بنخضراء: إصلاح مدونة الأسرة خطوة حاسمة لتعزيز الحقوق وتحقيق التوازن الأسري    قناة ريال مدريد تنتقد التحكيم بعد ديربي العاصمة أمام أتلتيكو    الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام    نفاق دبلوماسية النظام الجزائري في تحركاته تجاه دمشق.. للتاريخ ذاكرة لا تنسى أبدا !    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة 20).. المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه اتحاد تواركة (1-1)    البطولة الوطنية.. أولمبيك آسفي يتعادل مع ضيفه الدفاع الحسني الجديدي (0-0)    إطلاق نار في مواجهة الأمن.. تفكيك شبكة إجرامية وحجز أسلحة ومخدرات    مؤسسة مغربية تفوز بجائزة حمدان – الإيسيسكو للتطوع في تطوير المنشآت التربوية في العالم الإسلامي    موظفو وزارة العدل يتهمون مسؤولين إداريين بممارسة التهديد والتخويف ضد المضربين    المغرب يقرر الاستعانة بممرضات مصريات للعمل في مستشفيات المملكة    نقابة تستنكر "تزييف أرقام الإضراب"    عبد الكريم.. قصة شاب توفي بالسرطان بسبب الإهمال في مستشفى مليلية تشعل غضب مسلمي الثغر المحتل    الزمالك يتعاقد رسميا مع المغربي صلاح الدين مصدق    رجاء بني ملال يستعيد صدارة القسم الثاني بانتصار ثمين على أولمبيك الدشيرة    مجموعة أكديطال توضح: لا اتفاقيات لاستقدام ممرضين أجانب وأولوية التوظيف للكفاءات المغربية    الوكالة الوطنية للمياه والغابات توضح: حجز ببغاوات بشفشاون تم وفق القانون وبإشراف النيابة العامة    طنجة تستعد لمونديال 2030: تنظيم جديد لمواقف السيارات مع إلغاء "الصابو" واعتماد تعريفة رمزية    انعقادالجلسة الأولى من دورة فبراير لمجلس جماعة العرائش    طنجة..كتاب جديد يعيد ملف الاختفاء القسري إلى الواجهة بالمغرب بعد عقدين من تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة    أطباق شهية في السينما والمسرح والأدب والموسيقى والإقامة الفنية ومحترفات الرقص والسيرك    مولاي رشيد يترأس حفل تسليم جوائز الحسن الثاني وكأس للا مريم للغولف    أسبوع إيجابي في بورصة البيضاء    العثور على جثة شابة مقيدة في مجرى مائي في ليلستاد الهولندية    أكادير: تدشين وحدات الدراجات الهوائية لتعزيز الأمن السياحي وتأمين الشريط الساحلي    أفراح ترافق تحرر معتقلين فلسطينيين    مظاهرات بألمانيا ضد أحزاب اليمين    قناة "إم بي سي 5" تميط اللثام عن خريطة برامج متنوعة خلال رمضان    مزاد علني ينجح في بيع كمان نادر ب11,3 ملايين دولار    العشابي يستبدل "فاصل ونواصل"    السفير الصيني في زيارة إلى تارودانت وأكادير.. لتعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين الصين والمغرب    المغرب والعراق يؤكدان رفض مخطط تهجير الفلسطينيين وتجديد دعم وحدة المملكة    "فحوص بوحمرون" تسجل إصابات مؤكدة في 11 مؤسسة تعليمية بطنجة    القوات المسلحة الملكية تشارك في معرض أليوتيس 2025 تعزيزًا للابتكار والاستدامة في قطاع الصيد    مدينة طنجة تسجل أعلى مقاييس التساقطات المطرية    العراق تشيد بجهود الملك محمد السادس في دعم القضية الفلسطينية    دي بروين ينقذ مانشستر سيتي من "مفاجأة كبيرة"    فرنسا ترحل المهاجرين المغاربة غير الشرعيين    مبادرة تشريعية تروم اعتماد أسماء الأدوية العلمية بدل التجارية لإنهاء أزمة