إذا كان الليل يعني للكثير من الناس فرصة للراحة من صخب الحياة و تعبها، و يعني لآخرين زمنا حيويا للسكون و التفكر و التأمل، فهو في زايدة موعد مع الظلام الدامس و السواد الحالك. يستغرب العديد من المواطنين مع إسدال الليل أستاره على بلدتهم المنسية ظلمة الأزقة و "الشارع الرئيس".. و هم يكابدون مشقة الوصول إلى منازلهم بدون إنارة عمومية اللهم إنارة السيارات و مصابيح الدكاكين و المقاهي و المحلات التجارية الخاصة مشكورين على هذه الخدمة المجانية. فلولا هؤلاء المحسنين لأصبح الكل "ينطح" الكل. فالسكان يِؤدون الضرائب تلو الضرائب على حساب قوتهم و معيشتهم دون أن يروا أثر ذلك حتى على أبسط حقوقهم. "ما قدوش فيل زادوه فيلة". البلدة، وعلى القرب من عمالة ميدلت، غارقة في أزبالها و جفاف مياهها الملوثة أصلا، و سوء تدبير مركز حيوي يعج بالمارة و المسافرين على طريق وطنية تعرف بارتفاع منسوب حركيتها. كل هذا ينضاف إليه ظلام ليلها الطويل البارد، ظلام يثير في نفوس ساكنتها خوفا و هلعا من كل ما يمكن أن يهدد أمنها و اطمئنانها. كان من المفروض أن يمثل مركز زايدة مدخلا مشرفا لإقليم فتي قد يغري بالاكتشاف و الزيارة و أن يحظى باهتمام خاص نظافة و خدمة و رونقا و مرافق توفر المزيد من الراحة لمن يعبره شمالا و جنوبا، شرقا و غربا، لكن للأسف عودنا المسؤولون أن المصالح الخاصة تكتسي أهمية أولية على المصالح العامة و أن زايدة ستظل غارقة في تلوثها و جفافها و....و ليلها حتى حين. و كل ليل و أنتم...........................