لاتزال رياح الربيع العربي تعصف يٌمنة ويٌسرى على شواطئ الدول العربية مٌرسية في بعضها وباحثة عن سبيل لذلك في أخرى , وكما هو عصف الرياح تتحرك الشعوب وتنتفض عن بكرة أبيها آملة في بزوغ فجر الحرية والكرامة ... فجر تٌدفن معه رواسب الظلم وتودع إلى مثواه الأخير مظاهر الفساد والاستبداد . طالت المعاناة وامتدت معها أٌفول الاعتداء لكن الحالة تلك كان مستحيل أن تظل دوما وأبدا مهما طال الزمان , فما كمان للشعوب إلا أن عبرت عن اختيارها وقالت كلمتها وها هي تتشرف لمٌستقبل زاهر في بلدان عديدة ... إلا أنها في أخرى لا تزال تتجرع مرارة الديكتاتورية السحيقة هناك مثلا في بلاد الشام تقتات على ركام العمران وأعمدة الدخان بسبب الهجمات التي شنها ولايزال هولاكو دمشق مع زبانيته على من هم أبناء جلدته ... تعالت الصيحات لنٌصرة الشعب السوري وعٌقدت اللقاءات والقمم والاجتماعات لكنها لاتترنح عن التنديد بشتى اللغات المٌفتقرة إلى الخطاب العملي والواقعي ... تحركت الشعوب مرة أخرى من أجل سورية لكنها هاته المرة إعلاميا , فرأينا صورا وتعاليق وكتابات للشباب على المواقع الاجتماعية , بل هناك من ذهب لإنشاء صفحات خاصة ومدونات للتعبير عن التضامن , فذاك ما يستطيع المرئ فعله إزاء هذا الواقع المرير وهي أشكال من نٌصرة القضية . ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحرك فيها شباب العالم للالتحام مع قضايا الأمم ولو بالدعاء ورفع يافطات المٌؤازرة إعلاميا فقد شاهدنا ذلك في العراق وأفغانستان وبورما والصومال وغيرها من بلاد المقهورة ... وتبقى فلسطين أم القضايا حاضرة دوما في القلوب قبل العيون رغم التغييب المٌمنهج من لدن جهات خارجية . جميل أن نٌعلن التضامن الكامل مع تلك الشعوب وجميل كذلك أن نٌناصر من هم أقرب فأقرب إلينا في الوطن المغربي الغالي , فلنا قضايا ومشاكل لا يجب أن نتجاهلها خاصة وأن من يٌعاني هم أهالي وأقارب لنا ... وهي مشاكل تتأرجح بين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ... فلا لغض الطرف عنها خاصة وأن زمن الحرية قد بزغ نجمه وعهد التغيير قد طلع فجره .ولننطلق من إقليمنا العتيد "ميدلت " , حيث لا يٌنكر كل غيور عنه أنه تكبد مرارة الهٌجران والتخلف لسنوات عدة بدأت تتلاشى في السنين الأخيرة خاصة بعد توالي الزيارات الملكية السامية له. إننا في حاجة إلى تنسيقيات وتكثيف للجهود كما نفعل مع باقي الشعوب في نٌصرة قضاياها لنٌصرة الإقليم للمطالبة بالمزيد من الاهتمام والرعاية التنموية – لخفض فاتورة الكهرباء في شهور الشتاء الباردة – لخفض أثمنة الحطب – لاستثمار خيرات الإقليم المعدنية – لفك العزلة عن المداشر البعيدة – لتعبيد الطرق وتقريب الادارة – لتمدرس التلاميذ في ظروف ملائمة – للقطيعة مع مظاهر الرشوة والزبونية في طلبات العروض – لمٌراقبة مشاريع التهيئة – لقطع الطريق أمام فاقدي الضمير والمٌتلاعبين بمصير البلاد والعباد ...