بقراءات شعرية ومعزوفات موسيقية, انطلقت اليوم الجمعة بالرباط الدورة الثالثة للقاء الدولي للشعراء المغاربة والأوروبيين الذي تنظمه جمعية رحاب الثقافة, على مدى يومين, وذلك تحت شعار “الشعر, نشيد السلام والتشارك”. وتضمن برنامج اليوم الأول من اللقاء, الذي احتضنته دار حكم بالمدينة العتيقة بحضور ثلة من الشعراء من المغرب وإسبانيا وسويسرا, قراءات شعرية باللغة العربية للشاعر المغربي عبد الهادي السعيد الذي أنشد ثلاث قصائد شدت الجمهور الحاضر إلى عالمه الشعري الجميل. ثم أنشد الشاعر السويسري برينو ميرسيي قصائد باللغة الفرنسية من ديوانه (فلسطين-المغرب) تلتها قراءة باللغة العربية لترجمة لقصائد هذا الديوان, الذي صدر عن منشورات “كراس المتوحد” بمراكش , وذلك في إطار إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009. والشاعر ميرسيي, الذي ازداد بأورليان عام 1957, هو أحد الوجوه البارزة في الأدب السويسري المعاصر, وهو شاعر ملتزم, يسعى من خلال شعره إلى “مفاجأة الوجه الخفي للناس والأشياء”, ويعتبر “الموسيقى والتشكيل من المصادر الأساسية” لإلهامه الشعري. واختتم اللقاء بمقاطع من فن الملحون أدتها جمعية تبحث في التراث المغربي الأصيل, وسبق أن أنجزت ثلاثة مجلدات تحتوي على ثروات من هذا الفن يعود بعضها إلى أربعة قرون وطبعتها أكاديمية المملكة المغربية تحت إشراف الأستاذ عباس الجراري. وكان اللقاء افتتح بعرض للإعلامية ليلى الشافعي في موضوع “الشعر في المغرب, غنى رمزي للسلام والتشارك” تناول محطات الشعر المغربي المعاصر بمختلف أشكاله التعبيرية واللغوية (القصيدة العربية والأمازيغية والحسانية والزجلية ...). وأبرزت المتدخلة, بهذه المناسبة, التراكم الذي حققه الشعر المغربي المعاصر وما يتميز به من غنى من خلال إعطاء لمحة عن هذا الجنس الأدبي, مبرزة ما يتميز به من تعدد الرؤى بفضل انفتاحه على مرجعيات عربية أو أوربية. وسيعرف اليوم الثاني من اللقاء, الذي سينظم بالمكتبة الوطنية للمملكة, جلسة حول “الشعر, حوار الثقافات” يشارك فيها ضيفا الشرف الشاعران كوريدور ماطيوس (إسبانيا) وبرونو ميرسيي, تليها قراءات شعرية حول موضوع السلام والحوار تنشطها الشاعرة والمخرجة المسرحية المغربية يامينة بنعبو (رئيسة “الصداقات الشعرية والأدبية في المغرب” ورئيسة تحرير المجلة الشعرية “لاغورا”). يذكر بأن اللقاء الدولي الثالث للشعراء المغاربة والأوروبيين ينظم بشراكة مع وزارة الثقافة, والمكتبة الوطنية للمملكة, وجمعية الشعراء الفرنسيين بباريس , ومعهد ثيربانتيس – الرباط, والصداقات الشعرية والأدبية في المغرب وهامبرا إيفينتس.