محمدية بريس / لا أخفيكم أنني لست من المتحمسين للخطوط الملونة، سواء كان ذلك باللون الأحمر أو الأخضر، أو بأي لون آخر، ربما لأنني أعاني حاليا من مشكل طبي في عيناي. غم أن العلماء يجمعون على أن اللون الأخضر يجلب السرور للنفس، بل أكثر من ذلك فإن اللون الأخضر هو الذي يصف أهل الجنة وما يحيط بهم من نعيم في العديد من الآيات الكريمة "متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان" و"عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق". وربما لهذا الغرض وضعت وزارة العدل خارطة طريق لإصلاح القضاء في الندوة الصحفية التي عقدها وزير العدل بمقر وزارته في نهاية الأسبوع الماضي. والتي كشف فيها عن الخطوط العريضة لإصلاح قطاع العدل، الذي يحظى بإرادة ملكية واضحة عبر عنها جلالته في خطاب 20 غشت الماضي. من بين هذه الخطوط، الخط الأخضر الذي تستعد الوزارة الوصية لفتحه، لاستقبال تظلمات المواطنين ومعاناتهم داخل محاكم المملكة. الخط الأخضر-يقول وزير العدل -سيكون مفتوحا 24 ساعة على 24، لاستقبال شكاوى المتقاضين من مختلف مناطق البلاد، وكل مواطن له مشكل ما في محكمة مع موظف أو حتى مع قاضي، يمكنه الاتصال بهذا الرقم، والإبلاغ عن أي ابتزاز تعرض له، أو أي طلب للحصول على رشوة. إذن، من الآن فصاعدا، فإن القضاة الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام، أنهم سيدخلون النار، أي الذين يقضون على جهل، والذين يعلمون الحق ويقضون خلافه، سيفضحون هاتفيا عن طريق خط الرشوة، ويعاقبون في الدنيا قبل الآخرة. فللقاضي منصب عظيم في الدين والدنيا وعليه أن يحكم بما نزل الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). إبراهيم الشعبي e/mail:[email protected]