لن يخالفني الكثير عن هذا العنوان الذي ارتأيت أن أعبر به عن حقيقة القروض الربوية التي سادت المعمور، ولازالت تنتشر و تتفاقم بكل الأساليب بغية تحقيق أهداف أسمى لدى الطبقات السائدة عالميا أو بالأحرى الشرذمة التي تقود السفينة الغارقة لامحالة في أعماق البحار الوسخة و الملوثة... صحيح أن الكثير يلتجئ إلى هذا الحل من أجل حل مشاكله المتواصلة اعتقادا منه و تثمينا للإغراءات و العروض الشيطانية التي تبثها الشركات و الأبناك الربوية ..ولكن الحقيقة هي عكس ذلك ، بعدما يجد المرء أنه غارق في مستنقع القروض الهالكة ، لتنضاف مشاكل الديون المتراكمة لمشاكل متطلبات الحياة. ولعل المرء العاقل إذا تدبر ما آلت إليه الإنسانية من أزمات إجتماعية و اقتصادية ، سيفطن لأمر قروض الهلاك الربوية المحرمة ، لأنها في الأصل تتسلق بالغني الدرجات العالية و تزيد في إفقار الفقير. ولكل واحد منا أن يتدبر ما يلي : قال تعالى: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون [البقرة:275-281].