إيكسان/ الناظور: عبد القادر كترة إيكسان بلدة مفجوعة تشيع ضحيتي المدرسة المنهارة إلى مثواهما الأخير مئات المدارس الآيلة للسقوط تهدد آلاف التلاميذ لم تكن جنازة عادية تلك التي شيعت طفلي بلدة إيكسان إلى مثواهما الخير ، فقد أصر سكان البلدة على ان تكون انطلاقة جنازة الطفلة زينب أمختاري أمس الأحد ( 11 يناير 2009) من مدرسة عمر بن عبدالعزيز ومن الفصل الذي انهار على جسد الطفلة وحوله إلى جثة هامدة، وكذلك كان مصير زميلها مصطفى بارودي الذي شيعت جنازته ببلدة حاسي بركان. وحده القدر كان بجانب باقي الصغار الذين لم يسلموا من الأذى واصيبوا إصابات متفاوتة الخطورة عندما انهار السقف يوم الخميس الماضي (8 يناير 2009). تشييع جنازة التلميذ مصطفى بارودي صباح يوم السبت 10 يناير الجاري ببلدة حاسي بركان مسقط رأسه على بعد حوالي 50 كلم من مدينة الناظور، كما شيعت جنازة التلميذة زينب أمختاري يوم الأحد 11 يناير الجاري ببلدة إيكسان على بعد حوالي 12 كلم من مدينة الناظور... لقد صمم سكان البلدة على انطلاقة جنازة الطفلة من مدرسة عمر بن عبدالعزيز المركزية التي هلكت فيها بمعية زميلها مصطفى بعد أن انهار على رؤوسهما ورؤوس 20 تلميذا من نفس الفصل سقف الحجرة التي كانت تؤويهم أثناء حصة دراسية في حدود الساعة التاسعة وخمسة عشر دقيقة من صباح يوم الخميس 8 يناير الجاري...ففي لحظة من اللحظات فلاش باك تحولت بلدة إيكسان إلى مأتم كبير من هول الفاجعة وعظم الخطب بعد أن شاع خبر انهيار السقف على فلذات أكبادهم الصغار الذين لا تتجاوز أعمار الثماني سنوات، وذاعت صورة ردمهم أحياء...هرع الآباء والأمهات والأولياء إلى المدرسة ليجدوا أجساد أطفالهم الصغيرة والفتية تحت أنقاض أطنان من الأتربة والقرمود والآجر...فمنهم من سقط على توه فاقدا وعيه ومنهم من أطلق صرخات وولولات الموت...كان محمد أشلحي أستاذ بمدرسة عمر بن عبدالعزيز يصف الواقعة بتأثر بليغ وأسى عميق وهو يتحدث عن الأطفال الذي ساهم في إنقاذهم "قمت بإنقاذ مجموعة من التلاميذ وبالنسبة لهؤلاء الضحايا زينب ومصطفى رحمهما الله فلو أتت الوقاية المدينة في وقتها المناسب لتم إنقاذهما...قمنا بما كان علينا القيام به لكن لم نكن نتوفر على طريقة للاسعاف لأننا نفتقدها بحيث لم نستفد من تداريب في ذلك...لكن حاول المعلمون وكل السكان إنقاذ الأطفال...". كانت أستاذة التعليم الابتدائي التي درست بنفس المؤسسة خلال التسعينيات تنظر إلى المدرسة المهترئة تارة وأخرى، إلى الأطفال "درست في هذه المدرسة وبالضبط داخل تلك الحجرة التي هوى سقفها سنة 1991، ورغم الشكايات منذ ذلك الزمان...المدرسة قديمة بحيث حتى والدتي تابعت دراستها هناك وهي مدرسة لثلاثة أجيال...