بعد الغليان الشعبي الناتج عن لفظ حبلى ثانية أنفاسها الأخيرة، يوم الثلاثاء 23 فبراير 2016، فور نقلها، في ظروف لا إنسانية، الى المستشفى الجهوي للرشيدية، الذي يبعد بأزيد من 200 كيلومتر عن مركز إملشيل، لتفارق الحياة، لفظ مولود جديد أنفاسه الأخيرة، بعدما تم نقله من إملشيل إلى قرية أنفكو حيث يتواجد الفريق الطبي الميداني. يذكر أن السكان دخلوا في اعتصام مفتوح أمام المركز الصحي لإملشيل لتتسع رقعة الاحتجاج بعد إنضمام تلاميذ السلكين الثانوي والإعداديوقيام عدد من المهنيين والحرفيين بإغلاق محلاتهم التجارية، والانضمام للمحتجين ، حيث عاشت إميلشيل طيلة الايام الاخيرة على إيقاع إحتجاجانت غير مسبوقة بالمنطقة و مسيرات لعشرات النساء من «افراسكو»، «تاحيانت»، «تاسمرت» و»ايت يعقوب» بجماعتي أموكر واملشيل، (دائرة إملشيل) . وسرعان ما تطورت الأحداث إلى احتقان شعبي ضد تردي الأوضاع الصحية، حيث تعالت الأصوات المطالبة بحضور وزير الصحة للوقوف شخصيا عن كثب على معاناة المنطقة بسبب انعدام المعدات والأدوية الضرورية، وكذا غياب الطبيب الأخصائي في التوليد بالمركز الصحي، علما أن تعداد ساكنة المنطقة يتجاوز 25 ألف نسمة، ومن بين ما صدحت به حناجر المحتجين المطالبة أيضا برحيل المندوب الإقليمي للصحة بميدلت لاتهامه بتجميل الوضع الصحي المتخلف ببلدة إملشيل. إلى ذلك شدد عدد من الجمعويين المحليين على تمسكهم بحقهم في سلك كل ما يتطلبه الوضع من الأشكال الاحتجاجية الحضارية والسلمية حتى نيل الحق الكامل في الصحة، ووضع حد للمعاناة التي تتخبط فيها إملشيل وساكنتها، والتي لن تنتهي بوفاة الحوامل، ولا بالظواهر الصحية المرعبة التي أصابت المنطقة، مثل «الجمرة الخبيثة» و»السواح» وغيرها من الأمراض والأوبئة التي خرجت بشأنها الوزارة الوصية ومندوبيتها الإقليمية ببيانات وتطمينات تكتفي في كل مرة بطمأنة السكان على أساس أن هذه الوضعية أو تلك لا تدعو إلى القلق.