أسدل مساء أمس الأحد الستار بمكناس على فعاليات ملتقى الشروق العربي الثامن للمبدعين الذي احتضنته على مدى ثلاثة أيام رحاب الخزانة الوسائطية بالمركب الثقافي الفقيه محمد المنوني، وذلك تحت شعار "مستقبل الإبداع الشعري". وقد ساهمت في فعاليات هذا الموعد الشعري الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، وتتبناه جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة سنويا في سبيل تشجيع الإبداع وتكريس فضاء للحوار الشعري، نخبة من الأصوات من مختلف مناطق المغرب ومن المملكة العربية السعودية. واستمتع الجمهور، الذي حج بكثافة إلى فضاء الخزانة بالمديرية الجهوية للثقافة التي ساهمت في تنظيم الملتقى، بقراءات شعرية لصوت من القصر الكبير، وآخر من تيفلت وثالث من قلب الجنوب المغربي بطاطا، وآخر من وجدة وصوت من الرباط فيما حمل آخر عبق الجزيرة العربية، فكانت هذه اللقاءات فضاء لكل هذه المواهب الشعرية التي جاءت من جميع جهات المغرب والتي وجدت لنفسها مكانا في المشهد الشعري. وتغنى الشعراء محمد البلبال، وعبد الرزاق ستيتو ومسلك ميمون ومليكة معطاوي، ومليكة صيراري، ومحمد الإمام ماء العينين ومنى بنحدو، وعبد السلام مصباح، وحسن بن عزيز بوشو وكريمة دالياس، وفؤاد أفراس، وزينب القرقوري وخليفة بباهواري ثم عبد الرحمان الغامدي من السعودية وغيرهم كثير، بقصائد تقاطعت مواضيعها والتقت في مصب الإبداع. وشارك ضمن هذه الكوكبة الشاعر المغربي رشيد الخديري من طاطا، الذي فاز مؤخرا بالجائزة الخاصة لديوان الفصحى التي أقامتها اللجنة المنظمة لفعاليات ملتقى قصيدة النثر في دورته الثالثة بالقاهرة، عن ديوانه "خارج التعاليم ملهاة الكائن" وهو من الشعراء الذين آمنوا بآفاق قصيدة النثر واختياراتها الجمالية. وأكدت هذه الجلسات الشعرية أن القرض سيظل ذلك التراث العربي الذي لا ينضب معينه، وذلك الإبداع الذي يوسم حياتنا بنكهة خاصة إلى الأبد، وضمير الإنسانية ومددا من الآمال والأحلام. ولم يقتصر هذا الملتقى على القراءات الشعرية بل امتد برنامجه إلى فضاء النقاش والحوار حول سؤال انتظارات الشعر من شعراء المرحلة ومستقبل الشعر، وراهنية القصيدة الشعرية المغربية الواقع والتجليات والرهانات، والشعر المغربي الحديث حاله ومآله والشعر في علاقته بالسينما والفنون البصرية، والعوالم الشعرية المعاصرة وهوياتها. وتوج الملتقى، الذي يسعى حسب منظميه إلى خدمة الحركة الثقافية والشعرية بشكل عام، والتعريف بالتجارب الشعرية المغربية والعربية، ودعم الحفاظ على هذا اللون الأدبي الغني بالدلالات والإيحاءات، بحفل موسيقي وتوزيع شهادات المشاركة. والتقى الجمهور على هامش هذا العرس الشعري بالفن التشكيلي من خلال معرض أقيم بهذه المناسبة وجمع الفنانين شامة عمي، وجميلة إلغمان، ومحمد مغيلف، ويوسف عياط، ووسام بن مخلوف.