أفادت صحيفة إيفننغ ستاندارد الاثنين أن الزعيم الليبي معمر القذافي غادر العاصمة طرابلس إلى مدينة سبها في الصحراء الليبية، التي تعد قاعدة قوته القبلية، لاتخاذ الموقف الأخير مع تزايد الاحتجاجات ضد 41 عاماً من حكمه.ونسبت الصحيفة إلى مصدر لم تكشف عن هويته القول إن القذافي (69 عاماً) "شوهد بمطار معيتيقة في طرابلس، حيث أقلعت ثلاث طائرات وكان الزعيم الليبي على متن واحدة منها".واضاف المصدر "أن الطائرات الثلاث توجهت جنوباً باتجاه مدينة سبها، وهناك تقارير أيضاً عن قوافل مدرعة محملة بالامدادات والوثائق تتجه نحو سبها".واشارت الصحيفة إلى أن هذا التطور يأتي بعد ورود مزاعم عن وقوع مذبحة بين صفوف المتظاهرين بعد محاولتهم السيطرة على الساحة الخضراء في طرابلس.في وقت اكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء الاثنين في تصريح للتلفزيون الليبي الرسمي، ان العقيد الليبي معمر القذافي لا يزال في ليبيا، نافيا بذلك انباء ترددت عن مغادرته البلاد.في غضون ذلك اكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية الاثنين أن الوزارة لا تملك أي معلومات دقيقة ومحددة بأن العقيد معمر القذافي غادر ليبيا.ونُسب إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في وقت سابق قوله أمام صحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنه "رأى بعض المعلومات بأن العقيد القذافي غادر ليبيا وقد يكون في طريقه إلى فنزويلا". وقالت المتحدثة الاثنين "إن وزير الخارجية كان يشير إلى شائعات تداولتها وسائل اعلامية عن تقارير من مصادر محلية، ولكن ليس لدينا معلومات دقيقة ومحددة بأنه ترك ليبيا".
على صعيد آخر هرب احمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي معمر القذاقي، من العاصمة الليبية طرابلس ظهر الاثنين، ووصل القاهرة على متن طائرة خاصة. ورفض قذاف الدم، المبعوث الشخصي للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، لدى وصوله إلى صالة كبار الزوار بالمطار، التعليق على التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا. وقالت مصادر امنية بمطار القاهرة الدولي ان قذاف الدم وصل القاهرة برفقة وفد يضم خمسة أفراد.
أحمد قذاف الدم
وتولى قذاف الدم حتى وقت قريب مسؤولية تنسيق العلاقة بين ليبيا ومصر، وكان في الوقت نفسه يصنف ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين في النظام. ولد قذاف الدم عام 1952 في مصر لأب ليبي وأم مصرية. وتشير تقارير اخبارية عربية الى أن أخوال قذاف الدم موجودون في محافظة البحيرة، بدلتا النيل، وأنهم من قبائل أولاد علي التي تتمركز على الشريط الحدودي بين مصر وليبيا وتحمل الجنسيتين الليبية والمصرية. وتفيد التقارير بان قذاف الدم له دور في محاولة اخماد المظاهرات في منطقة بن غازي شرقي ليبيا، والتي عمت البلاد منذ 17 شباط/ فبراير مطالبة باسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.. ودعا نائب السفير الليبي في الأممالمتحدة إبراهيم الدبّاشي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى الاستسلام والمغادرة في أقرب وقت ممكن. وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية ان الدبّاشي قال لمراسلين في نيويورك ان على القذافي "أن يوقف قتل الشعب الليبي"، و"عليه أن يستسلم ويغادر البلاد في أقرب وقت ممكن". واتهم الدبّاشي القذافي بارتكاب "إبادة جماعية"، داعياً الأممالمتحدة المساعدة في حماية الليبيين وفرض منطقة حظر جوي لقطع الإمدادات العسكرية للنظام. وقال طياران ليبيان هبطا بطائرتيهما المقاتلتين في مالطا، انهما فرّا من ليبيا بعد أن تلقيا أوامر بقصف متظاهرين في بنغازي. وقالت وسائل إعلام في مالطا ان الطيارين أبلغا السلطات في مالطا أنهما تلقيا أوامر بقصف المتظاهرين في أنحاء بنغازي، ثاني أكبر مدن البلاد، التي سيطر عليها معارضو النظام. ورفض الطياران الأوامر وغادرا بطائرتيهما القاعدة القريبة من طرابلس متوجهين إلى مالطا، وهو ما يفسّر التسلح الكامل لطائرتيهما من طراز "ميراج" . وكانت المقاتلتان الليبيتان وصلتا بشكل غير متوقع إلى مالطا حيث طلبتا الهبوط الاضطراري ولإعادة التزوّد بالوقود. وكان الطياران قالا في البداية انهما فرّا من مدينة بنغازي خوفاً على حياتهما بعد تعرض قاعدتهما للنهب والتدمير من قبل متظاهرين. ويخضع الإثنان للتحقيق على يد السلطات المختصة. ووصلت المقاتلتان بعيد وصول مروحيتين مدنيتين إلى مطار مالطا الدولي بعد الظهر حاملتين سبعة أشخاص. وقالت مصادر مطّلعة ان المروحيتين "فرّتا من ليبيا من دون إذن رسمي" ولكنهما هبطتا في مالطا بشكل طبيعي.
الطائرات الليبية في مالطا
ويتم الآن احتجاز الأشخاص السبعة الذين لم يتم التأكد من جنسيتهم، والذين يحمل أحدهم جواز سفره فقط وهو فرنسي وهم محتجزون في المطار للتدقيق في هوياتهم والتحقيق معهم. وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية إن طائرات حربية هاجمت حشودا من المتظاهرين المناهضين للحكومة في العاصمة الليبية طرابلس اليوم الاثنين. وقال رجل ليبي يدعى سولا البلازي الذي قال انه معارض نشط للجزيرة عبر الهاتف ان طائرات القوات المسلحة الليبية قصفت "بعض المواقع في طرابلس". وقال انه يتحدث من احدى ضواحي طرابلس. ولم يتسن التحقق من التقرير على الفور من مصدر مستقل. وقالت محلل من مؤسسة كونترول ري *** للاستشارات التي تتخذ من لندن مقرا ان استخدام الطائرات الحربية ضد شعبه يشير الى ان نهاية معمر القذافي باتت وشيكة. وقالت جولين برانيس ديسي محللة شؤون الشرق الاوسط في كونترول ري *** "تبدو افعالا يائسة حقا واخيرة. اذا قصفت عاصمتك فمن الصعب حقا ان تستمر". واضافت "ولكنني اعتقد ان القذافي سيشعل فتيل قتال. اعتقد ان شائعات فراره إلى فنزويلا سيتضح انها بعيدة الاحتمال. هناك توقع بوقوع عنف خطير وصراع غير محدود في ليبيا اكثر من اي دولة اخرى بالمنطقة."