انقطاعها    هيئة النزاهة تدعو إلى ملاءمة قانون المسطرة الجنائية مع المتطلبات الإجرائية لمكافحة جرائم الفساد    خبراء يحذرون من مخاطر سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية    باريس سان جيرمان يمدد عقده مدربه إنريكي إلى غاية 2027    الإنفلونزا الشتوية تودي بحياة 13 ألف شخص وتغلق المدارس بأمريكا    أزيد من 55 ألف منصب شغل مرتقب في جهة سوس باستثمار يبلغ 44 مليار درهم    انتشال ثاني جثة بسبتة خلال فبراير الجاري والسابعة منذ مطلع سنة 2025    فاس: لحسن السعدي يزور عددا من المشاريع المنجزة في مجال الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني    الصين: انطلاق دورة الألعاب الآسيوية الشتوية بهاربين    أحلام ترامب بنقل سكان غزة إلى المغرب    لقاء بالبيضاء يتناول كفاح آيت إيدر    موريتانيا تمنح للسائقين المغاربة تأشيرة دخول متعددة صالحة لثلاثة أشهر    قمة عربية أو عربية إسلامية عاجلة!    انتفاضة الثقافة    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    كاني ويست يعلن إصابته بمرض التوحد    وزارة الصحة تؤكد تعليق العمل بإلزامية لقاح الحمى الشوكية بالنسبة للمعتمرين    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقسيم الطبقي للمجتمع كموضوع للشعر الأمازيغي بالأطلس الكبير الشرقي.‎
نشر في بوابة إقليم ميدلت يوم 22 - 07 - 2013

يعد الشعر من أقدم وأعرق الفنون التي أبدع فيها الانسان الأمازيغي عبر
القرون والاجيال ؛وهو من أكثر الأجناس الأدبية المتداولة داخل الأوساط
الأمازيغية سواء في العصور القديمة او الحديثة؛ويتسم بالطابع الشفهي حيث
يأخذه الخلف عن السلف الى ان تم تدوين الكثير منه خلال العقود الأخيرة
والفضل في ذلك يعود الى بعض الجمعيات الثقافية الجادة في هذا المجال؛كما
يرتبط الصنف الأدبي السالف الذكر بالغناء أساسا اما جماعيا عبر الرقصات
الفلكلورية التي تسمى محليا أحيدوس او فرديا ،او عبر المجموعات الغنائية
باستعما ل بعض الآلات الموسيقية مثل الدفوف ،الكمان ؛الكنبري او الناي
وغيرها .
ويمكن التمييز بين ثلاثة اصناف مختلفة من حيث الشكل اوالبناء النحوي
المتعلق بالأبيات الشعرية الأمازيغية والتي تشكل اصناف هذا الفن الأدبي
العريق:
1. izlane أو tiwane:وهي عبارة عن أبيات شعرية تتكون من شطرين كما هو
الشأن بالنسبة لأبيات القصيدة العربية وغالبا ماتكون على شكل ألغاز لها
معنى سطحي منطوق وغير مقصود وآخر باطني يفهم من خلال السياق العام
للابيات ويعد بمثابة المغزى العام للبيت وسيتضح ذلك أكثرعند تحليل بعض
الابيات النموذجية في هذا المضما
2. tamawaite:تتسم ببناء تركيبي خاص يميزها عن باقي الأجناس الأصناف
الشعرية حيث لاتضم شطرين وانما هي عبارة عن مقطع شعري يردده فرد واحد
اثناء الغناء والتلحين ويتطلب حنجرة ذهبية والنساء هن البارعات في غناء
هذا الفن الشعري الجميل ؛وغالبا ما مايطرب به في الخلاء الموحش بين الربى
والبراري مما يعطيه نكهة جاصة والأصل في التسمية المتعلقة بهذا الفن
لاتخرج عن هذا النطاق فكلمة "اوي"تعني المرافقة والمصاحبة والمؤانسة حيث
ان ترديد هذا اللون من الشعر يحعل المسافر في المخارم والفجج والراعي فوق
الربى والنساء اثناء الحصاد وغيره من الأشغال الفلاحية لايحسون بالغربة
والوحشة رغم خلاء المكان في الغابات والأدغال .
