أكيد أننا حين نكتب عن أي وضع داخل هذا الإقليم الفتي، مهما كانت طبيعته زمانه أو مكانه، إنما نفعل ذلك من باب لفت انتباه من بيدهم سلطة التأثير قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بتغيير أوضاع الناس المتردية و السير بها قدما من سيء إلى حسن إلى أحسن، لا سيما إذا كان الأمر الذي نكتب حوله ملحا و مستعجلا. نود هذه المرة لفت عناية السادة المسؤولين المحترمين الأنيقين... إلى حال واحدة من المدارس الإبتدائية المهمشة و التي تأوي بين أحضانها البائسة الفقيرة عددا من أبناء الشعب المسكين، عل من يعنيهم الأمر يجدوا لها مكانا، ولو ضيقا، بين ثنايا مخططاتهم و برامجهم و استراتيجياتهم .... أتحدث هنا من مدرسة زايدة الإبتدائية. فبالرغم من توفر هذه المدرسة على إدارة تربوية و هيأة تدريس بتجربة مهمة و كفاءة عالية شهدت بها الأجيال المتتالية التي مرت من هذه المؤسسة و اعترفت بفضل رجال التربية و التعليم عليها، و هذا ليس غريبا على نساء و رجال أفنوا زهرة العمر في إخراج أعداد غفيرة من المتعلمين من ضيق الجهل إلى رحابة العلم و التعلم، إلا أن كل ذلك يقابله ضعف كبير على مستوى البنية التحتية . لعلم القارئ الكريم فمدرسة زايدة الإبتدائية، ذات المساحة التي تقارب 8000م مربع تم إحداثها سنة 1972 ببناء مفكك مهترئ، حيث لم تعرف أي إصلاح منذ هذا التاريخ، و كان من المفترض بحكم طبيعتها و قيمتها كفضاء لتربية و تعليم أطفال صغار، أن تحضى بأجمل مكان ببلدة زايدة المترامية الأطراف في كل الاتجاهات، إلا أنها لا تزال تقبع وسط ثكنة القوات المساعدة إلى حين. و موقعها هذا البعيد عن وسط البلدة يشكل إنهاكا كبيرا لكل التلاميذ خاصة أن معظمهم يأتي من دواوير تبعد من 3 إلى 5 كيلومترات. هذا و على طول الطريق المؤدية إلى المؤسسة، تزداد آلام و معاناة الصغار، مع انتشار الكلاب الضالة و الأشخاص المختلين عقليا. و ما يزيد الطين بلة أن المدرسة لا ترتبط بشبكة الماء الصالح للشرب...فكيف تُتصور حياة مدرسية سوية بدون ماء؟ وعن أي نظافة ستتحدث دروسنا و مقرراتنا؟ و إلى أي مراحيض سيتوجه أولادنا و بناتنا...؟ ضف إلى ذلك، وحسب ما تصرح به الساكنة، استثناء مدرسة زايدة من المشروع المقبل لتزويد البلدة بالمياه القادمة من سد الحسن الثاني بميدلت. و رغم زيارة جمعية آباء و أولياء تلاميذ المؤسسة لمصالح النيابة الإقليمية للتعليم لمحاولة حثها للتدخل من أجل إدراج المدرسة ضمن هذا المشروع، إلا أنها لم تجد في مخاطبها نفس الحماس الذي ينتابها، ليبقى شعور الإحباط و الحكرة لضياع حقوق الأبناء سيد الموقف. مدرسة زايدة زاد انفتاحها على المستوى المطلوب حتى أصبحت ملكا للجميع و معبرا للجميع، بشرا و حيوانات، و ذلك لانعدام سور يحفظ كرامتها و يصون هيبتها و يحمي تلامذتها. هذا طبعا ينضاف إلى انعدام عون و منظف بالمؤسسة. و أتساءل مثلكم عمن يقوم بكل هذه الأدوار؟ أقول : ماذا تجدي اللقاءات و الاجتماعات و المخططات و الاستراتيجيات و الشعارت ...... إن كان المسؤولون الأنيقون المحترمون....عاجزين تمام العجز عن توفير أبسط الحقوق و الاستجابة لأبسط المطالب.