القصة ببساطة مزرية تحكي عن المذكرة الوزارية رقم 176 الصادرة بتاريخ 12 نونبر 2010، والتي أكد بمصداقيتها السيد محمد الوفا ،وفق جدول حصص الأساتذة الرسميين الموقعة من طرف مديري و مفتشي المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة ميدلت و التي حددها المرسوم الوزاري رقم 02/05/2012: 30ساعة بالنسبة لتعليم الإبتدائي أسبوعيا،24ساعة بالنسبة لتعليم الثانوي الإعدادي. 21ساعة بالنسبة لتعليم الثانوي التأهيلي والتي تم اختزالها في ثمانية ساعات أسبوعيا دون موجب حق أو تبرير يقبله المنطق البشري. اشتغل الأساتذة أكثر من فصلين دراسيين ولليوم لم يتم إنصافهم بإعطائهم مستحقاتهم المادية و لا تسوية وضعيتهم الإدارية، في الحين الذي تقبع فيه عدد من الصفوف الدراسة بدون أساتذة للعديد من المواد، لا تزال الوقفات الاحتجاجية مستمرة لأزيد من شهرين ونصف فمنهم من دخل في إضراب عن الطعام، ومنهم من نفد زاده ليخرج كل ممتلاكته ليبيعها، نعم الأساتذة اليوم يعرضون ملابسهم للبيع فكم من فرد فيهم جاء من منطقة بعيدة ليطالب بحقه وأمام هذا التنكر الذي يزيد عصيانا مع امتداد الزمن نفد الزاد والمال، فهل بربكم هكذا يعامل من يحمل علما ويعطيه لأبناء بلده، هل هذا جزاء طلب العلم؟ ونحن من نشتكي من سوء ورداءة التعليم في بلادنا، كيف يمكن للعقول البشرية أن تسلم لضمائرها ونحن على ما نحن عليه اليوم، كل شيء يبدأ بالتعليم فإن استطعنا أن نصلح حال حملته ربحنا جيلا ناضجا واعيا ومثقفا. وإن بقينا على ما نحن عليه، فحتى أبناؤنا لن يرغبوا بالتحصيل الدراسي، فالمدرسة أمام أعينهم أصبحت تساوي البطالة وهضم الحقوق والتجاهل ،لأن الشريحة الغالبة في المجتمع ترى الأمور كما هي عليه مشقية فتؤثر في نفسية الأجيال الصاعدة. ربما الحس الشاعري في أثر في نفسيتي لكني أنا أيضا عايشت التجربة، درست لعام كامل، دون الحصول على أجر، ولم أحاول أن أتوقف بمنتصف الدورة الثانية كي أطالب بتسديد أجري كما نصحني بعض الأصدقاء، فقط لأني لم أرد أن أضيع التلاميذ في دراستهم يكفي أن أضحي أنا ولا أضحي ب 200 تلميذ أو أكثر. ترانا كبش فداء هذا الزمن؟ هو حال العلماء على مر الدهور، لكننا لم نبلغ بعد مراتبهم نبقى من صفوة البشر العاديين ولنا الحق في نيل مستحقاتنا المادية والمعنوية، واسترداد كرامة الأستاذ، وإصلاح التعليم الذي به فقط سنضمن جيلا مثقفا ناجحا واعيا بمسؤولياته ، واجباته وحقوقه. بقلم:خديجة عماري