3. tamdyazteاوtayffarte: عبارة عن قصيدة موزونة من ابداع وانتاج امدياز
او الشاعر ويسمى محليا الشيخ او انشاد ويتم القائها في المناسبات
والحفلات من طرف مجموعة مكونة من ثلاثة اشخاص (الشيخ واردادن) وقديما حيث
الشاعر هو الناطق الرسمي بالقبيلة يتم اضافة بوغانيم الى المجموعة وتقوم
الفرقةبجولات في القصور نهاية الصيف وبداية الخريف موسم الأعراس بعد جمع
المحاصيل الزراعية وهي من العوائد السائرة في طريق الزوال وعلى جميع
المعنيين والمهتمين بهذا الارث العمل على احياء هذا التراث الذي يشكل
شاهذا تاريخيا حافلا بالرموز والدلالات تؤكد غناء الثقافة الأمازيغية
وتميزها . وتكون القصيدة احادية اومتعددة المواضيع وذات مقدمة دينية في
الغالب.
يعد الاطلس الكبير الشرقي من بين المناطق الأمازيغية التي تزخر بالشعر
والشعراء قديما وحديثا والذاكرة المحلية تحتفظ بأسماء نابغة في الشعر
ونظم القريض من بينها الشيخ الحسين اوزهرة جد المرحوم موحى الزهراوي الذي
التحق بربه خلال الشهور الاخيرة ثم الشاعر اوقربا وبولمان اوبراهيم
والشيخ علي الحمري شاعر ايت موسى اوحدو واللائحة طويلة .دون نسيان
الشعراء الذين هم على قيد الحياة ونتمنى لهم العمر المديد وعلى رأسهم
الشاعر زايد اوزري (لوسيور) والشيخ حمو اوخلا وموحى اكوراي وغيرهم.كما
نجد بعض القرى مشهورة ومعروفة بنظم الشعر من صنف ازلان مثل ايت عمرو ن
أونفكو وسكان تعرعارت .
بعد التعريف البسيط بالأجناس الشعرية المعروفة عند أمازيغ الأطلس الكبير
الشرقي سوف ننتقل الى صلب الموضوع المتعلق بوعي الشاعر والانسان
الأمازيغي عامة بالمنطقة بالتفاوتات الطبقية داخل المجتمع وتناولها كأحد
المواضيع الشعرية.
لايقتصر الشعر الأمازيغي على مواضيع الحب والشوق واللوعة والصبابة
والهيام وغيرها من المواضيع المتعلقة بالغزل والنسيب كما يعتقد البعض؛
وانما تتعدد وتتنوع المواضيع التي يغوض فيها الشاعر الأمازيغي عامة
وشعراء الأطلس الكبير الشرقي بصفة خاصة اذ ان المتأمل لما قيل ونظم من
ابيات وقصائد شعرية ييتضح بالواضح والملموس ان شعراء المنطقة مواكبين
لجميع المستجدات والأحداث المحلية والوطنية والعالمية .ولهم مواقف متميزة
تجاه كل القضايا الوجودية ومايحبل به الواقع و المعيش اليومي للانسان
بالمنطقة المعنية من معاناة التهمش والعزلة والفقرلهذا فان الشعر بالاطلس
الكبير الشرقي يتناول عدة مواضيع تشمل الميادين السياسية والفلسفية
والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .
وفي هذه المساهمة المتواضعة سوف نحاول قدر الامكان ابراز ذلك من خلال بعض
الابيات المنتقاة من الذاكرة الشفاهية للمنطقة والتي تجعل من من التقسيم
الطبقي للمجتمع المغربي كموضوع ومضمون الكثير من الأبيات المتداولة محليا
وجهويا .
