لايزال المغرب عموما يعاني من مشكل البطالة والتعطيل رغم الوعود التي بات العديد من المعطلين حاملي الشهادات الأساسية والعليا يحلمون بها وبتنفيذها من قبل الجهات المسؤولة ، هذا ولا يزال إقليمالناظور كغيره من الأقاليم والمدن موسوما بهذا المشكل المؤدي إلى احتقانات في نفوس الخريجين والمجازين ، وفي نفسية الشعب الغير النافع . وليس غريبا عنا كمغاربة ، كشعب بأصنافه وأشكاله ، ولا أقول أو أتحدث عن من هم في غنى عن سماع أصواتنا ، التي لم تعد قادرة على الخروج من حناجرها دون تبليلها بالماء ، ولا أتحدث عن من يشيحون بوجوههم أو باتجاهات قنواتهم عن تتبع أخبار أبنائهم من الطبقة الكادحة والراغبة في العيش الكريم ، بل أتحدث عن إخواننا الذين لا يبنون حواجز تعيق وصولنا إليهم ، ولا يستخدمون حراسا يدفعون بنا بعيدا عنهم ، ولا يبنون جدرانا طوبها التكبر وإسمنتها السمو والزهو .. وأسسها الزرواطة ! إخواننا الذين ما فتئوا يناضلون وسيظلونمناضلين في عيوننا وحتى في أذهاننا ، فكم من مناضل تمكنت منه الأيدي فهشمت عظامه و أظلمت حياته ! باسم الشعب ، باسم الأخوة ، باسم الوطنية ، باسم الحق في العيش الكريم ، باسم النضال ، باسم الشباب ، باسم المجازين والمعطلين والفقراء والمساكين ، باسم أصحاب السعادة المختلطة بالحزن ، باسم أصحاب النفوس الأبية التي لا تقبل إلا المطالبة بحقوقها التي من حقها ، والواجب على ولاة الأمور منحهم إياها ، باسم الامازيغ المهمشين أتحدث .. واتسائل : مالذي حققته دولتنا المحترمة لكل هؤلاء ؟ أين الوعود الموزعة عبر وسائل الإعلام ؟ أين الوظائف الشاغرة التي تنتظر في ردهات العمالات والبلديات وملفات الدواوين ؟ هل سننتظر لنسمع أخبارا بتولي " مواليها " كما نقول بالدرجة لها ؟ أسئلة ما فتأت تملأ أذهاننا وتدور في فلك خيالنا ، ومع ذلك لازلنا نحلم وسنظل نحلم . وبمناسبة الحديث ، فلا بد من هذه المقدمات التي أصبحت محفورة في ألسنتنا ، تنساب دون أن نضرب لها حسابا ، وتسبق تفكيرنا لتخرج ، فبسبب ما اجتمع في قلوبنا من آهات وتحسرات واحتقانات ، ورغم صمتنا ، فهي عنوان لكل موضوع عن البطالة والمعطلين ، فهل من قلوب تحن ، هل من عيون تدمع ، هل من أسماع تسمع ، هل من عقول تفقه ، أم سنظل مجرد جزء بعيد عن ما يسمى مغرب اليوم ، شعب منقسم إلى طبقتين ، مقهورين أعيانا استجداء الأكابر ، متسولين نطرق الأبواب الموصدة ، التي ملأها الصدأ ، فإلى من المشتكى ؟ أإلى مسئولين ، أم إلى عمال ، أم إلى وزراء ، أم ... طرقنا أبواب العمالة فردونا ، سألنا في البلدية أجابونا بأن وعود الوظيفة مجرد إشاعات ، أردنا التسجيل مع جمعية المعطلين فنصحونا بالتوجه إلى الأنابيك ونحن أصحاب إجازات وليس دبلومات !!! فهل نحن بحاجة إلى الجري وراء الجزرة المعلقة بالقصبة دون النيل منها ؟؟؟ فقط ليعتلي غيرنا ممن لا يصيحون ولا يضربون ولا يصرخون أماكن سبق أن خطط ليعتلوها ؟ فإلى حين كتابة هذه السطور أتذكر صرخة المرأة التي استنجدت بالمعتصم وأنجدها من الروم ، وهل بقي لنا أن نستنجد ونقول : واملكاه ، وا محمداه ! فلم يبق لنا سواك ، فأنت تعطي الأوامر ، وولاة أمورك يتدارسونها لأعوام ، ويفوتون نصفها لمن بطونهم جوعى للجشع والطمع ، وأنت تدشن ، والمسئولون يبنون فوق الرمال المتحركة ، وأنت تزور المدن ، والكبار يزوقونها ، ونحن نرى ونسمع ونعلم ، ولا نستطيع أن نتحدث ، ولا نستطيع أن نعبر ! ونستأنس بمثل عندنا توارثناه منذ أجيال : " ما شفت ما سمعت ما قلت " !!! فأين مغرب اليوم ، أين ديمقراطية الدولة ، أين مناصب الشاغرة التي وعدتمونا بها ، أين وأين ؟ فهل من داع لاستمرار احتقان الشعوب في زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