كيفاش بغينا تكون هاذ المدرسة...". وكادت الحصيلة أن تكون أكبر توفيت الطفلة زينب وتوفي الطفل مصطفى وأصيب 13 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا إلى المستشفى الإقليميبالناظور لتلقي الإسعافات الأولية بعد ساعة من وصول سيارة الإسعاف الأولى إلى مسرح الفاجعة، حسب السكان شهود عيان. وقد تم تسريح 9 أطفال من المستشفى بعد زوال نفس اليوم في ما لا زال 5 منهم تحت المراقبة الطبية، بل منهم من خرجوا من المستشفى وأعادهم أولياء أمورهم لاستفحال حالتهم . كما سلمت وصفات طبية لأولياء آخرين لتوفير الدواء لأبنائهم المصابين،" كيف يعقل أن نشتري الأدوية لأبنائنا في حادثة لسنا مسؤولين عنها ، بل كان من المفروض أن تؤديها المصالح التي أخذت مبالغ التأمين في بداية السنة؟" يتساءل بعض الآباء وهم يقدمون الوصفات الطبية للأطفال ضحايا، "وها هم يجعلون من آبائهم ضحايا آخرين...". لقد أصبحت مدرسة عمر بن عبدالعزيز "مزارا" للعديد من المواطنين من الناظور ومن خارجه. فصباح يوم السبت تقاطرت على المدرسة ببلدة "إيسكان" مجموعة من الزائرات والزوار يستقبلهم بعض الأطفال/التلاميذ الناجين من الكارثة والموجودين في عطلة غير رسمية وغير محددة بحكم إغلاق المدرسة الآيل ما تبقى منها للسقوط ، يستقبلونهم أمام الباب الخارجي للمدرسة بالبسمة وبسرد الوقائع باللهجة الامازيغية...كما يقوم هؤلاء الزوار بالعروج على منزل الضحية الطفلة "زينب أمختاري" لتقديم العزاء للأسرة ومواساتها... بناية تاريخيةًًَ...َ يعود تأسيس مدرسة عمر بن عبدالعزيز إلى سنة 1950 بجماعة "إيكسان" الواقعة على الطريق الساحيلة على بعد حوالي 12 كلم من مدينة الناظور و5 لكم من مدينة "ازغنغان". هذه البلدة التي تحيل تسميتها إلى "الخيول" ("إييسان" أو تنطق "إيكسان" معرَّبة وهو جمع "إييس" الذي يعني بالأمازيغية الحصان أو الفرس) والتي يبلغ تعداد سكانها حسب إحصاء السكان والسكنى لشتنبر 2004 ما مجموع 9001 نسمة ل1744 أسرة بمعدل نمو سلبي بلغ 0.5 في المائة بعد أن فقد 501 من سكانه منذ 10 سنوات ليبقى النزيف مستمرا بحكم التهميش الذي طال البلدة والسكان الذين فضلوا الهجرة للعمل في إسبانيا أو خارج البلدة التي أصبحت من أفقر الجماعات بالإقليم رغم وجود "قصور فخمة" بها لمسؤولين إقليميين بحيث تفتقد إلى البنية التحتية وإلى الماء ومرافق صحية واجتماعية..."نضطر كلنا إلى جلب الماء عبر صهاريج المياه، وكنا نوفر الماء للمدرسة لمدة ثلاث سنوات خلت " يؤكد رئيس جمعية إيكسان للتنمية والبيئة .لقد زاد الوضعية تأزما بعد إغلاق منجم الحديد "سيف الريف" خلال الثمانينات والذي كان يوفر آلاف مناصب الشغل للساكنة. وكانت المؤسسة التعليمية تخضع خلال الدراسة إلى إصلاحات قصد تأهيلها في إطار البرنامج الاستعجالي. كانت البناية في أول الأمر كنيسة بحكم أنه كان هناك المستعمرون الأسبان ولم تستفد منذ ذلاك الحين من أي برنامج إصلاحي حسب النائب الإقليمي وهو ما أكده كذلك سمان البلدة..."