لا جدال في أن مستوى التعليم العمومي في بلادنا يشغل بال العديد من المهتمين والمواطنين على حد سواء.كنت أعلم -كما تعلمون-أن مدرستنا التي تضم ملايين من أبناء بلدنا، تعاني من بعض الإختلالات الناتجة عن عقود من التردد والتقلبات في الخيارات التربوية الإستراتيجية، وأن الأمور ستقف عند هذا الحد. لكن اعترف بصدق أنني صدمت عندما اطلعت على خلاصات الدراسة التي أنجزها المجلس الأعلى للتعليم - وهو مؤسسة دستورية يستشار ويقوم بتقويمات في مشاريع الإصلاح المتعلقة بالتربية والتكوين - والتي خلصت إلى أن مستوى تحصيل التلاميذ في الإبتدائي والإعدادي، في مادتي الرياضيات والعربية في تراجع ملفت. فقد سجل التقرير أن ثلثي تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي مثلا، أي حوالي 60 في المائة يجدون صعوبات في إنجاز عمليات الجمع و الطرح و القسمة."هادشي غير تيقولو"أن الخوارزمي، الذي يعتبر من أبرز علماء العرب و العالم هو الذي ابتكر الصفر و جعله عددا مهما في العمليات الحسابية.و المشكل لم يقف عند هذا الحد، فهناك أيضا مشاكل في التعبير و الإنشاء و ضعف في المهارات القرائية. صحيح أن هناك ظروف سوسيو-اقتصادية قاسية لبعض الأسر، و لكن ليس إلى درجة لا يستطيع معها تلميذنا الجمع بين رقمين أو تركيب جملة و قراءتها قراءة صحيحة. فنحن أيضا جيل ستينيات و سبعينيات القرن الماضي درسنا في ظروف قاسية جدا، و بدون إمكانيات تقريبا، و لكن رغم ذلك " ماكناش كوسالا حتى لهاد الدرجة". "وامشينا بكري للصين لطلب العلم"