يعتبر الشاعر قديما لسان القبيلة ومرآة تعكس اوضاعها وحضارتها و
طبيعةالذهنية الجماعية والوضع السوسيولوجي للجماعة التي ينتمي اليها
؛واليوم يعد بمثابة شاهد عيان على الواقع الاجتماعي والمحيط البيئي الذي
يعيش فيه. حيث نجد ان الشعر يشكل نافذة نظل من خلالها على الأوضاع العامة
للمجتمع باعتباره يهدف نحو ابراز وتجسيد المعاناة اليومية للانسان من
الاقراح والأفراح والأحزان وصياغتها على شكل قوالب شعرية فنية من حيث
البنية اللغوية وملغزة بدقة الوصف ومعبرة من حيث المضمون وبشكل جلي عن
الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للانسان الشعبي البسيط الكادح مما يؤكد
احساس الشاعر الأمازيغي بالاطلس الكبير الشرقي بالميز الطبقي والحيف
الاجتماعي والغبن اليومي الناتج عن الصراع الطبقي القائم داخل المجتمع
المغربي وذلك رغم الأمية وبساطة التكوين لكن الواقع المعيش بكل تناقضاته
الأساسية منها اختلاف درجة الاستفادة من الثروة الوطنية وحتى التي تنتجها
الارض التي تدخل فى الاطار الجغرافي للمنطقة وتكريس تلك الكلمة
الاستعمارية الممقوتة "المغرب النافع " والمغرب الغير النافع".كل ذلك
ساهم وبشكل قوي في تكوين وعي حسي لدي الانسان الامازيغي بعدم نيل نصيبه
بالمنطقة من البنيات التحتية وكل المشاريع التنموية ويظهر ذلك واضحا من
خلال بعض الأبيات النموذجية بعد تعريبها رغم أن الترجمة خيانة كما يقال
؛وسنحاول قدر المستطاع تقريب المغزى العام للأبيات لأن ترجمة النصوص
مبنية على قوانين وأسس ومناهج ولايتقنها الا المختصين لدرايتهم
بقواعدها.وسنعمل على تقريب المضمون للذين لايفهمون الأمازيغية.وذلك
باظهار المغزي بشكل نثري.وليس على شكل أبيات
قال احدهم:yan onsri ague tgname aya ait taddarte ake ==cha lane sane
iktife amata inssa g iwri
تعريب البيت:
في الحجرة الواحدة رقدتم ياأهل الدار القلة تنعم فوق الزرابي والأرائك
والأغلبية الساحقة تفترش الثرى .
هذا البيت يجسد انعدام المساواة داخل المجتمع المغربي والذي عبر عنه
الشاعر ب"انصري" وتعني محليا البيت المختص للضيوف (الصالون)وتدارت التي
تعني المنزل كناية عن الوطن رغم أن الجميع أبناء وطن واحد فالبعض هو
الذي ينعم في الزرابي رمز الترف والثراء والغنى الفاحش؛ والسواد الأعظم
من الشعب تنام بدون أفرشة ولا غطاء ومباشرة فوف أرضية الحجرة تعبيرا عن
الكدح والفقر المدقع ؛انها صورة واضحة لواقع الصراع الطبقي منبع كل
الأزمات الاجتماعية ؛التي تبين شعور الشاعر الأمازيغي بالغبن والظلم
الناتجة عن ضيق العيش وكل مظاهر الحرمان والاضطهاد.
وفي بيت آخر قال احد الشعراء :
Tiwide atignoute aman ar nigue n lbhre==tzaide amane khfe wamane inghe
fade almou.
تعريب البيت:تهاطلت الأمطار فوق البحار والمزارع تعيش تحت وطأة القحط والجفاف.
يجسد هذا البيت سياسة معروفة في المغرب تتجلى في اغناء الغني وتفقير
الفقير.فالأمطار تسقط بغزارة فوق البحار التي لاتحتاج اليها وفي غنى عنها
لتبقى اليابسة بما تحتوي عليه من كائنات حية ومزارع وغابات وأشجار تحت
ظروف مناخية قاسية سمتها الجفاف والقحط الأبدي .انها صورة حية وموجزة
لتفاوت الفرص بين الطبقات الاجتماعية حيث سيادة اقتصاد الريع وامتيازات
متعددة من تفويت الأراضي والمقالع الرملية ورخص الصيد في أعالي البحار
التي تمنيعد الشعر من أقدم وأعرق الفنون التي أبدع فيها الانسان الأمازيغي عبر
القرون والاجيال ؛وهو من أكثر الأجناس الأدبية المتداولة داخل الأوساط
الأمازيغية سواء في العصور القديمة او الحديثة؛ويتسم بالطابع الشفهي حيث
يأخذه الخلف عن السلف الى ان تم تدوين الكثير منه خلال العقود الأخيرة
والفضل في ذلك يعود الى بعض الجمعيات الثقافية الجادة في هذا المجال؛كما
يرتبط الصنف الأدبي السالف الذكر بالغناء أساسا اما جماعيا عبر الرقصات
الفلكلورية التي تسمى محليا أحيدوس او فرديا ،او عبر المجموعات الغنائية
باستعما ل بعض الآلات الموسيقية مثل الدفوف ،الكمان ؛الكنبري او الناي
وغيرها .
