ملحمة الماء الوطنية تدشن بدايتها من مراكش. محمد القنور. عدسة : م السعيد المغاري القصري. خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش الخميس الفارط، بمناسبة تدشين جلالة الملك الملك محمد السادس نصره الله لمحطة مشروع معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمراكش . وفي جواب عن سؤال ل “مراكش بريس” متعلق بكيفية تدبير المياه المعالجة، وعلاقتها بالمخطط التنموي للمدينة، أوضح عبد الله إلهامي رئيس قطاع الإستثمارات بالوكالة ، أن محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بالمدينة مراكش ستمكن من توفير مصدر متجدد وبديل من الماء يقدر ب 33 مليون متر مكعب سنويا، وهو ما يمثل نحو نصف حجم الاستهلاك بالمدينة. حيث تخضع المياه العادمة، التي يتم توجيهها نحو محطة المعالجة بواسطة شبكة التطهير، لعملية معالجة تمر بأربع مراحل. وأشار إلهامي أن المرحلة الأولى ، الخاصة بالمعالجة الأولية، ترتكز على توجيه المياه العادمة نحو محطة المعالجة من خلال شبكات التطهير، حيث تمر عبر حاجز بمثابة مصفاة تلتقط المواد الكبيرة الحجم والطافية، قبل أن تنساب المياه في المرحلة الثانية عبر حوض مزدوج يسمح بالتقاط المواد الرسوبية الثقيلة كالرمال والطمي، والتي تترسب إلى قعر الحوض في حين تلتقط المواد الطافية من السطح. وتجهز الأحواض في هذه المرحلة بجسر ميكانيكي متداخل الحركة وبمضخات تهوية، حيث تبعث المضخات، فقاعات هواء تعمل على صعود الدهون والأجسام الخفيفة كيماويا التي تطفو على السطح. كما أضاف إلهامي أن المرحلة الثانية، والتي تتعلق بالتصفيق الأولي، تهم ترك الماء في حالة سكون لمدة ساعتين ونصف داخل ثلاثة أحواض للتصفيق سعتها الإجمالية 12 ألف متر مكعب حيث تسقط المواد العالقة في قعر الحوض مشكلة الحمأ الذي يتم ترحيله داخل وحدة للمعالجة والتنقية. ليتم الشروع في مرحلة “المعالجة الثانوية” بعد ذلك، والتي تتضمن معالجة بيولوجية للمياه على مستوى أربعة أحواض للتهوية مفتوحة تبلغ سعتها الإجمالية 75 ألف متر مكعب، ويتم بداخلها ضخ الهواء بواسطة موزعات مزودة بضاغط للهواء. وتقوم هذه المعالجة على أساس تنشيط البكتيريا التي تتغدى على المواد العضوية المتبقية بالماء. ويتجلى دور هذه البكتيريا في التحويل الطبيعي للتلوث العضوي وإزالة الكربون والآزوت والفوسفور بالمياه المترسبة. إلى ذلك قال إلهامي أن هذه المياه تترك بالمرحلة اللاحقة في حالة سكون حوالي تسع ساعات ونصف وبأربعة أحواض للتصفيق الثانوي بسعة إجمالية تقدر ب 40 ألف متر مكعب. ويتم عزل الماء والحمأ العضوي عبر مراحل طبيعية للترسيب، قبل أن يتم تصريف الماء المصفى عبر قنوات خاصة، قصد الوصول إلى المعالجة الثلاثية، والتي تمثل المرحلة الرابعة، فتتم عبر ثلاث مراحل تشمل التخثر والتلبد ثم الترشيح السريع داخل بطارية تتوفر على عشرين جهازا للترشيح الرملي، تعقبها عملية تعقيم بواسطة الأشعة فوق البنفسجية مع إضافة الكلور عند الحاجة. وتتوفر محطة المعالجة بمراكش على مختبر للتحليلات يمكن من تدقيق مختلف المؤشرات المتعلقة بجودة الماء قبل وأثناء المعالجة. إلى ذلك، أكد عادل الداودي، رئيس قطاع الدراسات والتخطيط بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش يعكس هذا مشروع محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمراكش الذي وصفه بالإنمائي والضخم، يتميز بانعكاساته الإيجابية القوية على المجالات الصحية والاقتصادية والإيكولوجية والبيئية للمواطنين بمراكش وبمدارها الحضري ، مؤكدا على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لقضايا البيئة والماء وعلاقة هذين العنصريين الحيويين بالتنمية المستدامة. ومن جهتها أوضحت أسماء بن مالك ، مديرة الهندسة والإستثمارات بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش أن محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمراكش ستمكن هذه النجاعة الطاقية من تقليص انبعاث الغازات المسببة للإحتباس الحراري وتفادي قذف 60000 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. حيث