اختار المجلس الجماعي بمدينة مراكش أن تبقي جل المسابح العمومية مغلقة باستثناء مسبح الشريفية الذي يعرف جراء ذلك حالة من الفوضى والاكتظاظ يعرضان رواده إلى كثير من الأخطار الصحية والبدنية. وعرف إجراء المجلس الجماعي هذا استياء كبيرا وسط الشباب والأطفال والممارسين داخل الأندية الرياضية، والذين حرموا من الاستمتاع بعطلتهم داخل المسابح، والتخفيف من حرارة الجو التي تعرفها المدينة. وأشار مصدر من مسبح الشريفية فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن المسبح يغلق أبوابه عند وصوله إلى طاقته الاستيعابية، إلا أن أكثر من ضعف العدد يلج إلى المسبح عبر الجدار المنخفض، مما يسبب اكتظاظا لا يطاق، موضحا أن المسبح يعاني أيضا من قلة معلمي السباحة، مما يجعل الزوار خاصة الصغار عرضة للغرق في أي لحظة، علما أن المسبح يتوفر فقط على 24 معلم سباحة في حين يحتاج إلى 50 فردا. وفي الوقت الذي تعذر الاتصال بعمدة المدينة لأنها في زيارة إلى فرنسا، قالت مصادر من جماعة مراكش، إن إغلاق المسابح راجع بالأساس إلى عدم قدرة المجلس الجماعي على تهيئتها في الوقت المناسب لاستقبال الرواد، مشيرا أن كلا من مسبح المحاميد والداوديات لم ينظفا إلى حدود الآن، ولا تظهر أي مؤشرات على فتحهما خلال هذا الصيف، في الوقت الذي قد يفتح مسبح سيدي يوسف بن خلال الأيام القادمة ولمدة وجيزة، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان. وأمام هذه الوضعية، وأمام غلاء المسابح الخاصة، يلجأ العديد من الشباب والأطفال إلى ركوب الحافلة للذهاب إلى سد للاتاكركوست على بعد 33 كلم من المدينة، وهي منطقة غير محروسة وغير مهيئة للسباحة، وقد توفي فيها العديد منهم خلال هذه السنة، بالإضافة إلى أعطاب بدنية متعددة، فيما يفضل البعض منهم الوصول إلى المنطقة عبر الدراجات النارية، وقد وقعت حوادث مميتة لبعضهم. وفي السياق ذاته، يلجأ أيضا بعض الأطفال إلى الاستحمام في النافورات، وأكد شهود عيان أن أحد الأطفال قام أول أمس الأربعاء بالسباحة في نافورة ساحة الحرية بشارع محمد الخامس جليز، فرصدته دورية من رجال الأمن، وقامت بمحاولة توقيفه، مما جعل الطفل يفر بدافع من الهلع والخوف، ودون اكتراث لمخاطر الطريق، تعرض لحادثة سير وصدمته إحدى السيارات، مما استدعى نقله عبر ساعفة الوقاية المدنية التي حضرت إلى عين المكان. وفي السياق ذاته أصدر اتحاد أندية السباحة بالجنوب المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية للسباحة بلاغا استنكاريا يشير إلى استمرار تردي وضعية السباحة بمدينة مراكش سنة بعد أخرى وموسما تلو آخر، وتقهقر مستوى مراكش تانسيفت الحوز في هذا المجال. وندد البلاغ بالتأخر في فتح المسابح العمومية واقتراب شهر رمضان المبارك يزيد من تعقيد ممارسة السباحة بمراكش، سواء الترفيهية منها أو الاحترافية. وأشار إلى قلة توفر معلمي السباحة ناتج عن التهميش والإقصاء الذي حاولت بعض الأطراف فرضهما على أندية السباحة، من خلال حرمانها من حقها في المنح السنوية والدعم العمومي المخصص للجمعيات، وإغفالها أن هذه الأندية هي المدرسة الحقيقية والمشتل الأساسي لتكوين مدربي ومعلمي السباحة في المستوى الجيد وبالعدد الكافي. وشدد البلاغ على أهمية إعادة النظر في طريقة وأسلوب اجتياز الامتحان السنوي لمعلمي السباحة، سواء في شقه المتعلق بالسباحة أو في جانبه الخاص بتقنيات الإسعاف والإنقاذ، وبضرورة تخفيف الأعباء المادية التي تؤديها الأندية كل سنة، من قبيل واجب الانخراط في الجامعة الملكية، الرخص، التأمين، واجب المشاركة في البطولات الوطنية، الغرامات والجزاءات، والعمل على تقوية الروح الرياضية وتخليق رياضة السباحة، مع تجنب كل مظاهر التزوير والغش واستعمال المنشطات.