ويمكن التمييز بين ثلاثة اصناف مختلفة من حيث الشكل اوالبناء النحوي
المتعلق بالأبيات الشعرية الأمازيغية والتي تشكل اصناف هذا الفن الأدبي
العريق:
1. izlane أو tiwane:وهي عبارة عن أبيات شعرية تتكون من شطرين كما هو
الشأن بالنسبة لأبيات القصيدة العربية وغالبا ماتكون على شكل ألغاز لها
معنى سطحي منطوق وغير مقصود وآخر باطني يفهم من خلال السياق العام
للابيات ويعد بمثابة المغزى العام للبيت وسيتضح ذلك أكثرعند تحليل بعض
الابيات النموذجية في هذا المضما
2. tamawaite:تتسم ببناء تركيبي خاص يميزها عن باقي الأجناس الأصناف
الشعرية حيث لاتضم شطرين وانما هي عبارة عن مقطع شعري يردده فرد واحد
اثناء الغناء والتلحين ويتطلب حنجرة ذهبية والنساء هن البارعات في غناء
هذا الفن الشعري الجميل ؛وغالبا ما مايطرب به في الخلاء الموحش بين الربى
والبراري مما يعطيه نكهة جاصة والأصل في التسمية المتعلقة بهذا الفن
لاتخرج عن هذا النطاق فكلمة "اوي"تعني المرافقة والمصاحبة والمؤانسة حيث
ان ترديد هذا اللون من الشعر يحعل المسافر في المخارم والفجج والراعي فوق
الربى والنساء اثناء الحصاد وغيره من الأشغال الفلاحية لايحسون بالغربة
والوحشة رغم خلاء المكان في الغابات والأدغال .
3. tamdyazteاوtayffarte: عبارة عن قصيدة موزونة من ابداع وانتاج امدياز
او الشاعر ويسمى محليا الشيخ او انشاد ويتم القائها في المناسبات
والحفلات من طرف مجموعة مكونة من ثلاثة اشخاص (الشيخ واردادن) وقديما حيث
الشاعر هو الناطق الرسمي بالقبيلة يتم اضافة بوغانيم الى المجموعة وتقوم
الفرقةبجولات في القصور نهاية الصيف وبداية الخريف موسم الأعراس بعد جمع
المحاصيل الزراعية وهي من العوائد السائرة في طريق الزوال وعلى جميع
المعنيين والمهتمين بهذا الارث العمل على احياء هذا التراث الذي يشكل
شاهذا تاريخيا حافلا بالرموز والدلالات تؤكد غناء الثقافة الأمازيغية
وتميزها . وتكون القصيدة احادية اومتعددة المواضيع وذات مقدمة دينية في
الغالب.
يعد الاطلس الكبير الشرقي من بين المناطق الأمازيغية التي تزخر بالشعر
والشعراء قديما وحديثا والذاكرة المحلية تحتفظ بأسماء نابغة في الشعر
ونظم القريض من بينها الشيخ الحسين اوزهرة جد المرحوم موحى الزهراوي الذي
التحق بربه خلال الشهور الاخيرة ثم الشاعر اوقربا وبولمان اوبراهيم
والشيخ علي الحمري شاعر ايت موسى اوحدو واللائحة طويلة .دون نسيان
الشعراء الذين هم على قيد الحياة ونتمنى لهم العمر المديد وعلى رأسهم
الشاعر زايد اوزري (لوسيور) والشيخ حمو اوخلا وموحى اكوراي وغيرهم.كما
نجد بعض القرى مشهورة ومعروفة بنظم الشعر من صنف ازلان مثل ايت عمرو ن
أونفكو وسكان تعرعارت .
