كثيرا ما نقرأ في ثنايا المجلات والجرائد عن مراكز ثقافية ومكتبات تفتخر بها مدن في أصقاع عديدة من العالم , بل أنه من العيب عدم وجود مأوى ثقافي سواء لطلاب البلاد أو للزائر الذي يتعطش لمعرفة خصوصيات المدينة .. كثيرا أيضا ما يتم الحديث عن الثقافة لكن الخطاب يظل عقيما وحبيس الكراسي والمنصات .. فلا أثر لذلك على أرض الواقع .. اللهم من تقهقر وتراجع بل وإعدام في بعض الأحيان للشأن الثقافي من خلال بعض القرارات التي يروح ضحيتها الفكر الوطني المستلب من جهات خارجية . قد يٌعاب علينا عدم توفير المراكز الثقافية للباحثين .. وقد يٌشار إلينا بعدم فتح دور للمطالعة ... بل قد يستغرب القاصد لعاصمة الإقليم من افتقار هذه الأخيرة لمكتبة ولو تكون بسيطة . كثرا كذلك ما نفتخر بتاريخنا وتبجيل أيامه الحافلة , فقد مر على المركز الثقافي بميدلت أعوام من الازدهار حيث كانت جنباته بالأمس القريب تعيش على ديدن العلم, من إقبال على الكتاب و اجتماع على المطالعة والنقاش الفكري الجاد ..لكن هيهات , كان أيضا بهذه المدينة الأمازيغية مركز طارق بن زياد للدراسات والابحاث , والذي قام بدور طلائعي في أيام دراسية كان يعقدها ... هو الأخر لم يٌكمل العقد من الزمان حتى أضحى في خبر كان حين تم ترحيله لمدينة الراشيدية وكأن ميدلت لا تستحق أن يكون على ترابها مثل هاته المعالم الوطنية . شاءت الأقدار أن يتم إفراغ المركز الثقافي من محتوياته بهدف الترميم والإصلاح لكن وكما ذكرنا آنفا فالقرار يظل عقيما وحبيس الكراسي واللقاءات ... مرت سنة على الشروع المرتجل في تأهيل المركز الثقافي .. سنة من طمس المعالم وطلل المركز يرثي حاله وتعانق ظلاله المارين بجانبه متذكرين تارة أيامه العلمية وغير مبالين تارة آخرى بوضعه لما يعيشونه من تطبيع مع واقعه المحزن . كيف يا ترى يتم تمرير الصفقات مع العلم أن أولى معاول الهدم شرعت أشهرا قبل المصادقة على ميزانية التأهيل ؟ ألا يفكر القائمون على المدينة في فكر أبنائهم ومستقبل وطنهم بإغلاق المركز وتعثر أشغاله ؟ ألا يعلم القائمون ما للمراكز الثقافية من دور بالغ في تكوين الناشئة ومستقبل الوطن ؟ أليسوا هم أولى بالمراكز للتثقيف وتجاوز هذه المعضلة التي لا تحس بها أدمغتهم وعقولهم ؟