إلا أنه وفي إطار البرنامج الاستعجالي استفادت من اعتماد قدره 20 مليون سنتيم لإصلاح مدخل المدرسة فقط، ولم تكن الحجرات المدرسية معنية بهذه الإصلاحات..." يصرح للجريدة يوسف العياشي النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور، ويستطرد موضحا " وبما أن مدخل المدرسة له خصوصيات حيث إنه مبني بالقرمود وأمام إلحاح العديد من المتخلين لاحترام معمار هذه المدرسة المعلمة فقد تأخر الإصلاح مقارنة مع المشاريع الأخرى وعددها 12 المبرمجة التي تم إنجازها...". لقد كادت أن تكون الحصيلة أكبر لولا الألطاف اللاهية ولو اخترقت أطنان الأتربة والقرمود أرضية الحجرة التي هي بمثابة سقف لحجرة سفلية بعد أن تقعرت وتجوفت بفعل قوة الانهيار وثقل السقف، بحيث يوجد تحت الحجرة قبو يستعمل كروض للأطفال يأوي 30 طفلا بالتعليم الأولي من أصل 131 تلميذا مجموع تلاميذ المدرسة يؤطرهم 6 أساتذة منهم أستاذتين لجميع المستويات إضافة إلى مدير المدرسة وحارسها. وتؤكد جميع الروايات على أن أسباب انهيار سقف الحجرة هو وضع كميات كبيرة من القرمود على سطح الحجرة ليلة الفاجعة من طرف العمال بهدف تحضيره للاشتغال به على سطح مجاور في اليوم الموالي وهو الأمر الذي لم يطق حمله السقف الذي انهار على رؤوس الأطفال الصغار... "لقد سبق أن نبهت النقابة الوطنية للتعليم فدش المسؤولين على قطاع التربية والتعليم أكثر مرة حول طبيعة الصفقة المبرمة مع المقاول ولامبالاة المسؤولين خاصة مصلحة البنايات المشرفة المباشرة على الأشغال وطالبنا بتكوين لجنة لمراقبة هذه الصفقة..."يقول الحسن نبيل الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم فدش وعضو المجلس الوطني للفيديرالية الديمقراطية للشغل ثم يضيف قائلا "قمنا بمعاينة المدرسة بعد ذلك واعتبرنا المشهد لا يطاق ثم حذرنا في رسالة موجهة لمصلحة البنايات بالنيابة، لن هذا النوع من الأشغال غير شرعي لعدة اعتبارات منها إسناد الأشغال لعامل بسيط واعدم تواجد المقاول...كما كان المقاول يشتري القرمود القديم من بعض الأهالي بالمنطقة وقمنا بتنبيه النائب الإقليمي...إضافة إلى الأدوات المستعملة فهي جد بسيطة وتنعدم فيها الوقاية، زد على ذلك اشتغاله فوق رؤوس التلاميذ.. ". ويستمر الخطر... تعتبر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الناظور من أكبر النيابات في المغرب حيث تتوفر على 190 مدرسة ابتدائية و560 فرعية و38 إعدادية و22 ثانوية تأهيلية. وقد تم إحصاء جميع المؤسسات التعليمية وتم تسجيل تواريخ تأسيسها الذي يعود إلى فترة الأربعينيات والخمسينيات ولوحظ أن كل هذه بنايات مهترئة إما من المفكك أو من الصلب الذي أصبح متجاوزا ومنها مدرسة عمر بن عبدالعزيز الذي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1950 . وتضررت 97 مؤسسة تعليمية بشكل جزئي أو كلي نتيجة الفيضانات التي عرفتها المنطقة جراء الأمطار الطوفانية، وتمثلت طبيعة الأضرار في تهدم الأسوار والأسقف وشقوق على مستوى جدران الأقسام وانهيار حجرات دراسية، كما قدرت الخسائر المادية بأكثر من 4 ملايير من السنتيمات وتوصلت النيابة ب%50 من هذه الاعتمادات وهي بصدد إعداد الصفقات. ومن جهته أكد شكيب الخياري رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان على أن ما وقع بإيكسان كان منتظرا على اعتبار مشاهدته للغش في أحدث البنيات التحتية الحديثة فبالأحرى المدارس المتواجدة بالعالم القروي"والأمر لا يخص فقط إيكسان بل هو ملحوظ في مجموعة من المناطق القروية على مستوى إقليمالناظور، فهناك