كتب : عبد الجليل الكليتي ل “مراكش بريس” نظرية الانتاج الكولونيالي بين الامس واليوم . كتب عبد الجليل الكليتي ل “مراكش بريس . بعد هذه الاستراحة من الخوض في المواضع السياسية ,والاقتصار على الكتابة الادبية من خلال مقالتي مراكش معشوقتي والحياة مجموعة من الذكريات تمر في صمت .نعود بقوة لنقتحم أحد المواضع الحساسة التي كانت حكرا على مجموعة من الكتاب والمفكرين الكبار وخصوصا منهم ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق والاستاذ العيد جلولي في كتابه الابعاد المفاهيمية لنظرية مابعد الكولونيالية وا لاستاذ عبد الله العروي في بعض كتبه حول الايديولوجية الكولونيالية ثم الباحث اللبناني مهدي عامل ممن تجاسروا على أنظمتهم وتمردوا عليها ,لفضح استبدادها وقهرها لشعوبها بفعل تبعيتها للامبريالية الغربية ,فجاءت كتاباتهم في هذا الصدد جد جريئة وفاضحة للوضع القائم في البلدان العربية المستبدة,مما ينم على فرضية في الصفر الكلي يتوقف الزمن عن دورانه لا الماضي يمضي ولا الاتي يأتي ,والزمن لايراوح مكانه.يتصدع وينهار.ولايتضح غير المستحيل من جهتين معا 'ما كان يتكرر لم يعد يتكرر ,والأفق بلون غامض ,انه زمن مكسور من جهة الماضي ,مبتور من جهة المستقبل ,والحاضر فيه يتفتت.هو فكر ظلامي يلبس وجه الفكر العدمي.انها كتابات كانت في بعض الاحيان وخيمة على جلهم وخصوصا ممن تعمق في تحليل النظرية والوصول الى نتائج جد متقدمة في علاقتها بشعوب المنطقة العربية .ولدلك يعتبر مهدي عامل في كتابه نقد الفكر اليومي من الباحثين المعاصرين الذي دفع حياته ثمنا غاليا عندما امتدت اليه يد الانظمة الاستبدادية فاغتالته ذات صيف في منتصف الثمانينات.اد حاول هذا المفكر ربط النظرية الكولونيالية بالطائفية لفهم أكثر الواقع اللبناني الهش,فكان اغتياله ناتج عن ذهابه ابعد الى اشعار الطبقة المتقفة من الشعوب العربية بمخاطر النظرية وثاتيرها على اقتصادياتها فنتج عن دلك اغتياله بعدما استشعرت أنظمة القهر الاستبدادية العربية والغربية بالخطر القادم من كتاباته ,وتأثيرها على المثقف العربي بصفة خاصة وعامة الشعوب العربية عموما خلافا لكتابات الاخرين الذين اقتصروا فقط الى التلميح الى النظرية بصفة عامة .واد اخترنا هذا الموضوع بالذات للكتابة ثم المناقشة ليس لاكتساب الشهرة او للمبارزة الفارغة ولكن لنسير على دربنا الذي عهدتموه فينا اخواتي اخواني القراء لتدركوا مدى ابعاد الغرب في ترك الشعوب العربية ترزح تحت القهر والتهميش المؤديين الى التأخر,كما اريد ان أشير في اثناء تحليلي للنظرية الابتعاد عن الطائفية التي تعرفها مجموعة من الدول العربية كلبنان وسوريا واليمن وغيرها مما يعقد الامور في فهم النظرية احسن .لدى سأقتصر على شمال افريقيا باعتبارها مستعمرات غربية ,اما فرنسية او اسبانبة او ايطالية كانت لها موعد مع الربيع العربي كباقي الدول العربية التي استعمرتها انجلترا .فالربيع العربي حسب عرفي ومقارنة بنظرية الانتاج الكولونيالي وجهان لعملة واحدة مع اشتداد الازمة الاقتصادية على دول الاستعمار .