بعد التعريف البسيط بالأجناس الشعرية المعروفة عند أمازيغ الأطلس الكبير
الشرقي سوف ننتقل الى صلب الموضوع المتعلق بوعي الشاعر والانسان
الأمازيغي عامة بالمنطقة بالتفاوتات الطبقية داخل المجتمع وتناولها كأحد
المواضيع الشعرية.
لايقتصر الشعر الأمازيغي على مواضيع الحب والشوق واللوعة والصبابة
والهيام وغيرها من المواضيع المتعلقة بالغزل والنسيب كما يعتقد البعض؛
وانما تتعدد وتتنوع المواضيع التي يغوض فيها الشاعر الأمازيغي عامة
وشعراء الأطلس الكبير الشرقي بصفة خاصة اذ ان المتأمل لما قيل ونظم من
ابيات وقصائد شعرية ييتضح بالواضح والملموس ان شعراء المنطقة مواكبين
لجميع المستجدات والأحداث المحلية والوطنية والعالمية .ولهم مواقف متميزة
تجاه كل القضايا الوجودية ومايحبل به الواقع و المعيش اليومي للانسان
بالمنطقة المعنية من معاناة التهمش والعزلة والفقرلهذا فان الشعر بالاطلس
الكبير الشرقي يتناول عدة مواضيع تشمل الميادين السياسية والفلسفية
والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .
وفي هذه المساهمة المتواضعة سوف نحاول قدر الامكان ابراز ذلك من خلال بعض
الابيات المنتقاة من الذاكرة الشفاهية للمنطقة والتي تجعل من من التقسيم
الطبقي للمجتمع المغربي كموضوع ومضمون الكثير من الأبيات المتداولة محليا
وجهويا .
يعتبر الشاعر قديما لسان القبيلة ومرآة تعكس اوضاعها وحضارتها و
طبيعةالذهنية الجماعية والوضع السوسيولوجي للجماعة التي ينتمي اليها
؛واليوم يعد بمثابة شاهد عيان على الواقع الاجتماعي والمحيط البيئي الذي
يعيش فيه. حيث نجد ان الشعر يشكل نافذة نظل من خلالها على الأوضاع العامة
للمجتمع باعتباره يهدف نحو ابراز وتجسيد المعاناة اليومية للانسان من
الاقراح والأفراح والأحزان وصياغتها على شكل قوالب شعرية فنية من حيث
البنية اللغوية وملغزة بدقة الوصف ومعبرة من حيث المضمون وبشكل جلي عن
الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للانسان الشعبي البسيط الكادح مما يؤكد
احساس الشاعر الأمازيغي بالاطلس الكبير الشرقي بالميز الطبقي والحيف
الاجتماعي والغبن اليومي الناتج عن الصراع الطبقي القائم داخل المجتمع
المغربي وذلك رغم الأمية وبساطة التكوين لكن الواقع المعيش بكل تناقضاته
الأساسية منها اختلاف درجة الاستفادة من الثروة الوطنية وحتى التي تنتجها
الارض التي تدخل فى الاطار الجغرافي للمنطقة وتكريس تلك الكلمة
الاستعمارية الممقوتة "المغرب النافع " والمغرب الغير النافع".كل ذلك
ساهم وبشكل قوي في تكوين وعي حسي لدي الانسان الامازيغي بعدم نيل نصيبه
بالمنطقة من البنيات التحتية وكل المشاريع التنموية ويظهر ذلك واضحا من
خلال بعض الأبيات النموذجية بعد تعريبها رغم أن الترجمة خيانة كما يقال
؛وسنحاول قدر المستطاع تقريب المغزى العام للأبيات لأن ترجمة النصوص
مبنية على قوانين وأسس ومناهج ولايتقنها الا المختصين لدرايتهم
بقواعدها.وسنعمل على تقريب المضمون للذين لايفهمون الأمازيغية.وذلك
باظهار المغزي بشكل نثري.وليس على شكل أبيات
قال احدهم:yan onsri ague tgname aya ait taddarte ake ==cha lane sane
iktife amata inssa g iwri
تعريب البيت:
في الحجرة الواحدة رقدتم ياأهل الدار القلة تنعم فوق الزرابي والأرائك
والأغلبية الساحقة تفترش الثرى .