مدراس دمرتها الفيضانات وهناك أخرى انهارت بدونها لكن واقعة إيكسان أثارت الانتباه لأنه أوقعت قتلى..." وأضاف انه من بين الأسباب التي ساهمت في ذلك التلاعبات في اقتناء القرمود الذي شراؤه من الأهالي ب4 أو 5 دراهم للوحدة من القرمود القديم المستعمل بدل 45 درهم للواحدة الجديدة، ويأتون بنساء من الموقف ليغسلوه ويمسحوه ويقدموه على أساس أنه جديد، ليتم تركيبه من جديد، "وهذا يعبر على أن المسؤولين لا نية لهم في الإصلاح رغم الشكايات الموجهة لهم، ومسؤولية نيابة التعليم مباشرة في هذه الواقعة وسنرى إن كانت دولتنا ديمقراطية إذا كانت هناك متابعة". وفور تلقي النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليمالناظورالخبر ، انتقل على عين المكان طاقم نيابي على رأسه النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية إلى عين المكان بعد إشعار كل من مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية وأكاديمية الجهة الشرقية ومصالح وزارة التربية الوطنية. وعامل إقليمالناظور بتفقد منطقة الكارثة مرفوقا بمندوب وزير الصحة بالإقليم. وغداة الفاجعة قام أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية مرفوقا بمدير أكاديمية الجهة الشرقية والنائب الإقليمي بزيارة للبلدة ولأولياء التلاميذ ضحايا انهيار سقف المدرسة وقدم تعازيه لأسرتي الطفلين الهالكين ، كما قام بزيارة المصابين بالمستشفى الإقليميبالناظور. لقد التزم وزير التربية الوطنية أمام السكان خلال زيارته لبلدة إيسكان وأسر التلاميذ غداة الحادثة بتعيين مكتب دراسات محايد لإجراء خبرة قصد تحديد الأسباب والمسؤوليات. كما أصدر قراره بإغلاق المدرسة إلى حين إعادة بنائها من جديد، ثم ضمان تمدرس التلاميذ عبر حلول ظرفية مع ضمان النقل المدرسي لهم... من المسؤول عن الكارثة؟ ومن جهته حمَّل الشابي التهامي رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ لمدرسة عمر بن عبدالعزيز بجماعة إيكسان مسؤولية ووالد إحدى التلميذات بنفس الفصل، ما وقع للمقاول الذي لم يستطع توفير مهندس للأشغال ومراقب لها إضافة إلى ضعف أدوات وآليات الاشتغال بحيث ترك العمال يشتغلون لوحدهم. كما آخذ مصلحة البنايات بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور لعدم دعوة جمعية الآباء لحضور فتح الأظرفة الخاصة بالصفقة وتوضيح مسؤولية الجمعية في ذلك وهي التي كانت دائما تنبه إلى خطورة بناية المؤسسة المهترئة على التلاميذ الذين يقصدونها. ومن جهة أخرى، ذكر رئيس الجمعية بالمراسلات التي وجهت منذ سنوات إلى مصالح النيابة منها مراسلة حول طلب إصلاح مدرسة عمر بن عبدالعزيز مسجلة تحت رقم 725 بتاريخ 12/09/2002 وتم التوصل برد موقع من طرف النائب الإقليمي بنعمرو الهوبة، ومراسلة من المدير مسجلة تحت رقم 1021 بتاريخ 22/01/2001 في نفس الموضوع ، وأخرى من مدير المدرسة مسجلة تحت رقم 620 خلال شهر نونبر 1998 توصل برد في موقع من النائب الإقليمي مصطفى المدني. ونفى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية أن يكون قد