يتم تخزين المياه المعالجة في حوض سعته 9000 متر مكعب قبل أن يتم تصريفها عبر شبكة من القنوات تمتد على طول 80 كيلومترا مدعومة بواسطة خمس محطات للضخ . وأفادت بن مالك أن شبكة ضخ المياه ستمكن من إيصال المياه المعالجة إلى مختلف نقط الاستعمال، خاصة منطقة النخيل على مساحة تناهز شساعتها 810 هكتار حيث من المنتظر أن تنتج ما يناهز 3 ملايين متر مكعب من الماء سنويا، بالإضافة إلى تزويد 19 منتجع سياحي للغولف ب` 23 مليون متر مكعب من الماء سنويا. وتجدر الإشارة ، أن مشروع المحطة يأتي كثمرة شراكة بين الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش المساهمة ب 596 مليون درهم والميزانية العامة للدولة ب 150 مليون درهم والمنعشين والفاعلين السياحيين الخواص ب 486 مليون درهم. كما أن محطة مراكش ستمكن من تعميق الأمن المائي وتوفير مصدر متجدد وبديل من الماء يقدر بحوالي 33 مليون متر مكعب سنويا. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قد ترأس صباح الخميس الفارط بمراكش، مراسيم تدشين مشروع معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بالمدينة، حيث قام جلالته بجولة عبر مختلف مرافق هذا المشروع النموذجي، الذي سيساهم في التطور العمراني والسياحي لمدينة مراكش وهو المشروع الذي إعتبر نموذجيا على الصعيدين الوطني والإفريقي يترجم مدى التطور الإيكولوجي المائي، والعلمي الذي تعرفه بلادنا، وعمق الإهتمام الملكي الذي يوليه عاهل البلاد لقضايا البيئة والتنمية المستدامة، كمفتاح أساسي لتحقيق التوازنات المجالية والإنمائية،وتبرز ريادة هذا المشروع في كونه يتمأسس على معالجة منسوب جميع المياه العادمة بالمدينة التي تقدر ب 120 ألف متر مكعب في اليوم والقضاء على الروائح العطنة والعمل من أجل التقليص من الانبعاثات الغازية المتسببة في الإحتباس الحراري ووضع إستراتيجية عملية من أجل حماية الموارد المائية. ومن المنتظر، أن تكون للمشروع الذي بلغت كلفته الإجمالية 1,23 مليار درهمآثارا إيجابية على الساكنة بالمدينة الحمراء حيث ستستفيد منه ساكنة تفوق 1,3 مليون نسمة على مستوى قطاع الصحية والأنشطة الاقتصادية والبيئية. ويشمل هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيدين الوطني والإفريقي، إنجاز محطة لتصفية ومعالجة المياه العادمة تمتد على مساحة تقدر ب` 17 هكتار وتبلغ طاقة معالجتها ما ينتجه 1,3 مليون نسمة من المياه العادمة، ووضع شبكة لإعادة استعمال المياه المعالجة تتكون من خمس محطات للضخ و80 كلم من القنوات. هذا، وتتميز محطة المعالجة الجديدة، بإستجابتها للمقاييس التقنية والعلمية الدولية حيث تقوم على أحدث التكنولوجيات في جميع مراحل معالجة المياه العادمة، وتستند على أسلوب المعالجة البيولوجية المبني على “الحمأة المنشطة” كمرحلة أولية ثم على عملية التصفية والتعقيم بالأشعة ما فوق البنفسجية وبإضافة مادة الكلورالمعقمة والمتعلقة بمعالجة الحمأ والنفايات وصرف الماء ذي الجودة الحسنة في الوسط الطبيعي من الدرجة “أ” ، وفق معايير المنظمة العالمية للصحة المتبعة بإعادة تصنيع المياه المعالجة، وبتحيين إمكانية إعادة استعمالها في الري، وسقي المساحات الخضراء وتزويد ملاعب الغولف المبرمجة في إطار المشاريع السياحية الكبرى والمستقبلية بمدينة سبعة رجال. ومن خلال الشريط الوثائقي الذي تم عرضه في إفتتاح أشغال الندوة الصحفية المذكورة، فإن محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمدينة مراكش، تشتغل على مراحل متوالية قصد معالجة المياه، تشهد المحطة أيضا القيام بسلسلة من المعالجات الإضافية، حيث يقضي الحمأ من خلفات الأتربة والطمي والرمال 20 يوما تحت حرارة تصل إلى 37 درجة مئوية داخل أربع منشآت للهضم، سعة كل واحدة منها 6000 متر مكعب.كما تمكن عملية الهضم من إنتاج 20000 وحدة من البيوغاز يوميا، والذي يستعمل في مزج وتسخين الحمأ وكذا في إنتاج 30000 كيلوواط ساعة من الطاقة الكهربائية في اليوم مما يغطي 45 بالمائة من حاجيات المحطة من الطاقة. محمد القنور. عدسة : م السعيد المغاري القصري.