هذا البيت يجسد انعدام المساواة داخل المجتمع المغربي والذي عبر عنه
الشاعر ب"انصري" وتعني محليا البيت المختص للضيوف (الصالون)وتدارت التي
تعني المنزل كناية عن الوطن رغم أن الجميع أبناء وطن واحد فالبعض هو
الذي ينعم في الزرابي رمز الترف والثراء والغنى الفاحش؛ والسواد الأعظم
من الشعب تنام بدون أفرشة ولا غطاء ومباشرة فوف أرضية الحجرة تعبيرا عن
الكدح والفقر المدقع ؛انها صورة واضحة لواقع الصراع الطبقي منبع كل
الأزمات الاجتماعية ؛التي تبين شعور الشاعر الأمازيغي بالغبن والظلم
الناتجة عن ضيق العيش وكل مظاهر الحرمان والاضطهاد.
وفي بيت آخر قال احد الشعراء :
Tiwide atignoute aman ar nigue n lbhre==tzaide amane khfe wamane inghe
fade almou.
تعريب البيت:تهاطلت الأمطار فوق البحار والمزارع تعيش تحت وطأة القحط والجفاف.
يجسد هذا البيت سياسة معروفة في المغرب تتجلى في اغناء الغني وتفقير
الفقير.فالأمطار تسقط بغزارة فوق البحار التي لاتحتاج اليها وفي غنى عنها
لتبقى اليابسة بما تحتوي عليه من كائنات حية ومزارع وغابات وأشجار تحت
ظروف مناخية قاسية سمتها الجفاف والقحط الأبدي .انها صورة حية وموجزة
لتفاوت الفرص بين الطبقات الاجتماعية حيث سيادة اقتصاد الريع وامتيازات
متعددة من تفويت الأراضي والمقالع الرملية ورخص الصيد في أعالي البحار
التي تمنح لنخبة من الأغنياء وذوي النفوذ من عالية القوم بينما الجماهير
الشعبية تعيش في بطالة أبدية.
وهناك الكثير من الأبيات الشعرية التي تسير في نفس الاتجاه وتؤكد الاحساس
والشعور العام لدى ساكنة الاطلس الكبير الشرقي باالتفاوتات الاجتماعية
واختلاف الأوضاع الاقتصادية بين الجهات .وسنكتفي بهذا القدر لأن المكان
لايتسع للمزيد ؛وقد ارتأينا من خلال هذه المساهمة المتواضعة استفزاز ذوي
الاختصاص للقيام بالبحوث المتعلقة بالشعر الأمازيغي بالأطلس الكبير
الشرقي الذي يعد حقلا خصبا لاعتمادة مادة أساسية للكثير من الدراسات
الاجتماعية والتاريخية والأدبية .والخلاصة العامة التي ينبغي تأكيدها كون
الشعر الأمازيغي بالمنطقة قد عالج مجموعة من القضايا وتناول الكثير من
الأغراض منها التقسيم الطبقي للمجتمع ومخطيء من اعتقد بأن الشعر
الأمازيغي يقتصر على مواضيع العشق والهيام.
عدي الراضي.ح لنخبة من الأغنياء وذوي النفوذ من عالية القوم بينما الجماهير
الشعبية تعيش في بطالة أبدية.
وهناك الكثير من الأبيات الشعرية التي تسير في نفس الاتجاه وتؤكد الاحساس
والشعور العام لدى ساكنة الاطلس الكبير الشرقي باالتفاوتات الاجتماعية
واختلاف الأوضاع الاقتصادية بين الجهات .وسنكتفي بهذا القدر لأن المكان
لايتسع للمزيد ؛وقد ارتأينا من خلال هذه المساهمة المتواضعة استفزاز ذوي
الاختصاص للقيام بالبحوث المتعلقة بالشعر الأمازيغي بالأطلس الكبير
الشرقي الذي يعد حقلا خصبا لاعتمادة مادة أساسية للكثير من الدراسات
الاجتماعية والتاريخية والأدبية .والخلاصة العامة التي ينبغي تأكيدها كون
الشعر الأمازيغي بالمنطقة قد عالج مجموعة من القضايا وتناول الكثير من
الأغراض منها التقسيم الطبقي للمجتمع ومخطيء من اعتقد بأن الشعر
الأمازيغي يقتصر على مواضيع العشق والهيام.
عدي الراضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.