بعد يومين من منع نصب خيمة معتصمهم من طرف قائد قيادة وافلا خرج سكان آيت عياش، خصوصا الشباب، في ما يشبه خطوة تصعيدية يوم أمس الجمعة 28 فبراير لمواصلة نضالهم من أجل المطالبة بوقف جريمة الترامي على أراضي الجموع و نهبها بدون وجه حق. بدوار بوعمامة، و في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، بدأ المحتجون في التجمع حيث عمدوا إلى نصب خيمة قالوا بأنها ستمثل مكانا قارا لمعتصمهم و منطلقا لنضالهم والتعريف بقضيتهم، في هذه اللحظة بالذات حاول قائد قيادة وافلا التدخل دون إقامة الخيمة حسب ما تلقاه من تعليمات، على حد قوله، إلا أن عموم المحتجين الذين يقدر عددهم بحوالي ثلاثمائة فرد أصروا على بنائها دون اكتراث بكلام القائد، مما اضطر الأخير إلى الاتصال بالقوات العمومية التي حضرت إلى مكان الاعتصام بعد وقت ليس باليسير، و طالبت بضرورة إنزال الخيمة بل استعدت لذلك حيث كانت قاب قوسين أو أدنى من التدخل لهدمها و ذلك وفق ما لديها من تعليمات، لتتراجع بعد أن أخذت وعدا من بعض من كانوا في حوار مع رجال السلطة أن الخيمة سيتم إنزالها رغم رفض شباب المنطقة. بحضور القوات العمومية تباينت آراء المحتجين بين من يقول بأن الرسالة وصلت إلى من يهمهم الأمر و بالتالي يجب هدم الخيمة و إنهاء هذه المحطة النضالية و الاستعداد لما هو قادم، و بين أصوات، و هي تردد شعارات حماسية، اختارت التصعيد و الإبقاء على الخيمة حتى استرداد الحقوق من الناهبين مؤكدين أن التصعيد هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ المرمى و إنهاء المشكل الذي أرق جميع السكان لما يزيد عن عقدين من الزمن. وسط جلبة أخذ و رد و تجاذب دام لوقت ليس بالطويل بين الطرفين قرر عموم المحتجين أن معركتهم النضالية تعتبر ناجحة، و أمهلوا من يملك قرار البث في مشكلهم ثلاثة أيام لإيجاد حل لمعاناتهم مع ناهبي أراضيهم والضرب بالنار و الحديد على يد كل من سولت له نفسه التطاول و لو على شبر من أراضي الجموع. بهذا تكون الساكنة بآيت عياش حسب ما أدلى به عزيز أحد شباب المنطقة " قد نفضت من على ظهرها و نفسيتها و تاريخها.. شوطا من الظلم و الحكرة و الإحساس بالعبودية، على أمل المضي قدما و شجاعة نحو تحقيق الكرامة و الحرية."