حركة غير عادية شهدها مطار مراكش المنارة ليلة أمس الأحد، عندما حج إليه حوالي 400 من أنصار الشيخ عبد الرحمن المغراوي لاستقباله بعد غياب امتد لأزيد من سنتين. عاينت "صحيفة الخبر" ليلة أمس توافد أعداد كبيرة من أنصار الشيخ المغراوي إلى مطار مراكش المنارة، حيث توقفوا أمام البوابة الرئيسية للمطار، في انتظار قدوم طائرته في رحلة داخلية من البيضاء إلى مراكش حوالي الساعة العاشرة ليلاً، على اعتبار أن الشيخ عاد من السعودية إلى المغرب، واستقر بمدينة البيضاء لحوالي 24 ساعة، ومنها إلى مراكش، حيث كانت طائرته ستصل في حدود العاشرة ليلاً. وكان الشيخ المغراوي، قد أفتى-خلال مطلع سنة 2008- بجواز زواج الفتاة في التاسعة من عمرها، وهي الفتوى التي جرت على الشيخ وعلى جمعيته "الدعوة إلى القرآن والسنة"، حملة انتقاد واسعة من طرف العديد من الجهات، وخاصة المجلس العلمي الأعلى، كما أن وزارة الداخلية أصدرت قرارا بإغلاق جميع "دور القرآن" التابعة للجمعية في ربوع البلاد. ومباشرة بعد هذه الحملة اضطر الشيخ المغراوي إلى المكوث في المملكة العربية السعودية التي أصدر منها فتواه، حيث كان يؤدي مناسك العمرة، ولم يعد إلى المغرب إلا نهاية الأسبوع الماضي. وكانت جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة التي يتزعمها الشيخ المغراوي، رفعت دعوى لدى المحكمة الادارية ضد قرار الداخلية، وهي الدعوى التي قضت فيها المحكمة ابتدائيا ببطلان القرار. من جهة أخرى، أقدم مجموعة من أنصار الشيخ المغراوي على فتح مقر الجمعية بمنطقة بوكار بمراكش يوم الجمعة الاضي، غير أن محمد امهيدية والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، أمر بإعادة إغلاقه، على اعتبار أن الحكم ليس نهائياً. وإلى ذلك، فقد اضطر أنصار الشيخ المغراوي إلى أداء صلاة العشاء جماعة أمام المطار، وفي حدود الساعة العاشرة والنصف أضطروا إلى مغادرة المكان، بعد أن "أخبروا" بأن الشيخ قرر تأجيل رحلته إلى مساء يومه الاثنين 11 أبريل الجاري. وتجدر الاشارة إلى أن الاستقبال الذي كان مقررا أمس للشيخ المغراوي أمام مطار مراكش المنارة، يعد أول مظهر من مظاهر "خروج" انصار جمعية "الدعوة إلى القراآن والسنة" إلى الشارع، على اعتبار أن جميع رموز الجمعية، ومنذ تأسيسها، كانوا حريصين على الابتعاد عن ممارسة السياسة أو الخوض فيها، وكان أعضاء الجمعية وقياداتها في كل مناسبة يؤكدون على نهجهم الدعوي، كما كانوا يرفضون الظهور بمظر المتظاهر أو المحتج، كيفما كانت الظروف والأحوال.