توصل بمراسلة في الموضوع من أي طرف كان. وأوضح أن الأشغال بدأت في شهر غشت الماضي إلا أنها تأخرت لصعوبة إيجاد القرمود المطابق لشكل هذه البناية التي عرفها إقليمالناظور بالإضافة على الفيضانات التي عرفها إقليمالناظور والتي تسببت في وقف الأشغال. وحدد النائب الإقليمي عدم توقيف الدراسة بالمدرسة خلال الأشغال في سببين أولهما أن الحجرات الدراسية لم تكن معنية بالإصلاحات وتوجد خلف ورش الإصلاح، وثانيا خلال الزيارات التي قام بها إلى المؤسسة أكد له المدير والأساتذة ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ أن الدراسة تتم بشكل عادي. أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم - فدش- خلال اجتماع طارئ عقده يوم الخميس 08 يناير 2008 لتدارس تداعيات هذه الفاجعة التي تعد سابقة من نوعها في تاريخ الحوادث المدرسية بالإقليم ، وسجل في البيان عدم اكتراث المسؤولين بالإقليم للصرخات المتتالية التي طالما فجرتها النقابة الوطنية للتعليم سواء من خلال اللقاءات المتعددة مع المسؤولين أو البيانات الصادرة عن الجهاز الإقليمي, أو مختلف وسائل الإعلام بخصوص الوضع الكارثي للمؤسسة المنكوبة.واعتبر البيان الذي توصلت الأحداث المغربية بنسخة منه أن ما حدث للمؤسسة كان نتيجة حتمية لطبيعة الأشغال المغشوشة بهذه المؤسسة والتي كانت موضوع استنكار وشجب من طرف المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم من خلال تقرير مفصل معزز بالصور، وطالب بفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذه الفاجعة. وقام أسر الضحايا وبعض الجمعيات الحقوقية بوقفة احتجاجية أمام مقر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية يوم الجمعة 09 يناير 2009 ابتداء مكن الساعة العاشرة، طالبوا فيها بمحاكمة جميع المسؤولين على هذه الكارثة كما تم تشكيل تنسيقية للدفاع عن الضحايا ومن أجل متابعة مسار هذه القضية. ومن المنتظر أن يقوم الأهالي مساندين بجمعيات مدنية وحقوقية بوقفات احتجاجية أخرى بساحة مدرسة عمر بن عبدالعزيز المركزية مسرح الفاجعة وأمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية... وكان المواطنون الزائرون للمدرسة التي أصبحت "تحفة" تاريخية، أرَّخت للاستعمار الاسباني حينما كانت كنيسة في النصف الثاني من القرن الماضي من الألفية الثانية وها هي تؤرخ لبلد إيكسان بعد أن تحولت لمقبرة لأطفالها في العشرية الأولى من الألفية الثالثة. كان أغلب الزوار يشدون على رؤوسهم ويضعون أيديهم على قلوبهم لهول الفاجعة بعد أن لاحظوا أين كان الأطفال يلتجؤون للدراسة في حجر مهترئة آيلة للسقوط وسط الأشغال القائمة، بل لم تتماسك بعض النساء من البكاء، فيما تملَّك البعض الرعب من ولوج المكان والسير على أرضية الحجرة التي هي سقف قبو الروض من شدة الاهتزاز واحتمال انهياره في أي لحظة من اللحظات...كانت والدة الطفلة الضحية زينب أمختاري وشقيقتها وأقاربها يتلقون التعازي ومواساتها، كانت الأسرة مستسلمة لقضاء الله راضية بقدره مرديين "هاذاك أمر الله ، ما عندنا ما نديروا...".