. عدسة: م السعيد المغاري القصري. الحرارة المفرطة… تحول المسابح إلى فضاءات جماهيرية للمتعة بمراكش . مراكش بريس . عدسة: م السعيد المغاري القصري. حتى الحيطة والتنبيه قد لا تنفع هنا .. وسط هذه الأجواء الحارة التي تعيشها مدينة مراكش،فسقوط شخص على اخر في مسبح عمومي بمراكش أمر وارد جدا بسبب الإقبال الكبير الذي تشهده المسابح بالمدينة الحمراء، وهو ما عزاه روادها إلى قلة عدد المسابح، بالمقارنة مع النمو الديموغرافي الذي عرفته مراكش في العقود الأخيرة، رغم الإقبال الكبير على المسابح في مراكش دفع بعض الأندية والجمعيات المختصة في رياضة السباحة إلى إقامة دورات لتعليم السباحة وبثلاثة أوقات في اليوم الواحد. وعلى الرغم من الارتياح الذي أبداه رواد المسابح في مراكش الى وجود متنفس يهربون إليه من حر الصيف اللاهب إلا أنهم اشتكوا من ارتفاع سعر التذكرة الخاصة بالدخول إلى هذه المسابح . وعليه، فإن الإقبال الكبير الذي تشهده مسابح مراكش هذا العام على قلتها قد تشكل دافعا للمسؤولين في مراكش لبذل المزيد من الاهتمام بتوفير وسائل ومنشآت رياضية ربما تكشف عن قابليات رياضية واعدة في هذا المجال. هذا، وقد تعود المراكشيون منذ العقود الأولى، على التخفيف من وطأة الحر الشديد في أشهر الصيف عن طريق التوجه إلى نهر تانسيفت القرب من المدينة، أو إلى بحيرة "سد للا تاكركوست" لممارسة السباحة باعتبارها وسيلة التبريد الطبيعية التي لا تكلفهم أية أعباء أو تبعات مالية، وبالإضافة إلى كون السباحة توفر هروباً من فيض الصيف فهي في الوقت نفسه أقدم رياضة مارسها المراكشيون، منذ إنشاء صهريج المنارة ، الذي أسس أصلا لتدريب عساكر الدولة الموحدية على السباحة، وتساعد هذه الأخيرة على استمرار حيوية الجسم والحفاظ على رشاقته من خلال حركات متناسقة تشارك في أداءها جميع الأطراف اليدين والساقين وبشكل متناغم ووفق حسابات رياضية تلقائية، يعرفها رواد الأندية المختصة في السباحة. وقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث بضرورة تعلم السباحة في سن مبكرة لما فيها من فوائد جمة وبالأخص في الجوانب الصحية ولأنها من ضرورات استكمال صفات الجسم البشري السليم في سنوات لاحقة . غير أن السباحة في نهر تانسيفت وفي بحيرة "سد للا تاكركوست" تنجم عنه مجموعة من المخاطر المتمثلة في تعطل حركة اليدين أو الساقين بسبب السقوط في لجات الطمي، والوحل، بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى الغرق ومفارقة الحياة بالموت المحقق، وفي موسم الصيف وفي كل عام يفقد الكثيرون وخاصة من الشباب حياتهم، وجراء عوامل أخرى طبيعية تتعلق بسريان المياه وظهور حالات من المد غير المتوقع، ولتجنب مثل هذه الحالات المؤسفة فقد لجأ المجلس الجماعي لمدينة مراكش، ومجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، أنشاء مسابح ذات مواصفات فنية وهندسية وصحية لاستقبال الراغبين في ممارسة السباحة من مختلف الفئات العمرية ، عوض التوجه إلى الأنهار والبرك والتعرض للمخاطر الكثيرة . في ذات السياق، علمت "مراكش بريس" أن العديد من أندية السباحة وإدارات المسابح العمومية زيادة في الحرص على أرواح رواد المسابح خصوصا من الأطفال واليافعين، هيئت عدد من المدربين الذين يتم عن طريقهم توجيه السباحين والسباحات، وإعطاء توجيهات حول الطرق الصحيحة المتعلقة بتعلم السباحة وإتقانها، في المسابح التابعة للمجلس الجماعي، أبرزها مسبح الحي المحمدي ، بالداوديات، ومسبح سيدي يوسف بن علي، ومسبح صهريج البقر، كما عرفت بلدية أيت أورير بضواحي مراكش، تدشين مسبح بتراب البلدية المعنية. وتجدر الإشارة، أن مدينة مراكش كانت تتوفر على عدد من المسابح ، أشهرها المسبح العسكري، ومسبح عرصة مولاي عبد السلام، والمسبح البلدي الأول في طريق الحي الشتوي، كما أن النوادي المهتمة برياضة السباحة أصبحت في معظمها تشتغل في هذه المسابح، كفضاء للتداريب والمتعة .