فالربيع العربي ما هو الا الة من اليات الغرب لاطالة الاستنزاف بالمستعمرات بحيت عندما استشعر الغرب بخطر وعي الشعوب المستعمرة سابقا بقوة السلاح وحاليا بقوة نفود ابناءه المدللين الذين ينحدرون من الاسر العميلة له لجأ الى تغيير جلدته والياته لاستطالة امتصاص خيرات هذه الشعوب الى ما لانهاية .وباعتبارنا ننتمي الى الجغرافية البشرية لدول شمال افريقيا وخصوصا لدولة المغرب التي عانى شعبها من استبداد الاسر الحاكمة منذ استقلاله الى اليوم من واجبنا كمثقف وكباحث ان نخوض في هذا الموضوع بقوة لنبين مخاطر هذه النظرية على وطننا من جهة وعلى المثقف المفرنس او المأسبن الذي لم يستطع استيعاب ما يحدت في المنطقة من تحولات جيوسياسية وجيواقتصادية ثم وصول الاسلاميين الى التسيير الحكومي لجل دول شمال افريقيا باعتبارهم من أبناء الوطن ممن فهموا اللعبة مبكرا فانخرطوا بنضالاتهم في الحياة العامة للوصول الى دفة التسيير العام لتغيير الوضع القائم ,مما دفع بالغرب الى تحريض ابواقه المدللين الى التشويش عليهم ونعتهم بالشعبويين لان مصالحهم أصبحت مهددة وبالتالي من تم القطع مع التبعية الغربية وانتاج فكر وطني قح.ولهذا السبب ولغيره فالنظرية في اطارها العام هي من انتاج الغرب الامبريالي لادلال شعوب المناطق المستعمرة ليست فقط المنطقة العربية ولكن ايضا المناطق الاخرى كالهند مثلا وغيرها.فالنظرية في عمومها نتلمس خيوطها انطلاقا من السياسات المتبعة لبعض المنتخبين اما للتسيير الشأن العام او الشأن المحلي او غير ذلك من التسيير ,ممن درسوا في الغرب ولهم علاقة وطيدة بالسياسات العامة لدول اللجوء الثقافي ويقدمون له فروض الطاعة والولاء دون وطنهم الام,هذه الدول التي غرست فيهم نبتة فاسدة ليظلوا عملاء لسياساتهم الانتاجية التي تضر بالوطن الام .ولنا في مجموعة من المنتخبين عبر ربوع الوطن أمثلة حية من طنجة الى الكويرة .ولفهم النظرية أكثر لابد من وضعها في سياقها التاريخي بحيث ان الاستعمار أثناء فتراته الزاهية كان يعمل على استغلال مستعمراته مباشرة ,استغلالا امبرياليا بفعل استعباد الشعوب المستعمرة واستنزاف قواها البشرية من اجل بناء مجده الحاضر وتشييد بنياته التحتية ثم ثانيا استنزاف الخيرات الباطنية للوطن المستعمر ,الا ان منذ استقلال بعض المستعمرات الفرنسية أو الانجليزية وغيرها فقد دفع بهذه الاخيرة ان تبحث لها عن وسيطا من ابناء الوطن ممن درسوا في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها لمتابعة استنزاف الخيرات بعدما دحرتها القوى الوطنية .فكانت العودة ميمونة هذه المرة من النافذة عن طريق منتخبين فاسدين يدينون بالولاء الاعمى الى دول الاستعمار ,هذه الدول التي كونتهم وتابعتهم بعد تخرجهم والتحاقهم بوطنهم الام لكي يخدموا مصالحها دون شكوك بتمرير جل الصفقات الوطنية او الجهوية الى الشركات الامبريالية الغربية ,ولنا في مراكش خير مثال على الشركات الفرنسية والاسبانية لتفنيد ما ذهبنا اليه في مقالنا وتبسيط النظرية لكي يستوعبها القارئ المحترم ,بحيث ما يقع في مراكش هو نموذج مصغر لما يقع في معظم المدن العربية بصفة عامة.