في منتصف السبعينيات، أقدم المجلس الجماعي ، على تفويت الملعب القروي لكرة القدم … إلى مكتب تافيلالت للاستثمار الفلاحي الجهوي … فعمل هذا الأخير بعيد ذلك ، على استغلال مساحته الرحبة ، لبناء مكاتب ومساكن إدارية ، ومستودعات للآلات والمعدات ، وخزائن للعلف والمبيدات، وحظيرة لثور التناسل… ثم شرعت مصلحة الإنبات والتشجير ، وشقيقتها في البيطرة، – حتى حدود التسعينيات – في تقديم الخدمات ، لسائر القرى والمداشروالمرتفعات… مما انعكس بشكل إيجابي ومثمر، على حياة المواطنين البسطاء، و شكل قفزة نوعية هامة ، في قطاع تربية الماشية والزراعة المعيشية ، الذي يعتبر المورد المحلي الًرئيسي، للرزق والعيش الكريم … غير أن الوزارة الوصية ، أمام تغول العولمة والخوصصة ، وما إلى ذلك من المستجدات الهدامة … قررت ترك الفلاح يواجه مصيره ، فقامت بترحيل موظفيها ، وبوضع حد لأنشطتها ، اللهم إذا استثنينا عمليات توزيع الشعير، من خلال التعاونيات ذات الصلة ، إضافة إلى الزيارة الأسبوعية اليتيمة، التي يقوم بها إطار بيطري، لمراقبة جودة اللحوم المستهلكة… المكاتب – إذن – فارغة تدمي الوجدان … ومساكن الأطر ، أضحت شاغرة، تنعق فيها الغربان … وثور النسل غاب ، وأصبح في خبر كان … والمستودعات تحولت إلى ملهى للحشرات والفئران … والأوبئة ما لبثت تهدد الزريبة، والخلية، والحقل ، والبستان … فهل سيفكر القطاع الحكومي الوصي، في العودة إلى البلدة، لتحقيق طموحات البدويين ، الذين لا حول لهم ولا قوة ؟؟ أم أن البنايات ستظل بمثابة مآثر، شاهدة على سياسة التبذير والإهدار؟؟؟ ملحوظة : المركز الفلاحي يستغله حاليا ، إطاران يعملان لحساب مؤسسة مالية تابعة للقطاع ، تعنى بالقروض الصغرى ، إضافة إلى موظف واحد من مصلحة المياه والغابات ….