هي أيام قليلة تفصل إملشيل عن دورة جديدة من مهرجان موسيقى الأعالي الذي أصبح تقليدا سنويا في هذه الجماعة القروية، مهرجان دائما ما عودنا على استضافة فناني الأغاني الشعبية الأمازيغية في شتى دوراته هذا التواجد للأغنية الأمازيغية أو المغربية بشكل عام أعلن استحواذه على كافة فصول المهرجان فقط بداية من الدورة الماضية. فلنعد إلى دورات خلت حيث احتوى المهرجان على أسماء رنانة في الفن الأوروبي والعالمي في خطة سطحية تمت عنونتها بتشجيع السياحة في المنطقة ، دراسة فاشلة ساهمت في تدني مستوى الوافدين على المهرجان كل سنة مما أدى بمسؤولي المهرجان إلى تغيير الرؤية وتغليب الفن الأمازيغي وثراته على فقرات المهرجان في فرصة لتصحيح الوضع ومساعدة ثغرهم الكبير في استنزاف الثروات واثقال كاهل النفقات العمومية بما من شأنه أن يخلق الحدث في المنطقة لو استثمر فيما يخدم مصالحها فأعلنته مهرجانا للأمازيغ بعد كل هذا الحديث ، فلنتعمق في تاريخ المنطقة المظلم قبل الزيارة الملكية لها والتي تظمنت دورات عدة من هذا المهرجان لنسلط الضوء على المركز الأكثر حيوية في كل المجتمعات وهو المستشفى ، المستشفى المحلي لجماعة املشيل من أغرب المستشفيات طبيب دائم الغياب وندرة إن لم نقل انعدام معدات التطبيب بشكل كامل منه ،أغلب الولادات تتم بطريقة تقليدية أم في الطريق الفاصلة بين املشيل والراشيدية إن لم نقل أن أغلب الحالات الاستشفائية تنقل إلى تلك المدينة ، لنطرح سؤال جديدا ربما أكثر أهمية في مسلسل المعاناة المتعمدة على المنطقة ما نصيب شباب المنطقة من بلادهم ؟ ليكون الجواب بشكل مطلق لا شيء نعم لا شيء أنا ممن استضافتهم المنطقة مرات عدة وخلال فترات متفرقة ، لا ملاعب رياضية ، لا دور للشباب، لا أحداث وندوات شبابية تعنى بمشاكلهم واهتماماتهم ذنبهم الوحيد أنهم أبناء المنطقة ماذا قدمتم لهم ليعطوكم فسميتهم بأهل المغرب غير النافع ... من أواخر الاحداث بالمنطقة فيضانات ايحوضيين وما جاورها والتي عاينت نتائجها شخصيا ، جرفت السيول كل ما في طريقها من محاصيل ومنازل وماشية لنكون من جديد أمام عشرات العائلات المشردة والمهددة بالجوع بعدما كانت فلاحتهم سوى أمتار قليلة للمعيشة، من سيعوضهم ويعيلهم ؟ بعد كل ما تطرقنا إليه أليست المنطقة في شبه عزلة ؟ أليس لهم الحق في شبكة طرقية تربطهم بجيرانهم من المدن يسلكونها ليلا ونهارا بلا خوف من الحوادث والمطبات والمنعرجات الخطيرة ؟ في نهاية أسطري البسيطة هاته أود أن أشكر اللجنة المنظمة لمهرجان موسيقى الأعالي وعامل إقليم ميدلت شخصيا وأنوه بجهودهم الكبيرة في نشر قيم العهر والفسق والسكر بين شباب المنطقة، أشكر فيهم نظرتهم الثاقبة ورؤيتهم المستقبلية لحياة مرضى السكري من شباب وشيوخ وإهمالهم التام لهم، أشكر فيهم تشجيعهم للفن والموسيقى على شرف ومصالح العباد والبلاد. مهرجان موسيقى الأعالي تحت شعار: أرقص وغني واتركني أعاني