة الفريق الوطني ضد الجزائر بعنابة، هل يمكن أن تقدم لنا مبررات هذا الغياب؟ كارسيلا: بدوري لا أعرف السبب، ولكن أقول إن الناخب الوطني تبقى له كامل الصلاحية في اختيار من يراه مناسبا في أي مباراة، لن أقول شيئا لأني لاعب محترف وأحترم أي قرار.. - المنتخب: ألم تكن تشكو من إصابة مثلا؟ كارسيلا: أبدا أنا بصحة جيدة ولله الحمد.. لقد شاركت في جميع الحصص التدريبية التي خاضها الفريق الوطني بالمغرب وكذلك الشأن في الجزائر، وأبديت حماسا كبيرا كالعادة، لكن للناخب الوطني كامل الإختيار. - المنتخب: ألم تشعر بنوع من الغبن بسبب هذا الغياب؟ كارسيلا: لا، لكن صراحة كنت أود المشاركة في هذه المباراة، التي كانت فرصة للإندماج مع المجموعة في أول مواجهة رسمية أمام المنتخب الجزائري، لم أندم على تلبيتي للواجب الوطني، لقد تحديت كل الضغوطات وإخترت بلدي لأدافع عن قميصه.. أكررها مجددا أنا أحترم قرار الناخب الوطني، وإذا شعرت بنوع من عدم الإهتمام أو إبعادي لأسباب مجهولة فسأضطر للتحدث إليه. - المنتخب: لنحسم الأمور في هذا الموضوع، هل أنت راض عن قرار إختيارك للمغرب؟ كارسيلا: بالفعل أنا راض عن قراري الذي إتخذته بالقلب والعقل، لم ولن أندم على إختياري، المغرب في قلبي وسيظل يخفق له إلى الأبد، كنت صادقا مع نفسي رغم كل الضغوطات التي واجهتني، الموضوع بالنسبة لي إنتهى بمجرد أن أعلنت بشجاعة أني سألعب للمغرب، ولن أنسى أبدا الحفاوة التي وجدتها عندما شاركت في أول مباراة ودية أمام النيجر، ا الإستقبال الرائع والأجواء التي وجدتها في الفريق الوطني وهي أجواء إحترافية بالطبع، وحتى اللاعبون خصوني بحفاوة لا تطاق وهنأوني على اختيار القميص الوطني، والجمهور المغربي رائع بكل المقاييس. - المنتخب : لنعود للحديث عن المباراة التي واجه فيها الفريق الوطني منتخب الجزائر، ما هي الخلاصات التي خرجت بها؟ كارسيلا: لقد كانت مباراة صعبة للفريقين، الفريق الوطني بذل مجهودا كبيرا فيها، مع كامل الأسف الحكم أفسد المواجهة بقرارات غريبة لم أشهدها من قبل، لقد أعلن عن ضربة جزاء قاسية وفي وقت حساس من هذه المباراة، علما أن الفريق الوطني إنطلق جيدا وخلق متاعب لدفاع الجزائريين، صحيح أتيحت لنا فرص التعديل النتيجة، لكن كرة القدم هي هذه، لقد عانى زملائي مع التحكيم ومع ضغط الجمهور الذي كان يضغط على لاعبي المنتخب الجزائري.. الهزيمة ليست نهاية العالم أمامنا مباريات أخرى لحسمها لصالحنا، وأكيد سيحصل ذلك بعد أن يقيم الناخب الوطني العمل الذي يقوم به تحضيرا للمواجهات المقبلة، وأظن بأن الجزائريين لم يكن أمامهم أي خيار آخر سوى الفوز لأنه يضمن لهم البقاء في المنافسة، وبالنسبة لنا فإن حظوظنا ما زالت قائمة، وإن شاء الله سنبحث عن نقط الفوز أمام المنتخب الجزائري، فكما فاز علينا في الذهاب سنفوز عليه في الإياب. - المنتخب: كيف تفاعلت مع أجواء المباراة وأنت تتابعها من خارج كرسي الإحتياط؟ كارسيلا: هذه أول مرة أتابع فيها مباراة رسمية خارج أوروبا بهذه الطقوس وهذه الأجواء، صراحة كنت على أعصابي وأنا أتابع ما كان يقوم به الحكم، أبدا لم أشاهد قرارات مثل هذه، ما يؤكد بأن أشياء أخرى تلعب خارج الميدان، كنت أشجع زملائي كلما كانوا يقومون بهجمات، لكن للأسف شاءت الأقدار أن تنتهي هذه المباراة بهذه النتيجة. - المنتخب: تعود للحديث عن ستاندار دو لييج، كيف من أمورك معه؟ كارسيلا: هي أمور عادية، لقد أصبحت إبن هذا الفريق الذي ترعرعت فيه وعشت معه مشواري الكروي، حيث لعبت معه 91 مبارة وسجلت 15 هدفا.. مسيرتي تسير بشكل جيد، أنا أبذل قصارى الجهود لأبقى دائما في الطليعة وأكون رهن إشارة الفريق الوطني. - المنتخب: هل ستواصل مسيرتك معه، أم لك نية في تغيير الأجواء؟ كارسيلا: صراحة أفكر في تغيير الأجواء والبحث عن وجهة أخرى، علما أنني مددت عقدي مع ستاندر دو لييج لأربع سنوات أخرى، أي أن عقدي سينتهي إلى غاية 2015، ومع ذلك فإن مسؤولي النادي بإمكانهم تسهيل المأمورية لي لأنتقل إلى ناد آخر.. - المنتخب: وهل هناك وجهة محددة في هذا الصدد؟ كارسيلا: صراحة لدي عروض، لكني أثريت شيئا ما في حسمها.. - المنتخب: أين تفضل اللعب خارج بلجيكا؟ كارسيلا: بطولات إسبانيا وأنجلترا وفرنسا تغريني ، لذلك أتمنى إذا غادرت ستاندار دو لييج أن ألعب بإحدى هذه البطولات، لأنها ستزيدني تجربة جديدة في مسيرتي الكروية وسأكسب خبرة إضافية، ما دام أن المستقبل أمامي وسني يسمح لي بالبحث عن مزيد من الطموح والأحلام. - المنتخب: ماذا عن عبد الفتاح بوخريص المنتقل حديثا لستاندار دولييج؟ كارسيلا: بوخريص لاعب كبير، ذو أخلاق عالية، لمست فيه تواضعا كبيرا، نلتقي باستمرار ونعتز بكوننا نحمل الجنسية المغربية، همنا الوحيد هو الدفاع عن قميص المنتخب المغربي، مع كامل الأسف لحد الساعة لم يتأقلم بعد مع أجواء الفريق الأول ولكن الأيام القادمة سيؤكد أحقيته باللعب للكبار، فهو يبذل قصارى جهوده في التداريب، نحن نتحدث كثيرا عن المغرب، وقد قربني منه كثيرا وبخاصة قبل مجيئي للفريق الوطني، أنا سعيد جدا بقدومه لستاندار دولييج. - المنتخب: هل تتابع بعض مباريات البطولة الوطنية، وهل لك بعض المعلومات عن الأندية المغربية؟ كارسيلا: أعذرني لا أعرف شيئا عن البطولة المغربية ولا عن أنديتها ولم يسبق لي أن شاهدت ولو مباراة منها، وحتى البطولة البلجيكية لا أتابع مبارياتها، إذ أنني بمجرد نهاية اللقاء الذي أشارك فيه أطوي صفحته، وأنعزل كليا عن العالم، وأنسى هموم الكرة حتى أبقى في تركيز تام دون أن تتأثر نفسيتي بالنتيجة المرسومة، وأنا أجد راحتي التامة بهذه الطريقة. - المنتخب: هل ستقضي بعض الوقت بمراكش أو ستتجه مباشرة إلى بلجيكا؟ كارسيلا: لا.. سأستغلها مناسبة لأزور هذه المدينة الجميلة التي دائما تسحرني، سأقضي بها يومين أو ثلاثة وبعدها سأتوجه إلى بلجيكا للإلتحاق بفريقي ستاندار دولييج، صراحة كلما حللت بالمغرب أجد راحتي النفسية لطبيعة الحياة ولطيبوبة السكان.. أتذكر عندما زرت المغرب في بعض المناسبات، كنت أجد ترحابا كبيرا، ما أشعرني صراحة بروعة هذا الوطن وهو ما حمسني فعلا باللعب لمنتخب بلادي.. الحياة تغريني بالمغرب وأثارتني مدينة مراكش بساحاتها وفضاءاتها ومزحة سكانها، وكلما أتيت إليها إلا وأزور ساحة جامع الفنا الغنية بالحلقة والفلكلور والطرائف والقصص، صراحة هذا شيء رائع. - المنتخب: بالعودة إلى غيابك عن مباراة الجزائر، هل ستكون حاضرا في مباراة الإياب الدارالبيضاء إذا وجهت لك الدعوة طبعا؟ كارسيلا: بطبيعة الحال، حتى وإن كان الناخب الوطني لن يضعني باللائحة، سأحضر لأنني إخترت عن قناعة اللعب للفريق الوطني، ما يعني أنه يجب أن أحترم قرارات «الكوتش»، وهل تعتقد بأنني أصبت بالإحباط جراء هذا الغياب أو ندمت على تلبية الواجب الوطني؟ إذا كنت تعتقد هذا فأنت مخطئ.. صحيح كل لاعب يتمنى أن يكون حاضرا في الملعب، لكن هذه إختيارات المدرب، من يدري قد يعتمد علي في مباراة الإياب، وسأكون جاهزا بإذن الله. - المنتخب: كيف تتوقع أن تكون مباراة العودة؟ كارسيلا: بكل تأكيد ستكون مباراة صعبة، وسيكون لزاما على الفريق الوطني الفوز من أجل البقاء في المنافسة.. ولنا كل الإمكانيات للبحث عن النقاط الثلاث أمام جمهورنا الذي سيحضر بكثافة لدعم العناصر الوطنية. - المنتخب: ماذا تقول في كلمة مفتوحة؟ كارسيلا: أشكركم على هذه الإستضافة، وأنتظر فرصتي إن شاء الله في الفريق الوطني، حيث أتشوق إلى كسب الرسمية مع الأسود، وأكيد أن الوقت سيحين، وأتمنى مشوارا موفقا للفريق الوطني حتى يكسب الرهان الذي ينتظره الجمهور المغربي وهو التأهيل إلى كأس إفريقيا للأم وهو العرس الذي أتمنى حضوره لإكتشاف الطقوس والأجواء الإفريقية، خاصة وأنه يستقطب نجوما كبارا يمارسون في البطولات الأوروبية.. حاوره: